ديون شركات الطيران قفزت 60 مليار دولار

قد تحتاج شركات الطيران إلى سنوات للانتعاش من الأزمة التي خلفتها جائحة كورونا بعد أن تركت الصناعة محملة بمديونيات تتخطى 300 مليار دولار، فضلاً عن الدعم الحكومي، وزيادات رؤوس الأموال لتدبير السيولة الكافية لإنقاذها من شبح الإفلاس، وارتفاع فاتورة رد تلك الأموال مع زيادة مخاطر الصناعة.
ومع ظهور بوادر أمل من عودة السفر في الصيف مع التوسع في برامج التطعيمات عالمياً ضد وباء كوفيد-19، يزداد التركيز على السرعة التي سيتعافى بها القطاع من أكبر أزمة مرت به في تاريخه وقدرة الشركات على العودة للربحية.
من جانبه قال الرئيس التنفيذي لشركة إيزي جيت يوهان لوندغرين: "السيولة كانت وما زالت ذات أهمية كبيرة للتأكد دائماً من توفر النقود الكافية لإدارة الوضع"،
وعلى الرغم من الرصيد الكبير من النقدية المتواجد لدى الشركات الـ50 الكبرى، والبالغ نحو 140 مليار دولار، بارتفاع من 90 مليار دولار منذ بداية العام، إلا أن صافي ديون الشركات ارتفع هو الآخر بأكثر من 60 مليار دولار، لتصل إلى 320 مليار دولار.
وجاءت شركات الطيران الأميركية الأربع الكبرى، في طليعة الشركات التي جمعت أموالا خلال العام الحالي، مع مساعدات حكومية بأكثر من 60 مليار دولار.
وفي الوقت الذي حصلت فيه شركتا أر فرانس، ولوفتهانزا، على دعم حكومي بمليارات الدولارات، قامت شركة بريتيش أيروايز، بجمع 2.75 مليار يورو من مساهميها، فضلاً عن دعم حكومي بقيمة 2 مليار يورو، وطرح سندات بقيمة 1.2 مليار يورو الأسبوع الماضي.
ويرى نائب رئيس وكالة التصنيف الائتماني "موديز"، جوناثان روت، أن القوائم المالية للشركات قبل الجائحة مكنتهم من جمع الأصول بسرعة عن طريق الديون وبتكلفة معقولة، مشيراً إلى أن الجائحة الحالية لو كانت لاحقة للأزمة المالية العالمية في عام 2008 لكانت الأمور مختلفة بشكل كبير، حيث نجحت شركات الطيران في جمع نحو 42.6 مليار دولار من أسواق الدين في 2020.
بدورها، جمعت شركة "أميركان أرلاينز"، 10 مليارات دولار عبر الديون الشهر الماضي، والتي مثلت مفاجأة كبيرة للصناعة، في ظل حجم المخاطر الكبير الذي يحيط بها، فيما قالت مديرة التحليلات في شركة "إس أند بي" للتصنيف الائتماني، راشيل غيريش، إن "جمع هذا الحجم من الديون كان مفاجأة، إلا أن سوق الديون منخفض العائد مثل حافزا للمستثمرين لإيجاد فرصة لاستثمار أموالهم رغم المخاطر المرتفعة للصناعة".