السبت 21 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

دور المكتبة في تثقيف الأسرة: القراءة مفتاح العلم

Time
الثلاثاء 22 يناير 2019
View
5
السياسة
كتبت- إيناس عوض:


ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ25 الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الفترة من 8 الى 25 من شهر يناير الجاري تحت شعار "ربع قرن من العطاء المتجدد" استضافت مكتبة الجابرية العامة محاضرة بعنوان "دور المكتبة في تثقيف الأسرة" قدمها الباحث الدكتور عبدالله غليس وأدارها عمر الخالدي، وشارك فيها عدد من الأدباء والمثقفين بحضور المشرف على المكتبات العامة في المجلس الوطني منير العتيبي.
استهل عريف الأمسية الباحث عمر الخالدي حديثه بالترحيب بالحضور وقال: ان المكتبة هي الحقل الذي يحتضن المثقفين وطلاب العلم والمعرفة وهواة القراءة الذين يتطلعون لمعرفة كل ما يجول في عقل الانسان، وما ينتج عنه من ابداعات علمية وأدبية وثقافية تسير بالمجتمع نحو الرقي والتطور، وهو ما نراه جلياً في ازدياد اهتمام الدول المتقدمة بالمكتبات والقراءة التي أصبحت اليوم مقياساً لمؤشر الثقافة في الدولة واهتمام الفرد بها، حيث لايمكن انكار دور المكتبة في تنمية المعرفة والحالة الثقافية للفرد.
وأضاف: لايكاد يخلو منزل من مكتبة مصغرة تتضمن مختلف المجالات المعرفية والعلمية والأدبية،مشيراً الى أهم المحاور التي سيسلط المحاضر الدكتور عبد الله غليس الضوء عليها وهي:أولاً أهمية وجود مكتبة في المنزل، ثانياً الطريقة الصحيحة لانشاء مكتبة منزلية، ثالثاً المكتبة المنزلية بين الكتاب الورقي والالكتروني، رابعاً المكتبة المنزلية بين الكم والكيف، خامساً الطريقة المثلى لترغيب الأبناء في القراءة، وأخيراً دور المكتبة المنزلية في تعليم الأبناء وتنشئتهم تنشئة صالحة.
بدوره رحب الباحث الدكتور عبدالله غليس بالحضور وشكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على ادراج المحاضرة ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ25، مشدداً على أن الثقافة أساس تقدم المجتمعات، وهي مقياس رشده ورقيه، ولا ثقافة بلا قراءة، بل ان إقبال المجتمع على القراءة هو الصورة الحقيقية لثقافته، ومعرفاً الثقافة كمركب يتضمن المعارف والعقائد والأخلاق والقوانين والعادات والفنون، وأي قدرات وخصال يكتسبها الانسان نتيجة وجوده عضواً في المجتمع، فهي موسوعة حياة أي مجتمع، ولايستطيع مجتمع أن ينمو ويتطورمن دون ثقافة، فالانسان يولد ولديه القليل من الانعكاسات المتصلة بحاجاته العضوية، وليس لديه أنماط فطرية محددة من النشاط، لذا عليه أولاً أن يتكيف مع البيئة الخارجية، وأن يؤدي بعض الوظائف في التنظيم الاجتماعي، ثم يرتقي بنفسه الى الفضيلة ويسمو بها الى مقاربة الكمال، ويسعى بعد ذلك الى حث مجتمعه عليها، ولن يحصل هذا كله الا بالقراءة، فهي مفتاح العلم وباب المعرفة، لذلك كانت أول كلمة انزلها الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
وأردف:أما الأسرة فهي عامل أساس ومؤثر في تكوين عادة القراءة وتنميتها، فهي تؤثر على شخصية الطفل سلبا وايجاباً، فالمراحل الاولى التي يمر بها الطفل تبدأ تبقليد الآخرين، وهو بأسرته أحرى بالتقليد، ومن هنا تأتي أهمية وجود القدوة للطفل داخل الاسرة، فعلى الانسان أن يبدأ بنفسه فيقرأ، ويسعى الى انشاء مكتبة خاصة به، أياً كان حجمها، مشيراً الى أن المكتبات الخاصة أنفع، وعائدها أعظم، لأنها في المتناول دائماً، ويتأثر بها كل الذين حولها، فبها يتعلم الكبير ويحب القراءة الصغير، وتتثقف بها الأسر وتتوارثها الأجيال، ودورها مهم في جميع مجالات الحياة، فهي التي توجه المجتمع توجهاً صحيحاً في جميع الميادين.
ولفت الى تفوق الكتاب الورقي على وسائل التأثير الأخرى كالانترنت، والتلفزيون، وغيرهما، وهو أمر لايحتاج الى دليل، فقراء الكتب هم المثقفون الحقيقيون، ولم تتقدم الدول الا بالتعليم، والكتاب مفتاح التعليم وخازن المعرفة وحافظها، مؤكداً اهمية وجود الكتب في البيت لتثقيف الاسرة وتعليم الأبناء، وقد اتفق خبراء التربية على أهمية غرس حب القراءة في نفس الطفل، حتى تصبح عادة يمارسها ويستمتع بها، مستشهداً بنتائج عدد من البحوث العلمية التي أشارت الى وجود ارتباط مطرد بين القدرة على القراءة والتقدم الدراسي.
وأوضح ان الحديث عن الطريقة المثلى لانشاء مكتبة منزلية يتطلب التعرف على ميول منشئها، فاذا كان المكتبة محباً للغة العربية والأدب فعليه أن يبدأ بأهم الكتب وأبرزها فيها في مجالات المعاجم وكتب النحو والبلاغة،بالاضافة الى الكتب الاسلامية المفيدة كرياض الصالحين وصحيح البخاري، وعلى منشئ المكتبة أيضاً الاهتمام بكتب الأطفال القصص والحرص على تفحصها قبل شرائها ليتأكد انها مفيدة وخالية من السخف والانحطاط، ولا ينسى كتب الرسم والتلوين التي ترغب الصغار بالجلوس في المكتبة وتحببهم في القراءة، مشدداً على أن الكتاب الورقي هو الأساس ولا يمكن الاستغناء عنه رغم وجود البدائل التي يمكن الاستفادة منها خصوصاً اذا كانت تغني عن شراء كتاب ضخم يملأ المكان ولا يحتاج اليه الا مرجعاً، فهنا الرجوع اليه في المكتبات المتاحة على النت أو تحميله بصيغة ( بي دي اف) أجدى.
واستعرض غليس طرق ترغيب الأبناء في القراءة خصوصاً في المراحل الأولى التي يمر بها الطفل، تحديداً مرحلة تقليد الآخرين، وهو بأسرته أحرى بالتقليد، مؤكداً على اهمية وجود القدوة للطفل داخل الاسرة، فاذا رأى الصغير قدوته بين الكتب أو في يده كتاب ألف هذا المشهد ونشأ عليه. وبعد استشراء بلاء الأجهزة الالكترونية، التي لها منافع الا ان فيها من الاضرار مالا يخفى، لاسيما على الصغار والمراهقين، فان تعويد الأبناء على الجلوس في المكتبة بات ضرورة لانه يساعدهم على الابتعاد عن الأجهزة والالعاب الالكترونية، التي تسبب الانطواء والقلق والتوتر وغير ذلك.
واختتم غليس حديثه بالتأكيد على ضرورة وجود المكتبة في المنزل لانها دليل على مروءة صاحب المنزل ورجاحة عقله، وعلامة واضحة على ثقافة الاسرة وتميزها، وهي خير ما يورثه الآباء للابناء، فعندما ميز الله الانسان على سائر المخلوقات بالعقل، جعل غذاء العقل القراءة، وامره بها صراحة في محكم كتابه، والقراءة النافعة لا تكون الا في الكتب، مشيراً الى ان قراءة مافي برامج التواصل ليست بنافعة وإن كانت ممتعة وفي المتناول، وأكثر الشباب النابهين الصالحين نشأوا في بيوت تحث على القراءة وفيها مكتبات، فمن كان يريد أن ينشىء ابنه نشأة صالحة فليرغبه في القراءة، وليوفر له المكتبة، فوجودها في البيت أهم من غيرها، والمال الذي يذهب في تغذية العقول خير وأبقى، فلنجعل للقراءة نصيباً من أوقاتنا، ولنحث أبناءنا عليها، ولنزين منازلنا بالكتب.
آخر الأخبار