رئيس الإمارات: أمن الخليج لا يتجزأ وتعزيزه مسؤولية جماعية

أبوظبي، عواصم - وكالات: أكد رئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد أمس، أن "تعزيز التعاون الخليجي سيظل في أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية أولوية إماراتية قصوى"، مشددا في كلمته بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس الإمارات، بالقول: "نحن مع دول منظومتنا الخليجية في كل ما يهدد استقرارها ووحدتها وأمن مواطنيها وسلامة أراضيها"، مجددا التأكيد أن "الأمن الخليجي واحد لا يتجزأ وتعزيزه مسؤولية جماعية، تتطلب تكثيفا للتنسيق الستراتيجي بين جميع دول مجلس التعاون الخليجي، بما يحقق طموحات شعوبنا في مستقبل آمن ومزدهر".
وقال إن المبادئ العشرة المُعلنة الحاكمة للخمسين عاماً القادمة للدولة، تجعل منظومة القيم قائمةً على الانفتاح والتسامح وحفظ الحقوق وترسيخ دولة العدالة وسيادة القانون واحترام الثقافات وترسيخ الأخوّة الإنسانية واحترام الهوية الوطنية، مؤكدا أن السعي لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي ومبادئ حسن الجوار، المحرك الأساس للسياسة الخارجية، وسيظل دعم جهود السلام حواراً وتفاوضاً وقبولاً بالآخر من المبادئ والثوابت الراسخة لسياسة الخارجية.
وأضاف أن الثاني من ديسمبر 2021 هو يوم استثنائي نحتفل فيه بالعيد الخمسين للبلاد نحقق فيه تنميةً مستدامةً واستقراراً سياسياً وأماناً، وحكومةً هي ضمن الأكفأ في العالم، وقطاعاً خاصاً لعب دوراً رئيساً في تحريك عجلة الاقتصاد، وتعزيز تنافسيته وإنتاجيته، قدمنا للبشرية قصة نجاحٍ تنموي ملهمة، حولت البلاد إلى مركزٍ مالي إقليمي ودولي رائدٍ، وواجهةٍ مفضلة للعيش والعمل والاستثمار والسياحة، متفوقة في مؤشرات التنافسية".
ولفت إلى أن بلاده نجحت في تمكين المرأة والشباب، وبناء اقتصاد وطني معرفي متنوع، حيث تم إرسال إلى محطة الفضاء الدولية أول رائد فضاء إماراتي، وتم إطلاق إلى المريخ "مسبار الأمل" لتصبح الإمارات الأولى عربياً والخامسة عالمياً التي تحقق ذلك الإنجاز، وتم افتتاح أول مشروع للطاقة النووية متعدد المحطات على مستوى العالم العربي؛ لتتحول البلاد إلى مركز إقليمي لمشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة، وتمكنت من الربط بقوة بين سياسة الإمارات الداخلية ونهجها الخارجي، بما عزز من مكانة الدولة في محيطها الخليجي والعربي والإسلامي والعالمي.
من جانبه، أكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد أن بلاده تمضي نحو المستقبل وفق ستراتيجية متكاملة الأسس والأركان، أهمها الإنسان وهو رأس المال الحقيقي وأهم عناصر الثروة، والرهان الأساسي في مضمار التنافس العالمي.
وقال: إن ما تسعى الإمارات لتحقيقه خلال العقود المقبلة، لن ينحصر تأثيره داخل حدودها، وإنما سيمتد إلهامه إلى كل الشعوب العربية ليحفزها ويعزز ثقتها في نفسها وقدرتها على صنع التقدم مهما كانت المصاعب والتحديات، مضيفا: "نعمل لأن تكون بلادنا قاطرة للتنمية والتقدم في العالم العربي، ونقطة انطلاق للنهوض الحضاري في المنطقة".
بدوره، أكد وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد، نجاح بلاده على مدار خمس عقود في بناء نموذج تنموي فريد من نوعه، أرسى دعائمه الشيخ زايد بن سلطان، وبدأت معه رحلة اللامستحيل التي ترسخت في ظل دعم قيادة الدولة.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد: "نحتفي معا في هذه اللحظات التاريخية برحلة خمسة عقود من الأمل والطموح والإرادة والعمل، ومسيرة 50 عاما من الإنجازات الوطنية الخالدة التي سطرها أبناء الوطن بأحرف من نور في سجلات التاريخ البشري".
من ناحيته، هنأ الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير الإمارات، وأعلن المكتب الرئاسي في برلين أن الرئيس أشاد خلال محادثة هاتفية مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، بـ "حيوية" الإمارات و"قوتها الابتكارية"، مبرزا قدرة الإمارات على تنظيم معرض عالمي مقنع وجذاب رغم الظروف الصعبة.
في المقابل، وجه الشيخ محمد بن زايد الشكر لألمانيا على دعمها القوي لمعرض "إكسبو 2020"، كما تبادل الطرفان وجهات النظر حول مساعي السلام الأخيرة والمبادرات السياسية في المنطقة.
وكان من المخطط أن يقوم شتاينماير بزيارة للإمارات يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين ويفتتح "اليوم الألماني للأمم" في معرض "إكسبو"، إلا أنه ألغى في اللحظات الأخيرة جولته، التي كانت تشمل أيضا زيارة قصيرة لقطر، بسبب تطور جائحة "كورونا" في ألمانيا. ودعا ولي عهد أبوظبي الرئيس الألماني لتعويض الزيارة بمجرد أن تسمح الظروف بذلك.