"ذرية مبارك" أوبريت من إنتاج تلفزيون الكويت... ممنوع من العرض

فالح العنزي

تشهد التلفزيونات الرسمية والقنوات الخاصة منافسة دائمة يدور رحاها في طبيعة المحتوى والمادة المقدمة للمشاهدين وإن كان طبيعيا أن الغلبة فيها للتلفزيون الرسمي كونه الواجهة الإعلامية للبلد ولديه موازنة مفتوحة في إنتاج كل مادة مرئية من شأنها الارتقاء بالمستوى والحفاظ على المكانة التي يحظى بها، ينطبق هذا الأمر على الأوبريت الغنائي الوطني "ذرية مبارك" من إنتاج تلفزيون الكويت، والذي يعتبر أحد أهم الأوبريتات المصورة والتي أنتجها التلفزيون في آخر أربع سنوات، خصوصا بعد أن اقتصرت غالبية الأوبريتات على لوحات غنائية استعراضية ومجاميع للأطفال من طلبة وطالبات مدارس المرحلة الابتدائية والتي تقدم على خشبات المسرح، المفارقة الغريبة أن الأوبريت لم يعرض على شاشة التلفزيون الرسمي الا مرة واحدة أو مرتين فقط على الأكثر بمناسبة الأعياد الوطنية وبعدها لم يعرض قط، ولم يدرج على خارطة المواد المعروضة علما بأن محتواه صالح للحقبة الزمنية الفائتة والحالية بدءا من أول حكام الكويت حتى الحاكم الحالي صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ولا تُعرف الأسباب التي تقف وراء منع عرض الاوبريت على الرغم من تزامن أكثر من مناسبة وطنية آخرها العرس الديمقراطي لانتخابات مجلس الأمة 2023. في المقابل استثمرت القنوات الخاصة ومنها "الراي" و"العدالة" و"البوادي" وغيرها من القنوات السماح بعرض الأوبريت و"هات يا حرق يومياً"، حيث استفادت المحطات من ظهور مطربين كبار على شاشتها أمثال عبدالله الرويشد ونوال ونبيل شعيل ومحمد المسباح ومحمد البلوشي وكذلك بشار الشطي ومطرف المطرف وشيماء سليمان وفهد السالم وحنين الكندري وغيرها من الأسماء.
تكمن أهمية الأوبريت أولا في طبيعة الفكرة، التي يتضمنها حيث تدور حول حكام دولة الكويت، وثانيا لمشاركة كوكبة من نجوم الطرب تم اختيارهم بعناية فائقة، ناهيك عن تكليف الشاعر أحمد الشرقاوي والملحن حمد الخضر بمهمتي كتابة النص والتلحين إلى جانب مهمة المخرج عبدالله الويس في تنفيذ العمل برؤية إخراجية متكاملة معتمدا على اعداد نص تلفزيوني مكتوب باحترافية، سيناريو ثري بالمعلومات المباشرة والمقننة والمهمة جدا إلى جانب الاستعانة بصوت الفنان جاسم النبهان راوياً للنص ومعلقا على الأحداث، كما اعتمد مخرج الأوبريت عبدالله الويس، على "التيكودراما"، مستعينا بمجموعة من الممثلين للظهور في مشاهد تعبيرية متوائمة مع طبيعة الكلمات التي كتبها الشاعر أحمد الشرقاوي وهي كلمات مدروسة بعناية ومنتقاة بشكل يمثل مرورا عابرا وسريعا ومرئيا على أهم الانجازات، التي شهدتها حقبة كل حاكم مزودة بالصور التاريخية والفيديوهات النادرة، التي تخدم المشهد، كما حرص مخرج الأوبريت الويس، على الاستعانة بمجاميع نسائية تم توظيفها بشكل سليم في المشاهد الغنائية من دون مبالغة.
إخراجيا لم تتجاوز مدة الأوبريت احدى عشر دقيقة، استغلها الويس في تقديم رؤيته الاخراجية المتفائلة والتي عايشناها كمشاهدين من خلال الأداء المرتاح للمطربين ومن طبيعة الكلمات، كذلك يحسب للملحن الخضر محافظته على الألحان المتناغمة لجميع المقاطع التي تم توزيعها بحسب طبيعة ونوعية خامة صوت كل مطرب.