الخرطوم، عواصم- وكالات: بينما نفى رئيس المجلس الوطني السوداني، إبراهيم أحمد عمر، تقارير تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي حول حدوث انقلاب عسكري في بلاده، تدخل جنود سودانيين لحماية متظاهرين، أمس، بعدما حاولت قوات الامن فض اعتصام يشارك فيه الاف المحتجين المناهضين للحكومة أمام مقر وزارة الدفاع في وسط الخرطوم. وقال عمر الذي يشارك في الدورة الـ140 للاتحاد البرلماني الدولي في العاصمة القطرية الدوحة، إنه لم يسمع شيئا عن الانقلاب، مشيرا إلى أن لا صحة لأنباء حول هروب رئيس الدولة، عمر البشير، من البلاد.وفي وقت سابق، أفادت بعض وسائل التواصل الاجتماعي ومصادر محلية سودانية بحدوث انقلاب عسكري في العاصمة الخرطوم وهروب البشير من البلاد، وسط مزاعم عن التقاط صورة لطائرة تقل رئيس الدولة أثناء مغادرته الطارئة للبلاد. من جهته قال وزير الدفاع السوداني: أن "الجيش صمام أمان البلاد ولن يفرط في أمنه واستقراره وسلامة مواطنيه"، مشيرا الى ان "هناك جهات تحاول استغلال الاوضاع لاحداث شرخ في الجيش".وكان الرئيس السوداني عمر البشير، دخل أمس، في اجتماع طارئ مع قيادة الجيش لدراسة الأوضاع الراهنة والتقرير بشأنها، امتدادا لاجتماع عقده أول من أمس مع الأطراف نفسها.ونقلت الوكالة عن مصادر نافذة قريبة من البشير أنه بات أقرب لتنفيذ الخطة "باء" المتعلقة بتسليم السلطة إلى الجيش السوداني، بعد الاتفاق على ضمانات محددة تتصل بالوضع في البلاد وأخرى تتصل بملف المحكمة الجنائية الدولية.وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية المعارضة، أمس، مقتل جندي من أحد منتسبي قوات الشعب المسلحة، ومتظاهر بعد تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن بالخرطوم .وقالت اللجنة: "إن الجندي توفي متأثراً بجراحه أثناء محاولة الدفاع عن المعتصمين أمام القيادة العامة للجيش بالخرطوم بعد تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن".وأشارت إلى مقتل مواطن من ساكني حي يثرب بجنوب الخرطوم متأثراً بجراحه نتيجة تعرضه للضرب والتعذيب من قبل المليشيات الأمنية بضاحية يثرب.
وتدفق الآلاف من السودانيين أمس إلى مقر الاعتصام المفتوح ,أمام مبنى القيادة العامة للجيش السوداني في قلب العاصمة الخرطوم لليوم الثالث على التوالي للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس عمر حسن البشير .وأظهرت تسجيلات فيديو صورها شهود عيان أن جنودا سودانيين تدخلوا لحماية متظاهرين، أمس، بعدما حاولت قوات الامن فض اعتصام يشارك فيه الاف المحتجين المناهضين للحكومة أمام مقر وزارة الدفاع في وسط الخرطوم.في حين كذب وزير الاعلام حسن اسماعيل، وهو أيضا المتحدث باسم الحكومة هذه التقارير، وقال "تم تفريغ التجمهر أمام القيادة العامة تماما وبصورة لم تخلف خسائر في جميع الاطراف".وأضاف "الاجهزة الامنية متماسكة وتعمل بطاقة ايجابية وتناسق تام".من ناحية أخرى، طالب الاتحاد الأوروبي في بيان له، السلطات السودانية بالإفراج عن المعتقلين السياسيين والسماح بالتظاهرات السلمية، وعدم استعمال الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية مع المتظاهرين السلميين.كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى بدء عملية سياسية شاملة وذات مصداقية تسمح بإجراء إصلاحات أساسية تتجاوب مع الدعوات للتغيير.