دور محوري للجهات الرقابية في مستقبل الصناعة المالية

خلال الجلسة الرابعة التي حملت عنوان "الصناعة المالية على مفترق طرق: لمحة عن المستقبل"، قال محافظ بنك البحرين المركزي رشيد المعراج، إنه تم إطلاق تطبيقات التكنولوجيا المالية في البحرين منذ 3 سنوات، فقد واجهت مثل هذه التكنولوجيا تحديات على مستوى العقلية التي تدار بها.
وشدد المعراج على ضرورة تحقيق الجهات الرقابية والتنظيمية التغيير في ذاتها لأنه من الصعب مواجهة التحديات في ظل عدم إحداث تغيير حقيقي يواكب الواقع، مبيناً أن دور البنك المركزي يتمحور في تحديد الرؤية ولعب دور ريادي في تيسير هذه التحولات، لاسيما على مستوى التكنولوجيا المالية مع تقديم المنتجات والخدمات المناسبة.
وفي ما يخص العملات الرقمية، أشار المعراج إلى أن القلق سيظل يكتنف الجهات الرقابية إزاء هذه العملات كونها تضع أمامنا الكثير من التحديات وخصوصاً على مستوى الاستقرار المالي، مبيناً أنه في أثناء حدوث الأزمة المالية العالمية عام 2008 كان هناك عمل جماعي لحل الأزمة، أما في حال تسببت العملات الرقمية بحدوث أزمة فمن سيتدخل في حلها؟
وأوضح أن الواقع في الصناعة المصرفية سيتغير وسيؤثر على دور الجهات الرقابية والذي سيكون أقل شأناً، ولذلك يتوجب علينا إعادة صياغة اختصاصاتنا.
من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي لبنك المشرق الإماراتي، عبدالعزيز الغرير، أن العميل لن يكون راضياً مستقبلاً عن الحلول المصرفية المقدمة، بل سيرغب بأن يستفيد من المنظومة المصرفية بشتى أبعادها كإيجاد الحلول المتعلقة بالرهن العقاري وخيارات التأمين وغيرها من الخدمات الأخرى، مبيناً أن وجود منظومة مصرفية أمر ضروري لتقديم الخدمات المصرفية وفي حال تعذر وجود ذلك فإن العميل سيجد جهات أخرى تقدم له هذه الخدمات.
وقال الغرير: "لابد على المصارف أن تعيد صياغة العمليات التي تقدمها، وتسلط الضوء على تجربة المستهلك وليست الخدمات والمنتجات فقط"، مبيناً أن مصرف المشرق أعاد تركيبته بشكل عام حتى على مستوى الوظائف واحترام الشروط والمخاطر والتسويق وشكل الفروع ليتمحور بشكل أكبر على تجربة العميل.
وشدد الغرير على أهمية تتغير الثقافة المصرفية مع تهيئة الموظفين للتحول الرقمي ولاسيما الإدارة العليا الذي قد يجهلون أحياناً أهمية هذه المواضيع.
بدورها، لفتت كبيرة الاقتصاديين العالميين في "سيتي غروب"، كاثرين مان، إلى أن الشركات الرقمية تكاد لا تتمتع بالرقابة أو القيود المالية، لافتة إلى أن حدوث أزمة عالمية بسبب هذه الشركات أمر ممكن حدوثه، فالتأثير الذي كان موجوداً قبيل حدوث الأزمة المالية العالمية في 2008، يتكرر في الوقت الراهن.
وحول وجهة نظرها في العملات الرقمية ولاسيما "ليبرا" التي طرحتها "فيسبوك" أخيراً اكدت أن المشكلة الأساسية في مثل هذه العملات تكمن في البيئة التي تتداول فيها بالإضافة إلى الأشخاص التي يتعاملون بها، فعملة مثل الـ "ليبرا" لا يمكن استخدامها للقيام بعمليات تجارية مع الجميع ولا نعرف هل ستمكننا من القيام بعمليات مصرفية من خلال عملات أخرى.