كان حلم الكثير من المخرجين والفنانين المشاركة في أعمال الكاتب المصري الراحل أسامة أنور عكاشة، وفي الفترة الأخيرة بدأت ابنته الإذاعية نسرين أنور عكاشة، الكشف عن أعماله التي لم تجد طريقها إلى النور، فتسابق عليها نجوم الدراما، ومن بينها فيلم "الباب الأخضر"، الذي يمثل مصر في المسابقة الرسمية للدورة الـ 38 من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط.ولم يحضر بطلا "الباب الأخضر" خالد الصاوي وإياد نصار العرض الأول للعمل في المهرجان، ما أثار انتقاد حضور المهرجان السينمائي، خصوصا أنه يمثل مصر في المسابقة الدولية للمهرجان. فيلم "الباب الأخضر" قصة وسيناريو وحوار الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، وقد أنجزه قبل انتهاء القرن الماضي ضمن مجموعة من الأفلام التي لم تبصر النور حتى الآن وتحتفظ بها ابنته نسرين.يشارك في بطولة الفيلم كل من سهر الصايغ ومحمود عبدالمغني وبيومي فؤاد وأحمد فؤاد سليم، من إخراج رؤوف عبدالعزيز.تدور أحداث "الباب الأخضر" خلال تسعينات القرن الماضي في إطار اجتماعي حول فكرة تخلي البشر عن مبادئهم وأخلاقهم، ومن المُقرر عرضه عبر منصة Watch It منتصف نوفمبر المقبل. من جهته قال المخرج رؤوف عبدالعزيز، بعد عرض الفيلم، إنه التزم بسيناريو أسامة أنور عكاشة، ولم يجر عليه تغييرات، كونه كان أحد الأعمال المفضلة للكاتب الراحل والأقرب له، موضحاً: "نفّذنا التعديلات التي كتبها أسامة بخط يده قبل وفاته"، وفق موقع "الشرق". وروى المخرج رحلته مع إنجاز الفيلم، موضحاً أنها استغرقت نحو عامين ونصف العام، وقال: "هذا العمل حلم كبير بالنسبة لي، لذلك تحمست لإنتاجه أيضاً وتحمّلت المسؤولية كاملة". من جهتها، أبدت الممثلة سهر الصايغ، سعادة بالغة بمشاركتها في فيلم سينمائي من تأليف الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، قائلة إنّ "هذه التجربة فرصة كبيرة، فحلمي تحقق أخيراً". وتابعت: "أتمنى أن يكون الفيلم نقلة لي سينمائياً، خصوصا أنه مختلف تماماً عما قدمته في الدراما التلفزيونية، إذ ان شخصية الريفية التي أجسّدها في العمل تُعد تغييراً كبيراً في اختياراتي".وقالت الإذاعية نسرين أسامة أنور عكاشة: إن "فيلم "الباب الأخضر" مواكب لكل العصور، فالقصة ليست مرتبطة بزمن معين، كونها تناقش قضية الوعي لدى المصريين، مع ضرورة الحفاظ على الوطن".وأضافت: "والدي كان مهموماً بقضايا الناس دوماً"، لافتة إلى أن الفكرة تطرح عدة أسئلة خلال الأحداث، منها مدى احتمال حدوث تغييرات في المواطن المصري ودخوله عوالم جديدة دون تأثيرات وألا تتغير أفكاره.وأشارت إلى أن والدها كان يشعر بحزن شديد في سنواته الأخيرة لعدم ظهور "الباب الأخضر" إلى النور، إلى جانب فيلم آخر يحمل اسم "الإسكندراني"، قائلة إن "هذه الأعمال تتحدث عن الأصول القوية التي كان مهتماً بها في كتاباته". وأكدت ابنة أسامة أنور عكاشة، أن المخرج رؤوف عبدالعزيز التزم بالسيناريو والحوار اللذين كتبهما والدها دون تغيير، إذ اطلعت على النسخة النهائية للعمل قبل شهرين لإبداء أي ملاحظات. وأشارت إلى أن الأسرة كانت ترغب بطرح الفيلم في دور العرض، "وتجاوزنا تلك الرغبة في ظل اتجاه شرائح كثيرة من الجمهور إلى منصات البث الرقمي، والأهم بالنسبة لي أن تُشاهد العملَ قطاعات كبيرة من الناس". عن مصير فيلم "الإسكندراني"، قالت: "والدي انتهى من كتابة السيناريو كاملاً قبل وفاته، كما كتب معالجة مسلسل آخر في أول حلقتين منه، ونحن لم نتعاقد بعد على خروج هذه الأعمال إلى النور حتى الآن".من جهتها أكدت الناقدة ماجدة موريس، أهمية القضية التي يتناولها الفيلم، والتي تكمن في "محاربة طمس الهوية"، قائلة إن "أسامة أنور عكاشة كتب سيناريو متماسكاً، وأعادنا إلى زمن السينما الهادفة".ورأت أن التجربة متميزة من حيث الأداء وعناصر العمل، موضحة أن "رؤوف عبدالعزيز نجح كمدير تصوير ومخرج في تقديم نفسه سينمائياً بعد نجاحه درامياً، كما أن خالد الصاوي وإياد نصار وبيومي فؤاد قدموا أداء خاصاً، وسهر الصايغ أمامها مستقبل فني كبير وأراها موهوبة".

المخرج عبدالعزيز والإذاعية نسرين عكاشة في العرض الأول للفيلم