كتب - فالح العنزي:قدمت فرقة مسرح الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، عرضها المسرحي "دوغمائية"، ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ 19، وقاد المخرج نصار النصار فريقه الشاب وعبر بهم إلى بر الأمان معتمدا على روح الاصرار والتحدي التي كانت طاغية على أدائهم ومحاولتهم اثبات الوجود، خصوصا بعد اكثر من مشاركة غير موفقة لبعض الفرق، التي مثلت الجهات الأكاديمية في مهرجانات سابقة. هذه المرة أثبت النصار من جديد أنه صاحب فكر يتطور مع كل مرحلة نضوج يتجاوزها مع كل عام يضاف الى سنوات خبرته، النصار الذي اسندت له مهمة اخراج هذا العرض المسرحي وجد نفسه مجبرا على الإستعانة بالعناصر الشابة وغالبيتهم من الهواة، لذا تعامل مع النص وفق المعطيات والامكانيات والعناصر المتاحة، حيث اشتغل اولا على "تفصيص" النص وقراءته قراءة جيدة، وثانيا على اختيار الممثل المناسب في المكان المناسب، وثالثا تقديم رؤيته الاخراجية وفق "المقدور عليه" وهذا جعل عرضه المسرحي يظهر مكتمل الأركان كعمل مسرحي محترف يقوده مجموعة من الهواة. في "دوغمائية" كانت الغلبة للممثلين فوق الخشبة وهم هاني الهزاع، ماجد البلوشي، غدير حسن، فاطمة العصيمي، بشاير الشنيفي يقودهم الثنائي المحترف رازي الشطي وبدر الحلاق، فشاهدنا مبارزة حامية بين الممثلين لم تخل من بعض الأخطاء، التي لا نتوقف عندها، لأننا ننظر الى بياض الورقة وليس للنقطة السوداء في منتصفها، وبالتالي أي أداء متواضع "ساح" مع الاداء العالي لباقي الممثلين، الذين هضموا فكرة النص وتعاملوا معها كواقع مؤلم ومآس تخلفها دوما الحروب، فشعرنا بالوجع والمعاناة تجسدا في لوحات تعبيرية حركية وتناغم مشترك وانسجام متناه قدم بشكل رائع فكان كل ممثل يجسد قصة منفردة وحدث خاص فقد فرقتهم الذكريات وجمعتهم المعاناة. فيما يتعلق بالسينوغرافيا، حرص المخرج النصار على توافر كافة العناصر بشكل متقن، حيث توافق الديكور مع الفكرة العامة للنص ولم يكن مبالغا في حين كانت الموسيقى والمؤثرات الصوتية لغة أخرى معبرة عن حال كل ممثل فوق الخشبة، فتنقلنا موسيقيا بين الشعور المؤلم والفراق والفقد والحزن والسوداوية. بعد هذه التجربة يمكن القول بأن فرقة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ستنافس في المهرجانات المقبلة بقوة متى ما حافظ المخرج على هذا الفريق وألحق عناصره في ورش تدريبية مستمرة، خصوصا أن غالبيتهم اشبه ما يكون بالعجينة التي يمكن تشكيلها بشكل جيد والمخرج النصار سبق له ان اثبت مرارا وتكرارا قدرته على صنع شيء من لاشيء، ليكون العرض المسرحي "دوغمائية" جرس انذار يهدد الفرق المسرحية.

مشهد من "دوغمائية"
لقطات شارك ضمن فريق عمل مسرحية "دوغمائية"موسيقى سعود السعد، كيبورد، فهد البحري عود وناي، مخرج منفذ واضاءة فاضل النصار، دراماتورج فلول الفيلكاوي، ديكور وأزياء أسماء عيسى، ماكياج خالد الشطي، تدقيق لغوي فيصل النصار، إشراف فني د.نبيل الفيلكاوي، إشراف عام د.حسين المكيمي، تأليف علي البلوشي.ـ تصفيق طويل واشادة بالعرض المسرحي الذي لم يتعرض للنقد الكبير في الندوة التطبيقية.- الممثلة التونسية سارة الحلاوي والفنان الإماراتي سعيد سالم ابديا اعجابهما بالعرض المسرحي.ـ تساءل مخرج عربي من ضيوف المهرجان عن سبب عزوف النجوم الكبار عن المشاركة وخص بالذكر الفنانين داود حسين وجمال الردهان وطارق العلي وهدى حسين، مشيدا في الوقت نفسه بالفنانتين باسمة حمادة وسماح.