كتب - جمال بخيت: افتتحت "قاعة كاب" منصة الفن المعاصر معرض الفنان التشكيلي الكويتي محمود أشكناني، بعنوان "حوارات لونية" وكانت آخر معارض أشكناني في دبي بعنوان "نغمات ألواني" وتراوحت اعماله في المعرض بين الفن التجريدي والانطباعي من مدارس فنية مختلفة يتقنها ويعتمد في تنفيذها على تقنيات ومواد وألوان تعكس مشاعره وأفكاره وسيرته في الحياة.لم تكن التجريدية حاضرة في لوحات الفنان ولكن كان تأثيرات تجاربه السابقة في اعتناق التجريد العميق أحد العلامات البارزة في المعرض، أشكناني فنان من فناني الاحتراف العميق يضع جل خبراته بخطوط متقنة ليري مايحدث في العالم الخارجي ومن ثم يعكف مع ريشته ليرسم الطريق الي قلب وعقل المتلقي،لذا ترك لوحاته تسبح في عقولنا ومنحنا حرية التأمل ووضع مايطيب لنا من عناوين وأسماء..هي حوارات لونية من العيار الثقيل تتحد فيها لغة الخيال والواقع،الجمال والوضوح،لغة الاسقاط وعالم الذات المتجردة والساعية الى اقناعنا بهذا الإبداع اللوني دون تفاصيل ولكن وجودها رغم تجريده الا انه بريشة عبقرية استطاع ان يسافر مع عيون المشاهد الي رحلة تأملية بديعة وجانبا حداثيا معاصرًا من فنون اللون والرسم الاحترافي الذي لاشك انه يترك الدهشة فوق العيون والتأمل الواقع بين جنبات اللوحات التي تغوص في الاجادة والجمال.الاحمر والازرق والالوان الفرحة هي العناصر الاساسية التي منحها الفنان لمجموع لوحاته والتي اتسمت بالعديد من التفاصيل الفنية الاسقاطية والتي شكلت جانبا من روعة المشهد التشكيلي،فضلا عن الألوان بكل تدرجاتها هي العنصر الاساسي الاكثر حضورا في اعمال الفنان محمود اشكناني، وذلك بفضل ما تحتويه من توهج، وتقنية متميزة في الاستفادة من مفهوم التضاد في مسألة الضوء الذي ينبعث من الألوان البيضاء، الى جانب تدرجات متنوعة في استخدام اللون الازرق، وكذلك الاصفر، إلى جانب المساحات المظلمة باستخدام الالوان الغامقة، وان هذه التقنيات ساهمت بشكل ملحوظ في التجديد الذي احدثه اشكناني على أسطح لوحات، هذا التجديد الذي اعطى لأنسجة مواضيعه الحضور الخاص.وان الاكلريليك الذي طالما استخدمه الفنان في لوحاته و رغم صعوبة استخدامه فإن اشكناني جعله طيعا من اجل المضى قدما عبر الافكار المتناولة، ومن ثم فقد توهجت الرؤى وكانت حركتها دؤوبة في اتجاهات حسية متنوعة، وبالتالي فإن المعاني تنوعت في مدلولاتها الرمزية، وفق رؤى تجريدية متوهجة بالحيوية، والتدفق الوجداني.وعلى هذا الاساس جاءت الخطوط والتعرجات، والاشكال في سياقات انسانية تشير الى المعنى بمعزل عن الشكل، بمعنى ان الافكار تُحسو لا تُشاهد، فهي غامضة حينما نبحث عنها في الشكل فقط دون التوغل في المضمون والمدلول، كما ان تداعيات الفنان في ما يخص الرصد - جاءت في مواقف ضمنية ذات علاقة بمشاعر الانسان، تلك التي تعبر عن ضربات الفرشاة على أسطح اللوحات، وكذلك تدرجات الالوان، وسيولتها والاهتمام بمفهوم الظل والضوء، بالاضافة الى الخطوط والاشكال المبهمة او الغامضة، التي استطاع الفنان من خلالها ان يعبر عن افكاره في رؤى مشحونة بالحيوية.وعبرت كتل الالوان والمجاميع التي ظهرت فيها التفاصيل ذات مزاج تشكيلي متوافق مع حزمة الافكار التي طرحها الفنان على المتلقي في اسلوب اتسم بالتجريدية، والاقتراب اكثر من الغموض، وبالتالي فإن الذهن يجب ان يكون متحفزا لقراءة ما وراء الفكرة، من اجل الكشف عنها، وتحليل محتواها، ومن ثم العثور على المضمون المطروح.
وتتأكد الصياغة التشكيلية لاعمال اشكناني، من خلال ما يحتويه نسيج كل عمل على حدة من لغة فنية، تبدو متواترة مع شراهة الالوان، وقدرتها على التحرك في اكثر من اتجاه، وبالتالي فإن المعرض بدا متوازنا من الناحية الدلالية، ومتناسقا في ألوانه، ومتفاعلا مع الانسان من خلال الرمز والتجريد.يُذكر أن الفنان التشكيلي أشكناني انتسب إلى جمعيات تشكيلية عدة وروابط فنية إقليمية ودولية، وحاز عددا من شهادات التقدير والجوائز، من خلال مشاركته في المعارض الدولية بإسبانيا والمجر وتركيا، إضافة إلى معارضه الخاصة في الإمارات وسلطنة عمان.

جماليات الإكريليك