الأربعاء 25 سبتمبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

دول الخليج في مواجهة الإرهاب الخبيث...السعودية إنموذجاً

Time
الأحد 21 مايو 2023
View
12
السياسة
سلمان بن محمد العُمري

تواجه دول الخليج العربي منذ عقود عدة حرباً شرسة تقودها عصابات المخدرات، التي تقف خلفها دول ومنظمات واحزاب شيطانية، تستهدف أغلى مقدرات بلادنا، وهم الشباب الذين هم عماد المستقبل، وهذه العصابات لا تستهدف الربح المادي وحده، بل تريد تدمير وإفساد المجتمع.
والنجاحات المتلاحقة التي تحققها الأجهزة الأمنية في دول الخليج، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، لمحاصرة تجار السموم ومتعاطي المخدرات؛ تستحق الشكر والتقدير للجهات العاملة في هذا المجال الحيوي المهم.
منذ انطلاقة الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات بالمملكة التي جاءت بتوجيهات القيادة الرشيدة، ومتابعة شخصية من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، واتخذت قرارات قوية حازمة صارمة لاهوادة فيها لملاحقة مروجي الآفات، لتدعو للفخر والاعتزاز، لغرس مجتمع آمن بلا مخدرات، وستأتي أكلها بإذن الله تعالى،وستتحقق الأهداف الخيرة لتلك الحملة الوطنية في القضاء على بؤر الشر والخراب.
إذا كنا نفخر ونعتز ونسعد بجهد رجال الأمن في هذه الأعمال الاستباقية القوية، فإن بواعث الأسى والحزن تكمن في الأرقام التي سمعناها عما تمت مصادرته من هذه السموم الخطيرة، والكميات المضبوطة بأنواعها وأشكالها المختلفة، التي استهدفت شباب بلادنا بقصد إفساد دينهم ودنياهم وعقولهم، وهي مثال عريض يبين حجم هذه الحرب الضروس على بلادنا، وعمادها هم الشباب. إن الجهود الذي يبذله رجال المديرية العامة لمكافحة المخدرات لهي جهود تذكر فتشكر إلى جانب الأجهزة الأمنية، والجمارك، وكذلك المؤسسات الدينية والتربوية والإعلامية المساندة في التوعية والوقاية، والجهد المبذول للتحذير من أضرار المخدرات. لكن المشكلة أن المخدرات ليست داءً يسهل برؤه وتزول آثاره في المجتمعات، فهو داء عضال مزمن، بل هي حرب دائمة تتطلب منا اليقظة والحذر والاستعداد التام، وإعداد القوة والعتاد لمواجهة القائمين على هذه الحرب ليس في بلداننا،بل في عقر دارهم، وهو ما تم إنجازه في أعمال كثيرة.
لابد من تكاتف جهود الجميع من المؤسسات الرسمية والأهلية والأفراد لوقاية أبنائنا من هذا الخطر الذي يهدد مستقبل الأمة والمجتمعات، وقد طالبت في مقالات وتقارير عدة، ومحاضرات.
ومن خلال كتاب أعددته بعنوان "وباء المخدرات وخطره على الصحة والمجتمع"، طالبت من ضمن ما طالبت به من مقترحات رجال الأعمال، والشركات، والمؤسسات التجارية الوطنية للإسهام ضمن مسؤولياتهم الاجتماعية في التوعية بأضرار المخدرات والمكافحة عبر دعم برامج وسائل الإعلام والاتصال وبالتنسيق مع الجهات المعنية، وألا نكتفي بأيام وأسابيع فقط، بل تكون الحملة مستمرة لمواجهة هذا الوباء الخطير.
كما أن هذا لايعفي أولياء الأمور من المسؤولية الأولى لهم لتوعية أبنائهم وتحذيرهم من رفقاء السوء، الذين يجرونهم لمستنقع المخدرات، فإذا حصّنا أبناءنا من هذا الداء فلن يجد البائع والمروّج من يبيع له، ويجب أن نعمل على مسارين مسار الوقاية أولاً، والمكافحة والعلاج، وقد يكون ثمن العلاج باهظاً، وهذا ما رأيناه ليس في الخسائر المادية، بل في حوادث الطلاق، والقتل، والخطف، والاعتداء على الأرواح والأعراض، وهو ما سمعنا عنه كثيراً من أناس تعدى أذاهم بسبب المخدر على غيرهم، إن لم يقتلوا أنفسهم نتيجة تعاطي المخدرات.
هناك نقطة مهمة للغاية يجب أن نعيها جميعاً أن محبة الوطن واجب شرعي، والمواطنة الحقة الحفاظ على الأمن والمكتسبات، ومن ذلك التعاون مع الحملة الأمنية لمكافحة المخدرات، والابلاغ عن المروجين والباعة والمتعاطين لصناعة وعي مجتمعي.
إن خطر المخدرات في بلادنا الغالية في تزايد مستمر رغم النجاحات الكبيرة التي تحققها الأجهزة الأمنية، وتشديد الرقابة على المنافذ، وملاحقة المهربين والمروجين مما يتطلب تكثيف الوعي ومسؤولية الأهل في التحذير والتوعية والرقابة من خلال المناقشات البناءة والهادفة مع الأبناء، والاقتراب منهم، والاستماع لمشكلاتهم، والرد على أسئلتهم وتوضيح الالتباس والغموض وتصحيح الأفكار الخاطئة لدى الشباب.
ختاماً إليكم يا رجال الأمن الأبطال الأشاوس ممن يسهرون على حماية الوطن والدفاع عنه من كل أذى ومكروه، أنتم في جهاد وفي رباط، فبلادكم هي قبلة المسلمين، وتحكم بشرع الله وحماية البلاد والدفاع عنها، وصيانتها هي من الجهاد المبارك، وعملكم من الرباط، وهو مطلب شرعي ووطني، وحماية بلادنا حماية للإسلام والمسلمين وحماية لأهلنا وعرضنا وأموالنا:"من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد"، وأن تحموا قبلة المسلمين، وتحموا أموالكم وأعراضكم؛ فهنيئاً لكم هذا العمل المبارك وهذا فضل من الله - عز وجل-عليكم: "ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ"، فعليكم بإخلاص النية لله عز وجل، واحتساب هذا العمل المبارك والجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام. وقد هيأ الله لكم جهاد ومحاربة هذا الوباء وهؤلاء الأعداء؛ فهنيئاً لكم هذا العمل، وهذا الجهد وهذا الرباط وإليكم شيئاً بشرتم به من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعن سهل بن سعد، رضي الله عنهما، أن رسول الله قال: "رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها". وعن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) قال سمعت رسول الله يقول:"رباط يوم وليلة في سبيل الله خيرٌ من صيام شهر وقيامه وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن الفُتان". ولاننسى في هذا المقام رجال سلاح حرس الحدود فعملهم رباط، وهو أشبه بملازمة الثغور في حماية البلاد وأهلها من كل عدو وحاقد، وهم في فضل عظيم، ومكانة عالية فقد قال رسول الله: "كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة،ويؤمن من فتنة القبر". وعن عثمان بن عفان(رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل". وعن ابن عباس(رضي الله عنهما) قال:سمعت رسول الله يقول: "عينان لا تمسهما النار،عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله". حفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه ورد كيد كل عدو في نحره، وجعل تدميره في تدبيره،ورد عليه دائرة السوء وأدام الله علينا نعمة الأمن والإيمان،وحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

كاتب سعودي

[email protected]

آخر الأخبار