الأحد 04 مايو 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

دور ابن تيمية بمعركة شقحب

Time
الأربعاء 19 أكتوبر 2022
View
20
السياسة
محمد الفوزان

معركة شَقحَب أو معركة مرج الصُفر، بدأت في 2 رمضان سنة 702هجرية( 20 إبريل 1303ميلادية)، واستمرت ثلاثة أيام في سهل شقحب بالقرب من دمشق، حيث هاجم التتار الإيلخانيين (تتار فارس) بلاد الشام في جيش كثيف، وعاثوا مفسدين في الكثير من المدن، لكن الأوضاع هذه المرة قد تغيرت بفضل الله، ثم بفضل وجهود شيخ الإسلام ابن تيمية، التي أثرت في الناس فثبتوا أمامهم ودافعوهم.
وحين علم السلطان الناصر محمد بن قلاوون بذلك خرج على رأس جيشه من مصر، ومعه الخليفة العباسي أبو الربيع سليمان المستكفي بالله، والأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير، ووصلوا إلى الشام وصمموا على الجهاد فإما النصر وإما الشهادة.
واجتمع الأمراء وتعاهدوا وتحالفوا على لقاء العدو، وشجّعوا رعاياهم ونودِيَ بدمشق ألا يرحل منها أحد، فسكن الناس وهدأت نفوسهم، وجلس القضاة في الجامع مع جماعة من الفقهاء والعامّة يحرّضونهم على القتال، وتوقّدت الحماسة الشعبية وارتفعت الروح المعنوية.
وكان لشيخ الإسلام ابن تيمية أعظم التأثير في ذلك الموقف، فقد عمل على تهدئة النفوس حتى كان الاستقرار الداخلي عند الناس، والشعور بالأمن، ورباطة الجأش، ثم عمل على إلهاب عواطف الأمة وإذكاء حماستها، وتهيئتها لخوض معركة الخلاص.
كان شيخ الإسلام ابن تيمية يحلف للأمراء والناس: إنكم في هذه الكرّة منصورون، فيقول له الأمراء: قل إن شاء الله، فيقول: إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً، وكان يتأوّل في ذلك أشياء من كتاب الله منها قوله تعالى :"ذلك ومَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عوقِبَ بهِ ثمّ بُغِيَ علَيهِ لَيَنْصُرُّنَّه اللهُ".
فخرج أهل دمشق يقودهم عالمهم الفذ ابن تيمية لابساً سلاحه مع جماعة من العلماء، والتقى جيش المماليك في شقحب إحدى نواحي دمشق فاتحد معه، ووصل التتار إلى هذا المكان بقيادة قتلغ شاه نويَن، واحتدمت المعركة وحمي الوطيس، واستعر القتل، واستطاع التتار في بادئ الأمر أن يُنزلوا بالمسلمين خسارةً عظيمة، فقُتل من قُتل من الأمراء، لكن الحال لم يلبث أن تحول، بفضل الله عز وجل، وثبت المسلمون أمام التتار وقَتلوا منهم مقتلة عظيمة، وتغيّر وجه المعركة، وأصبحت الغلبة للمسلمين.
قال ابن كثير: فلما جاء الليل لجأ التتار إلى اقتحام التلول والجبال والآكام، فأحاط بهم المسلمون يحرسونهم من الهرب، ويرمونهم عن قوس واحد إلى وقت الفجر، فقَتلوا منهم ما لا يعلم عدده إلا الله عز وجل، وجعلوا يجيئون بهم من الجبال فتُضرب أعناقهم، ومن اسماء هذه المعركة مرج الصُفر وسهل شقحب.(المرجع "البداية والنهاية للحافظ بن كثير".

إمام وخطيب

[email protected]
آخر الأخبار