الأربعاء 02 يوليو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

"دي بيرز"... قصة سقوط أطول احتكار في تاريخ "الماس"

Time
الأحد 18 أغسطس 2019
View
5
السياسة
قال بول زيمنسكي أحد أبرز خبراء الأحجار الكريمة في العالم اذا أردت اسمًا يرتبط بالماس فلن تجد أكثر من "دي بيرز" ليكون بمثابة مُرادف وليس فقط اسمًا مرتبطًا بالماس"، مشيرًا إلى أن وضع سوق الماس في العالم كان غريبًا بسبب شركة "دي بيرز" التي تمتعت بوضع استثنائي.
وبدأت قصة "دي بيرز" مع رجل الأعمال البريطاني "سيسل روودز" الذي دخل الصناعة أولًا عن طريق تأجير مضخات مياه للعاملين فيها بجنوب أفريقيا قبل شرائه لحقله الخاص من الماس، قبل أن يستشعر وجود إمكانية للتوسع في هذا المجال ليقوم بشراء أكثر من حقل، بما فيهم حقل كبير لأخوين يحملان اسم "دي بيرز".
وفي عام 1880 قام بشراء شركة منافسة وضم معها مواقع الإنتاج التابعة له ليشهر شركة "دي بيرز" للتعدين، وفي ظرف أعوام قليلة تمكن من الاستحواذ على إنتاج كافة مناجم الماس العاملة في جنوب أفريقيا، ليبدأ رحلة احتكار الماس عالميًا باحتكار إنتاجه في الدولة الأفريقية. وسعيًا وراء التحكم في الأسواق قامت "دي بيرز" بعمل "نقابة الماس" والتي سعت إلى التحكم في عرض الماس والطلب عليه عالميًا، وأسست فروعًا لها في مختلف أنحاء العالم، بعد انطلاقها من لندن عام 1888.
وفي عام 1902 توفي "روودز" مؤسس الشركة، وتركها في وضع رائع، حيث استحوذت على قرابة 90% من سوق الماس عالميًا غير أن "إرنست أوبنهايمر" هو من قام تحويل الشركة إلى إمبراطورية عالمية.
فبوجوده عضوًا في مجلس إدارة "دي بيرز" ثم رئيسًا لمجلس إدارتها منذ عام 1927 قام بعمل عقود احتكارية تمنع على موردي الماس للشركة ومشتريه منها التعامل مع غيرها، مما وطد من موقع الشركة الاحتكاري بشدة.
وبسبب الكساد الكبير وتداعياته عانت الشركة من صعوبات كبيرة للغاية في تسويق الماس واضطرت لخفض سعره.
وشهد احتكار "دي بيرز" للماس تحديات قليلة، بسبب سيطرتها المطلقة على الأسواق وصعوبة بروز منافسين في ظل هذه الحالة، غير أن التحدي الأكبر كان بظهور الماس في الاتحاد السوفيتي أواخر الخمسينيات، وبتسوانا في نهاية الستينيات.
ومع اتساع سوق الماس باستمرار أصبحت سيطرة "دي بيرز" عليه بنسبة 100% عسيرة للغاية، بسبب وجود دول أفريقية تتعامل معه كمصدر سيادي للثروة.
غير أن الأزمة الكبرى التي واجهت "دي بيرز" كانت في تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991،ثم توالت المصائب على الشركة، ففي عام 1994 صدر ضدها قرار محكمة أمريكية يدينها بتهمة التلاعب الاقتصادي بهدف الاحتكار وعانت من غرامات، والأسوأ كان تضرر سمعتها، وعلى إثر ذلك بدأت حركة "مقاومة" لاحتكار الشركة.
وتضمن ذلك منع مناجم أستراليا بيع الماس الخام للشركة، وتقليص كندا لحصة الشركة من 100% إلى 35% عام 1996 قبل أن تقرر في 2003 عدم بيع الخام لها مطلقًا، وفي 2009 توقفت روسيا كذلك عن بيع منتجاتها للشركة بعد أن عادت لبيع نسبة منها قبل 3 أعوام.
وبحلول 2019 تراجعت نسبة "دي بيرز" من السوق إلى 36% فحسب، لتسهم عوامل عدة في الإجهاز على قصة احتكار تصفها "فوربس" بأنها "الأطول في التاريخ".
آخر الأخبار