كل الآراء
ذكرى مرور 33 عاما على الغزو
الثلاثاء 01 أغسطس 2023
59
السياسة
الشيخ فيصل الحمود المالك الصباحتفتح الذكرى الـ 33 للغزو العراقي المشؤوم لدولة الكويت جروحا لا تندمل رغم مرور السنين.تذكرنا بصفحة سوداء في التاريخ المعاصر، ليعيد للذهن ما جرى خلال اشهر الاحتلال وارتباطه بالفقد، والتشتيت، والحرمان من الامن والامان.لن تنسينا مآسي غزو بلادنا، ومعاناة اهلنا التي تفوق الوصف المواقف المشرفة لاهل الكويت، الذين كانوا مثالاً لشعوب العالم في تكاتفهم، وصمودهم، والتفافهم حول قيادتهم الحكيمة التي خاضت المواجهة في المحافل الدولية، وظلت عند حسن ظنهم.ونستذكر هنا شهداء الوطن رحمهم الله جميعاً الذين قدموا ارواحهم ثمناً لكي تعود الكويت للكويتيين، ولا ننسى دور دول "مجلس التعاون" الخليجي وفي مقدمهما المملكة العربية السعودية الشقيقة، فقد كانوا جميعا لنا إخوة وأشقاء بوقفتهم ومساندتهم لنا، أسأل الله أن يحفظ خليجنا واحد، ويديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأيضالاننسى دور الدول الشقيقة والصديقة التي فتحت لنا القلوب قبل الأبواب، حيث تلمس منها الكويتيون مشاعر المحبة والأخوة.تحضر في هذا اليوم، ايضا، لحظة الفرح التي انتزعها الكويتيون من غزاتهم في يوم التحرير، الذي بات عيدا اخر يحتفلون به كل عام مع عيدهم الوطني، يجمع بين البهجة والاعتزاز.ولا يغيب عنا حالنا بعد تحرير بلادنا لم يكتف الكويتيون بالسعي الحثيث لتضميد الجراح مسح دموع الثكالى، تطبيع الحياة واعادة عجلتها الى ما كانت عليه، فقد وجدوا في اعادة اعمار ما دمره الاحتلال ردا آخر على الغزاة.نذكر باعتزاز ابداعنا في اعادة الحياة الى مجراها، وانفتاحنا على العالم لنواصل دورنا، الاخلاقي والانساني، تجاه ابناء الأمتين، العربية والاسلامية، والمنكوبين في مشارق الارض ومغاربها، ونواصل تكريس التجربة الحضارية التي وضع اساسياتها الاباء والاجداد من دون تجاهل التحولات، الاقليمية والدولية، التي تنذر بتغيير شكل المنطقة والعالم.تضعنا ذكرى ذلك اليوم المشؤوم التي تأتي في ظرف اقليمي ودولي حساس امام مسؤولياتنا تجاه بلادنا وانفسنا، وفي ذلك ما يدعونا لاستدعاء كامل التجربة، إرث التكاتف والحذر، الحرص على تجاوز المصاعب دون ان تطالنا العواصف المحيطة، للتغلب على تحديات المرحلة، ومواصلة البناء في ظل قيادتنا الحكيمة، واسأل الله ان يحفظ الكويت واميرها وولي عهدها وشعبها المعطاء.