الأربعاء 23 يوليو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

دول "مجلس التعاون" الخليجي تعيد صياغة ستراتيجيتها الثقافية

Time
الثلاثاء 16 أبريل 2019
السياسة
كتب - المحرر الثقافي:


انطلقت أمس الثلاثاء أعمال الندوة الفكرية "إعادة صياغة الستراتيجية الثقافية لمجلس التعاون الدول الخليج العربية" التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بحضور الأمين المساعد لقطاع الفنون د. بدر الدويش، ورئيس قطاع البيئة والانسان في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون د.عادل خليفة الزياني، وعدد من المفكرين والمتخصصين من الكويت ودول الخليج، وتستمر على مدى ثلاثة أيام في جلسات صباحية ومساحية.
في البداية ألقى الدكتور عادل الزياني رئيس قطاع شؤون الإنسان والبيئة بالأمانة العامة لمجلس التعاون كلمة رحب فيها بالحضور والمشاركين في الندوة، وقال: يشرفني أن أمثل الأمانة العامة في اجتماعكم وندوتكم الفكرية، كما يشرفني أن أرفع خالص الشكر والامتنان إلى صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، وإلى حكومة دولة الكويت الرشيدة والشعب الكويتي على الدعم اللامحدود لكل ما له علاقة بالعمل الخليجي المشترك. وعلى رعاية الكويت للعمل الثقافي العربي والخليجي.
وأضاف: دعونا نستذكر تاريخ العمل الثقافي الخليجي المشترك منذ إنشائه، حيث عقد 22 اجتماعا لاصحاب المعالي والسعادة وزراء الثقافة في مجلس التعاون الخليجي تخللها الكثير من القرارات، حيث أقر اجتماع الرياض في القمة الثامنة عام 1989 خطة التنمية الثقافية بدول مجلس التعاون، ثم إقرار الستراتيجية الثقافية في القمة 29 بمسقط عام 2008 ولمدة 10 سنوات. تلى ذلك تنفيذ ومتابعة الستراتيجية في الوزارات والمؤسسات الثقافية على أن تراجع كل 3 سنوات، بعضها مرتبط بمتابعتها، وكان آخرها في الاجتماع الأخير 22 عام 2016 للوزراء، باعادة صياغة الستراتيجية عام 2017 لتكون مواكبة للأحداث والرؤى المستقبلية.
وها نحن اليوم نجتمع في هذا المحفل لنتدارس ما تم انجازه، وما هو مطلوب للمرحلة المقبلة لتقديم رؤية جديدة ومشروع عمل ستراتيجي للعمل الثقافي المشترك في دول الخليج ليتم تقديمها لوزراء الثقافة في اجتماعهم المقبل.
واختتم الزياني كلمته بالدعوة الى مراجعة العمل السابق وتقييمه لكل نتدارك ونتجاوز كل المعوقات التي اتضح بأنها صعبة التحقيق.
الجلسة الأولى أدارها الأستاذ عبدالله بشارة وتحدث فيها كل من د. عبدالله الجسمي ود. حامد عبدالله من جامعة الكويت، والبداية كانت مع د. عبدالله الجسمي الذي قدم ورقة بحثية عنوانها " الأمن الثقافي في دول مجلس التعاون" استعرض فيها الأسس التي يجب أن تقوم عليها الخطة الثقافية، وذلك استجابة لمتطلبات الواقع ومنها: طبيعة المرحلة التي تمر بها المنطقة، والتحديات التي تواجه منظومة دول مجلس التعاون، وتحويل المنطقةو الى مراكز تجارية ومالية وتنويع مصادر الدخل، ومواجهة الثورة الصناعية.
ثم تحدث الجسمي عن مرحلة ثورة النفط من طفرة سريعة، ثم التحولات التي لحقت بالمجتمع الخليجي، موضحا أن مرحلة النفط ادت إلى قطيعة ثقافية كاملة مع مرحلة ما قبل النفط. ثم تناول مرحلتين مرت بهما منطقة الخليج العربي، الأولى كانت على أساس الثقافة وعلاقتها بالانسان والطبيعة، والثانمية على أساس اعتماد الثقافة على الشريحة الاجتماعية من خلال الواقع الثقافي الراهن.
وطالب الجسمي بالعودة الى الطابع الثقافي العلمي والتحديات التي تواجه منظومة دول مجلس التعاون في المنطقة، بالاضافة الى مواجهة التحديات الخارجية.
وقدم د. حامد عبدالله ورقة عنوانها "الأمن الفكري والتطرف الديني في دول الخليج العربي... إشكالياته وستراتيجيات تعزيزه" يقول في ملخصها: تشهد منطقة الشرق الأوسط موجة متصاعدة من التهديدات المركبة والمرتبطة بانتشار الصراعات البينية والأهلية في مرحلة ما بعد الانتفاضات العربية،وأفضت إلى تمدد تنظيمات العنف الجهادي في الإقليم، على المستويات الفعلية (على الأرض)، والفكرية (داخل العقول)، حيث وُظفت أدوات التواصل ووسائل الاتصال المبتكرة لتخترق ما يمكن تسميته بـ "الحاجز النفسي"، وتتوسع في عمليات التجنيد متعدد المخاطر، ما أفرز جملة من التحديات على مستوى النظام والدولة من جهة، ومسارات التفاعل المجتمعية والفكرية من جهة أخرى.
تعنى هذه الدراسة بالبحث في الستراتيجيات الخليجية الكفيلة بمواجهة "الإرهاب الفكري" كإحدى وسائل تعزيز الأمن القومي لتشمل السياسات والخطط والآليات الضامنة لتحقيق استقرار الدولة وصيانة وحدتها وضمان معتقداتها وتعزيز ثقافتها، بما يرسخ قيم التواصل الاجتماعي الإيجابي ويضمن وحدة مختلف فئات المجتمع وقيم الحوار والتفاعل المشترك فيه، وهو ما يستدعي إعادة صياغة الأفكار البناءة وتفعيلها لمواجهة تحديات انتشار الانحراف الفكري عبر ستراتيجيات بناءة لتحقيق الأمن الفكري، سواء من خلال الوحدات الاجتماعية الصغرى ممثلة في الفرد وصولا إلى الوحدة الجامعة الكبرى ممثلة في الدولة.
وعقب حديث الباحثين فتح مدير الجلسة باب الحوار والنقاش وقد شهدت الجلسة الأولى العديد من المداخلات.وتحدث الأمين المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني د. بدر الدويش في مداخلته عن دور الكويت الثقافي والإصدارات الثقافية التي ساهمت في تنمية الوعي الثقافي العربي، منها مجلة العربي وعالم المعرفة وعالم الفكر والثقافة العالمية ومن المسرح العالمي، هذه الاصدارات وغيرها وصلت الى كل بيت عربي وساهمت بشكل ملحوظ في التنمية والثقافية العربية.
وحول البعد الإنساني في الثقافة أشار الدويش إلى تكريم الامم المتحدة لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد كقائد للعمل الانساني والكويت مركز انساني عالمي، هذا بالاضافة الى تكريم مجموعة البنك الدولي لسمو الأمير كقائد ورائد في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية.. وهذا العمل الانساني هو أحد روافد العمل الثقافي الذي تتميز به دولة الكويت منذ وقت مبكر.
الجلسة الثانية أدارها د. علي الصراف وتحدث فيها كل من د. وفاء الشامسي من سلطنة عمان، ود. كافية رمضان من الكويت.
واستعرضت د. وفاء الشامسي في ورقتها البحثية التي حملت عنوات "المبادرات القرائية وأثرها في المجتمع، سلطنة عُمان نموذجا" والتي تمحورت حول الأثر التربوي، والاجتماعي، والمعرفي، والنفسي للقراءة على الطفل، وآليات تعزيز سلوك القراءة لدى الطفل، والمبادرات المؤسسية والفردية القرائية والثقافية الموجهة للطفل (تعريفها، أهدافها، ونماذج من أنشطتها القرائية، ما حققته هذه المبادرات من إنجازات ارتبطت في شقها الأول بالطفل العُماني، وبالمربي في الشق الثاني). واختتمت ورقتها بتوصيات ومقترحات لتعزيز سلوك القراءة في مختلف المجتمعات. وحول "دور الثقافة في تنشئة الأطفال وتهيئتهم للمستقبل" قالت د. كافية رمضان في مقدمة ورقتها: تنعكس ثقافة المجتمع على ثقافة الطفل في كل مكان، فلا تستطيع هذه الثقافة أن تنفصل عن منبعها أيا كان هذا المنبع، صفا أو كدر.
ولما كانت الثقافة متغيرة، بل على درجة عالية من السرعة في التغير، لذا لزم أن تعتني المجتمعات بمواكبة المستجدات التي تحيط بعالم الطفل كي تساعده على التكيف والتقبل والنمو.
وتساءلت رمضان: كيف السبيل لستراتيجية إنمائية لثقافة الطفل؟ وتمضي في الاجابة من محور ورقتها "يلزم لوضع ستراتيجية إنمائية لثقافة الطفل العناية بثلاثة أبعاد: المصادر و المبادئ والأهداف.
واختتمت بالقول: إننا لنؤكد في كل ذلك أن الطفل موضوع للوعي الاجتماعي وللفهم العلمي، بقدر ما هو موضوع للنمو والتنمية، لذا فهو مسؤولية المجتمع، ومسؤولية الأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية ووسائل الاتصال الجمعي والأندية والمراكز الثقافية،

الجلسة الاولى من اليمين عبدالله بشارة وعبدالله الجسمي وحامد عبدالله (تصوير: محمد مرسي)

آخر الأخبار