السبت 19 يوليو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

ذكرى الغزو

Time
الاثنين 02 أغسطس 2021
السياسة
طلال السعيد

لم تعد ذكرى الثاني من اغسطس مناسبة لللطم والعويل نهائيا، فالواقع يقول اننا خسرنا في ذلك اليوم معركة الاحتلال، لكننا لم نخسر الحرب، فقد كانت النتيجة النهائية لصالحنا ،وحققنا ما لم نستطع تحقيقه خلال ثلاثين سنة بعد الاستقلال، وهو تحديد الحدود مع العراق.
تلك المعضلة التي كانت ورقة ضغط تعاقب زعماء الانقلابات الكثيرة في العراق على استخدامها ضدنا، فهم يختلفون في كل شيء ويتفقون ضدنا، ولعل معركة بوبيان التي حدثت بعد التحرير بستة اشهر كانت الدرس الاول للمعتدين ثم كانت حشود سنة 94 الدرس الثاني لهم، واخيرا تحرير العراق وسقوط نظام البعث، فيما لا يزال العراق، شعبا وحكوماته المتوالية، يدفعان ثمن غزو الكويت حتى اليوم، حتى لو لم يكن الذنب ذنبهم، الا انها المسؤولية الدولية التي لا يستطيعون التملص منها، وهو ما يسمونه عندهم حاليا «حوبة الكويت» اي ذنب الكويت!
قرار غزو الكويت كان اسمه متخذ قبل غزو الكويت بثلاثين سنة، وليس وليد لحظته، وفي كل مرة يتم تأجيله نظرا الى انشغالهم بأمورهم الداخلية، كالانقلابات وغيرها، حتى شعر حزب البعث ان ذلك الوقت هو المناسب بعد نهاية الحرب مع ايران!
ومن فضل الله كانت الظروف كلها في مصلحة الكويت، واهمها انهيار الاتحاد السوفياتي، فقد كان الغزو والاحتلال واقعا لا محالة، ولم يتوقع احد ان تحرر الكويت خلال سبعة اشهر فقط، فيكون الانتصار الحقيقي للكويت واهلها ،وبداية النهاية للبعث ورموزه!
من الوفاء ان نتذكر اسرانا وشهداءنا وآلامنا التي مرت علينا، ومن المهم ان لا ننسى، لكن الاهم ان نفخر بوطننا وبقيادتنا الحكيمة، وبما انجزناه، ولا تكون ذكرى الغزو للبكاء واللطم والعويل، بل مصدر فخر لنا، وما حققناه، فقد حولنا امرّ الهزائم الى انتصار، وجعلنا العالم كله يقف معنا، وحولنا الحزن الى فرح بالنصر العظيم الذي لم يشهده التاريخ من قبل، ففرحة التحرير ليس مثلها فرحة، فلنترك لهم اللطم والعويل، ولنفرح نحن بوطننا كويت المحبة والسلام... زين.

[email protected]
آخر الأخبار