المحلية
دوليديس لـ"السياسة ": سياسة الكويت تؤهلها لحل النزاعات الدولية
السبت 24 نوفمبر 2018
5
السياسة
مهتمون بتوطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الكويت وزيادة الاستثمارقبرص تدعم ملف الكويت لإعفاء مواطنيها من "الشنغن"حل القضية القبرصية بإقامة اتحاد فيدرالي من طائفتين في منطقتينكتب - شوقي محمود:اكد وزير خارجية قبرص نيكوس خريستو دوليديس أن القيادة الحكيمة لسموأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد تعطي للكويت قوة للاستقرار ودوراً بارزاً في بناء السلام لسياستها المتوازنة تجاه القضايا الدولية وحل النزاعات بالوسائل السلمية وتعزيز دور مجلس الامن في منع الصراعات، فضلاً عن دورها الانساني في سورية وغيرها.وقال خريستودوليديس في حوار خص به "السياسة": إن زيارته الحالية للكويت التي بدأت امس "السبت" ويستقبله اليوم سموأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والمناقشات التي سيجريها مع رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم وسمورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد تهدف الى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والتوقيع على اتفاقية الخدمات الجوية التي ستمهد الطريق لرحلات الطيران المباشر ما يجعل شعوبنا اكثر قرباً.ولفت الى ان الوفد التجاري الكبير الذي يرافقه في هذه الزيارة يدل على تصميم قبرص على توطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الكويت في ظل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين لاقامة تعاون اوثق وتوفير فرص اكبر للاستثمار، مشيراً الى دعم قبرص لاعفاء الكويتيين من تأشيرة "الشنغن"، كما ان بلاده من المؤيدين والمتحمسين لقمة الاتحاد الاوروبي والدول العربية المرتقبة والتي ستعقد في اوائل عام 2019.وأشار الى دعم الكويت للجهود المبذولة لاستئناف العملية السياسية لتسوية مشكلة قبرص وإنهاء تقسيم الجزيرة وشعبها، وقال: نحن ممتنون للكويت على موقفها المبدئي فيما يتعلق بالقضية القبرصية، وأيضاً لدعمها في التأكيد على أهمية حل مشكلة المفقودين على وجه السرعة، لافتاً الى ان اساس حل القضية القبرصية هواقامة اتحاد فيدرالي من طائفتين في منطقتين كما جاء في قرارات الامم المتحدة.وفيما يلي تفاصيل الحوار:ما أهداف زيارتكم للكويت؟تنفيذا لرغبة حكومتي القوية في تعزيز العلاقات الوثيقة والودية بين دولتي قبرص والكويت، سأعمل مع نظيري الكويتي على البحث عن آفاق اضافية في مجالات التعاون على الصعيد الثنائي والاقليمي والدولي.يسرني بشكل خاص أن أقوم بهذه الزيارة الرسمية للكويت في هذا الوقت، وأن تتاح لي الفرصة لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين بلدينا مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد. كما تشرفت بشكل خاص بالفرصة التي منحني اياها سمو الأمير للقاء سموه. وأتطلع أيضا إلى المناقشات التي سأجريها مع سمو رئيس مجلس الوزراء، وكذلك مع رئيس مجلس الامة. وإنني على ثقة بأن زيارتي ستعزز العلاقات الممتازة القائمة بين بلدينا وشعبينا، وأعتقد أنها ستعطي زخما إضافيا. والوفد التجاري الكبير الذي يرافقني يدل أيضا على تصميم قبرص على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين قبرص والكويت.وسوف نناقش التطورات الإقليمية وكيف يمكن للبلدين العمل معا لمواجهة التحديات، وذلك بهدف تحقيق الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط الكبير.كيف ترون العلاقات بين الكويت وقبرص؟تتمتع قبرص والكويت بعلاقة قوية ودائمة، مبنية على القيم والمبادئ المشتركة والمصالح المتبادلة والاحترام المتبادل. إن بلدينا ملتزمان بنظام قائم على القواعد الدولية، ومبادئ الأمم المتحدة، كوننا نحن والكويت ضحايا لغزو أجنبي غير قانوني، نسير على نفس النهج في التزامنا واحترامنا لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. لقد ذهب عدد من الكويتيين إلى قبرص بعد الغزوالعراقي في عام 1990 وفتحت الكويت أبوابها أمام القبارصة الذين سعوا للعمل بالخارج بعد الغزو والاحتلال التركي في عام 1974. هذه التجارب المأساوية والأوقات الصعبة التي واجهناها ربطت بلداننا وشعوبنا عاطفيا.علاوة على ذلك، فإن الاتفاقيات الثنائية العديدة التي تم توقيعها تساعد في إقامة تعاون أوثق وتوفير فرص أكثر للاستثمار. وأثناء لقائي مع نظيري الكويتي، سنوقع على اتفاقية الخدمات الجوية التي طال انتظارها، والتي ستمهد الطريق لرحلات الطيران المباشرة، مما يجعل شعوبنا أكثر قربا.وتتشارك قبرص والكويت في تجارب مماثلة، ان موقع الكويت الستراتيجي المطل على الخليج بأكمله، يعطيها مكانة فريدة من نوعها في المنطقة. موقعها وحده، وتحت القيادة الحكيمة لسموالأمير يعطيها دورا بارزا في بناء السلام وقوة للاستقرار. وبنفس الطريقة، شرعت قبرص، باعتبارها منارة الاتحاد الأوروبي في شرق البحر الأبيض المتوسط، بتنفيذ رؤيتها الخاصة بأن تكون قناة للتعاون والاستقرار في منطقتنا، وأعتقد أن هذا يتجلى بوضوح أكثرمن خلال آليات شبكة التعاون الثلاثية التي أنشأناها مع اليونان ومع دول المنطقة بما في ذلك مصر والأردن ولبنان وفلسطين. إن آفاق التعاون هذه تجلب قيمة مضافة وتشكل مثالا بارزا على علاقات حسن الجوار، وهي عقيدة أساسية لعلاقات الكويت مع جيرانها أيضا. ما تقييمكم لدور الكويت في مجلس الامن كعضو غير دائم على مرور سنة واحدة على هذه العضوية؟ وكيف ترون دور الكويت في المنطقة لايجاد تسويات لمشكلاتها، بالاضافة الى دور الكويت دولياً؟ نثني على الدور الذي تلعبه دولة الكويت كعضوفي مجلس الأمن، وسياستها المتوازنة تجاه القضايا المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن مع التركيز على أولوية ميثاق الأمم المتحدة واحترام القانون الدولي، والتي تشكل كلها أولويات لقبرص أيضا. علاوة على ذلك، كانت الكويت سباقة في تعزيز دور مجلس الأمن في منع الصراعات وفي جهود الوساطة وحل الصراعات بالوسائل السلمية. ويلاحظ ذلك أيضاً في جهودها المتعلقة بالأزمة اليمنية، حيث لعبت دوراً بنّاءً وجديراً بالثناء، وعقدت ثلاثة مؤتمرات دولية من أجل الوضع الأنساني في سورية.ونحن ندعم الكويت الجهود الرامية إلى تعزيز أساليب عمل مجلس الأمن وتشدد على أهمية امتثال الدول الأعضاء لقرارات مجلس الأمن، كما نشيد أيضا بمشاركة الكويت في القضايا الإنسانية وتشجيعها على الحاجة إلى استجابة دولية منسقة للأزمات الإنسانية، كذلك ندعم الكويت جهود الأمم المتحدة في مكافحة الإرهاب والتطرف من أي مصدر كان وبجميع أشكاله ومظاهره، وتعزز بقوة فكرة التسامح والانفتاح بين الأمم. قبرص تشارك الكويت هذه الرؤية والموقف.وفيما يتعلق بالقضية القبرصية، وضمن إطار المداولات في مجلس الأمن، كانت الكويت داعمة للجهود المبذولة لاستئناف العملية السياسية لتسوية مشكلة قبرص وإنهاء تقسيم الجزيرة وشعبها. ونحن ممتنون للكويت على موقفها المبدئي فيما يتعلق بالقضية القبرصية وأيضا لدعمها في التأكيد على أهمية حل مشكلة المفقودين على وجه السرعة.تعتبر قبرص الدولة الاقرب جغرافيا من دول الاتحاد الاوربي للمنطقة العربية، ما مدى اهتمام قبرص بقضايا المنطقة مثل سورية، العراق واليمن؟نقيم علاقات ممتازة مع جميع دول المنطقة وعلى النطاق الأوسع، إدراكاً للأهمية المتزايدة لجوارنا المباشر، واستناداً إلى العلاقات الوثيقة الطويلة العهد التي تتمتع بها قبرص مع جيرانها، قمنا في السنوات الأخيرة بإعادة توجيه سياستنا الخارجية. أحد الركائز الأساسية لإعادة التوجيه هذه هوأننا قمنا بتعزيز وتوسيع علاقاتنا مع بلدان الشرق الأوسط ومنطقة الخليج بشكل فعال ومنهجي.في الواقع، عندما توليت مسؤولياتي الجديدة في وزارة الخارجية في وقت سابق من هذا العام، كانت بعض الزيارات الأولى التي قمت بها الى المنطقة العربية. فقد قمت بزيارة الأردن ومصر ولبنان، وبعد ذلك إلى الخليج - المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والآن الكويت. على رأس جدول أعمال مناقشاتي، كيفية تعزيز التفاهم والتعاون، وكيفية بناء أجندة ذات نتائج إيجابية بين الاتحاد الأوروبي والمنطقة، وكيفية إشراك الاتحاد الأوروبي بشكل أكثر فعالية في التحديات، وكذلك الفرص التي تقدمها المنطقة.لا شك في أن الصراعات في منطقتنا أوفي المنطقة على النطاق الاوسع لها تأثيرات مضاعفة لا تقتصر على الحدود الجغرافية لتلك البلدان. لقد شاهدنا هذه التأثيرات على سبيل المثال في الهجرة، وهي قضية على رأس جدول أعمال العديد من الدول الأوروبية. على المرء فقط أن ينظر إلى جدول أعمال اجتماعات مجلس الشؤون الخارجية المتتالية في بروكسل ليفهم أن القضايا التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومناطق أخرى هي في طليعة اهتمامات الاتحاد الأوروبي ومداولاته.قبرص عضو في الاتحاد الاوربي، ما الموقف القبرصي من اعفاء الكويتيين من تأشيرة "الشنغن"؟ وما الدور الذي يمكن أن تلعبه قبرص لزيادة التقارب بين المنطقة العربية والاتحاد الأوربي؟خلال المناقشات ضمن الاتحاد الاوربي في هذا الموضوع، قبرص كانت دائما تدعم تحرير التأشيرات لحاملي جوازات السفر العادية الكويتية.وتشجّع باستمرار على تطوير العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبلدان المنطقة، بما في ذلك الكويت بالطبع. في هذا الصدد، اننا من المؤيدين والمتحمسين لقمة الاتحاد الأوروبي للدول العربية المرتقبة والتي ستعقد في أوائل عام 2019 ونؤيد بشكل كبير تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول منطقة الخليج، سواء بشكل فردي أوضمن إطار العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي. أود التأكيد بأن بلدان المنطقة تستطيع الاعتماد على قبرص كصوت ودي داخل الاتحاد الأوروبي ونصير قوي لتعزيز علاقات الاتحاد الأوروبي مع المنطقة وفهم أكبر للمنطقة وخصوصياتها.اذا تحدثنا عن الوضع في قبرص، كيف ترون الاكتشافات التي تقوم بها في مجال البترول والغاز وكيف يمكن لقبرص الاستفادة من هذه الثروة في لعب دور اكبر في المنطقة؟لقد فتح اكتشاف الهيدروكربونات في شرق البحر الأبيض المتوسط آفاقاً جديدة في علاقات قبرص الثنائية. ولعل أهم خطوة تم اتخاذها هي إبرام ثلاث (3) اتفاقيات مع مصر وإسرائيل ولبنان، لتحديد مناطقنا الاقتصادية الخالصة، على أساس مبدأ الخط الوسط، تمشيا مع اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1982 الخاصة بقانون البحر (UNCLOS). ان ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة خلق الامن الاقتصادي والقانوني اللازم لأجل جذب شركات النفط والغاز الكبرى للاستثمار والقيام بأعمال تجارية في شرق البحر الأبيض المتوسط. وتبنت قبرص وجهة النظر القائلة بأن الهيدروكربونات يمكن أن تصبح أداة للتعاون والتآزر من شأنها أن تخلق اقتصادًا واسع النطاق وأيضا بيئة جذابة للشركات والمستثمرين وأداة تلبي احتياجات أمن الطاقة في المنطقة وتساهم تدريجيا في تحقيق استقرار أكبر في العلاقات بين دول المنطقة وتعزيز الأمن والسلام. وفي نهاية المطاف، لم لا، فإن هذا سيساهم بإنشاء تعاون سياسي أفضل في المنطقة.وبقبول الجميع لنا بصفتنا وسيطًا نزيهًا بدون جدول أعمال خفي، فقد عززنا نحن واليونان علاقاتنا التاريخية الوثيقة مع دول منطقتنا المباشرة وأنشأنا شراكات ثلاثية مع الدول المجاورة كما ذكرت سابقا. تشكل هذه الآليات الثلاثية مثالاً مناسبًا لما يمكن تحقيقه عندما تنضم البلدان ذات الاهتمامات المشتركة والمصالح المشتركة إلى القوى بدلاً من عزل نفسها. تعد الآليات الثلاثية الخطوة الأولى الواعدة لما يمكن أن نطوره، عندما تكون الظروف مناسبة، من خلال آلية تعاون مؤسسية إقليمية، وحوار إقليمي يخدم الأهداف المشتركة لتعزيز العلاقات وتشجيع التضامن والتفاهم المتبادل.ما آخر المستجدات في القضية القبرصية؟أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، في تقريره الأخير عن قبرص في أكتوبر الماضي، عن وجهة نظره بأن احتمالات التوصل إلى تسوية شاملة في الجزيرة لا تزال حية. بالنسبة لنا، الوضع الحالي في قبرص ليس مقبولا أبدا كحل ولذلك نرحب بتقييم الأمين العام للأمم المتحدة ونرحب بقناعته بأن الطريق للوصول الى حل يجب أن يجهز بشكل جيد. وفي هذا الصدد، نشارك عن كثب مع ممثلته جين هول لوت التي كانت مؤخرا في قبرص في 31 أكتوبر 2018. وسنبذل قصارى جهدنا للمساهمة في تجسيد أمل الأمين العام في أن المناقشات المقبلة ستوصلنا إلى نشرمهمة مساعيه الحميدة بكامل وزنها.ونحن لا نزال ملتزمين بمواصلة المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في كرانس مونتانا على أساس الحزمة المكونة من 6 نقاط التي اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة (UNSG) والمكتسبات التي تم التوصل اليها خلال المحادثات.ويبقى أساس الحل هو اقامة اتحاد فيدرالي من طائفتين وفي منطقتين كما جاء في قرارات الأمم المتحدة من شأنها توحيد قبرص كدولة عصرية وعملية متفقة مع قواعد الاتحاد الاوربي وبدون اي تدخل خارجي أوضمانات اووجود جيوش أجنبية، وتبقى قادرة على الاستمرار في ممارسة دورها كعامل استقرار وازدهار وصلة وصل للتعاون في منطقة الشرق الأوسط والنطاق الأوسع.