الخميس 19 يونيو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"ديمة وودق"... مشاعر الحب والحرب والوطن في بيت القصيد

Time
الأحد 11 سبتمبر 2022
View
5
السياسة
تطرح الشاعرة العُمانية حفصة عبدالله في مجموعتها الشعرية "ديمة وودق" عددا من القضايا الوجدانية التي تتنوع ما بين مشاعر الحب والهيام، وعنفوان الأنثى أمام التحديات التي تواجهها، والموقف من الحرب وقسوتها، وشكوى الفراق والفقد، والقضايا الوطنية التي تبرز خلالها معالم المكان وتجلياته وسمات المجتمع الذي تنتمي إليه الشاعرة وتخاطبه بفيض من مشاعر التوقير والمحبة. وجاءت المجموعة الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 88 صفحة من القطع المتوسط، فيما حظي العشق والهيام بقسط وافر منها، تؤكد حضوره في حياة الأنثى التي أرادت القصائد أن تكون ناطقة باسمها في كل زمان ومكان. تقول قصيدة بداية التي جُعلت استهلالا لقصائد المجموعة: أخشى إن رأيتُ عينيه لا أرى أفقًا سواه يعبرُني ولا أرى بحرًا كعمقِهِ يأسرُني كم أخشى ويذهلُني هذا المرام! وكم أشقى ويحملُني هذا الجوى! وإليكَ وحدكَ تركْنُ الأمنياتْ وليتَ وحدَك من يستسيغ الذكرياتْ. وتقول قصيدة أخرى تظهر الأنثى فيها منكسرة أمام "وعد كاذب" لم يتحقق: لي سؤالٌ بين جوفي قبل أن تخفيه ليتا هل سيلقى منكَ أفْقًا أم سيلقى منك صمتا منذ عامٍ كان عهدٌ هل سيغدو الآن موتا؟! تنوعت المواضيع، لتطرح مجموعة من التأملات التي لامست قضايا الموت والحرب. تقول قصيدة "إلى أين يذهب الموتى": إلى أين يذهب الموتى وسط هذا الحشدْ؟ بعيدًا عن كل شيءٍ يرحلون بصمت يُوحيهِ لنا الغياب؛ أنّ ثمة لقاءً سيجمعنا بين الغمام يسبقوننا ليُهيّؤوا لنا وسَطًا نستريح عليه في رحلة أبديةٍ طالما هناك لقاءٌ فلا تحزنْ فالحزنُ لصٌّ حقيرٌ يسرق ضحكتنا في الخفاء ويملأُ جوفنا بالفراغ وتخاطب قصيدة "ألم زائف" نهر دجلة في مشهد يشير إلى الويلات التي يعيشها الإنسان الذي اكتوت بلاده بنار الحرب: يا نهر دجلة هل رأيت صغارا يستنجدون ويصرخون فرارا هلاَ لفظت نداءهم ورحمتهم من جوف مائكَ قد لفظتَ مرارا أم صيّرَتْ قطراتُ دمعٍ من أسى روحَ الحنان فحوَّلته قَفَارا بالله يسأل كل نجم هارب لا تتركيه ليقتات الأسى أقدارا رُدِّي عليه لباسه صُوني روحَه قومي ارفعي عن هذا الدجى الأسرارا لا غمزة تكفيهِ لا شيء يُرجعُه هلَّا سيرجع بعد هذا الضيم أخبارا؟
وقد نوعت الكاتبة في موسيقى قصائدها، وتنقلت بين قصيدة النثر وشعر التفعيلة والشعر العمودي الملتزم ببحور الخليل، وكانت لغتها في القصائد جميعها هادئة رقراقة، تجسد طبيعتها الأنثوية، رغم ما يعتصرها من ألم واستنكار.
آخر الأخبار