استأذنت سمو الأمير في بداية الأزمة بأن الوضع يقتضي اتخاذ إجراءات قاسية وأشار إلى جملة واحدة "أرواح الناس برقبتكم"لن نصمت عن تجارة الإقامات والبشر وغسيل الأموال ولن نقبل بارتباطها باسم الكويت... ووضعنا المالي ممتازواكب الأزمة الصحية انهيارٌ في أسعار النفط والأسواق العالمية ولكن كانت لدينا مصداتٌ امتصت الصَّدمةاتخذنا إجراءات منذ مراحل مبكرة لهذه الأزمة وسنستمر فيها حتى نتأكد من تجاوزها بشكل كاملالرواتب لم تتأخر يوماًعن العاملين أو عن الموجودين في بيوتهم ولن تتأخرالأمور الصحية في الكويت مستقرة ومطمئنة لكن علينا الالتزام بالإرشاداتملتزم أمام ربي وأمام الشعب بما كلَّفني به سمو الأمير وهو حماية المال العام صحة طلبتنا تأتي في المقامالأول ثم التحصيل العلميوعدم ضياع الفرصلا نريد أن نفتح البلد بشكل يُعرِّض مؤسساتنا الصحية للعجز عن استيعاب المصابينإحالة 224 شركة إلى النيابة العامة بناءً على معلومات لتورطها بالمتاجرة بعمالة كتب- سليمان الجارالله:حضرت جميعُ الملفات الساخنة والقضايا المحلية في لقاء سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد مع رؤساء تحرير الصحف المحلية، وبحضور وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري، ورئيس مجلس الإدارة المدير العام لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) الشيخ إبراهيم الدعيج، في قصر السيف ظهر أمس، إذ استعرض سموه بكل وضوح الموقف الحكومي مما يثار على الساحة المحلية، لا سيما في قضايا الفساد وتجار الإقامات والتركيبة السكانية.فقد أكد سموه الإيمان بمبدأ الثواب والعقاب في التعامل مع قضايا تجار الاقامات والتي حمَّلت الدولة أعباءً كبيرة مما نتج عنه خلل في التركيبة السكانية. وأضاف: "نحن مسؤولون عن كل من يتواجد على هذه الأرض، بالتالي ما حصل إرهاق للدولة والخدمات وإرهاق لكل المؤسسات التي تتعامل مع هذا الوضع"، مبينا أن "الوضع لو تم علاجه منذ فترات سابقة لما زاد تعقيدا فكل دول العالم واجهت تعقيدات لكننا واجهنا تعقيدا أكبر".وأوضح أنه تمت إحالة 224 شركة إلى النيابة العامة بناء على معلومات بمخالفتها القوانين والمتاجرة بعمالة استفادت منها ماديا وحملت الدولة أعباء كبيرة وأحدثت خللا في التركيبة السكانية، مشيرا إلى "أنه على الرغم من أنها مشاكل قديمة لكنها طغت على السطح خلال الأزمة التي زادتها تعقيدا".وشدد على أنه "لن نصمت عن قضايا تجارة الإقامات والبشر وغسيل الأموال، ولن نقبل بارتباطها باسم الكويت بحجة أن مرتكبها صاحب مصلحة أو نفوذ"، لافتا في الوقت نفسه إلى أن "كثيراً من المقيمين في البلاد يعملون بكافة القطاعات الحيوية التي تقدم خدمات مباشرة للدولة، فكل الشكر والتقدير لهم وهم يستحقون الدعم المعنوي والمادي".وأكد الخالد أن التحدي القادم هو عكس التركيبة السكانية فتكون 70 في المئة للكويتيين و30 في المئة لغير الكويتيين. وأوضح: تعداد السكان بالكويت أربعة ملايين و800 ألف، يمثل عدد الكويتيين منهم مليوناً و450 ألفاً، وغير الكويتيين ثلاثة ملايين و350 ألفاً، أي نسبة 30% كويتيون ونسبة 70% غير كويتيين وذلك خلل كبير.الصندوق الماليزيوحول ما يثار عن قضية الصندوق الماليزي وتورط كويتيين في ملف غسل أموال، قال الخالد: "التقيت مهاتير محمد "رئيس وزراء ماليزيا السابق" وآخرها في أكتوبر الماضي ولم يطرح شيئا من قريب أو بعيد عن دور كويتي في الصندوق الماليزي، وكذلك وزير الخارجية الماليزي، ولكن بعد ما ورد وأثير مؤخرا تحركنا رسميا، ولن نسمح أن تكون الكويت مقرا أو ممرا لغسل الأموال".وشدد على أنه "لن نتستر على أحد سواء بقضية الصندوق السيادي الماليزي أو أي قضية بها شبهة الاعتداء على المال العام، ولن يفلت من العقاب أي فاسد مهما كان منصبه أو اسمه أو مقامه، فلا يوجد أحد فوق القانون وهذا توجيه مباشر من صاحب السمو أمير البلاد".الوضع المالي والاقتصادي وفي الشأن الاقتصادي والمالي، قال الخالد: إن الوضع المالي في البلد ممتاز ولكن الوضع الاقتصادي يحتاج إلى تعديل الخلل الكبير في هيكلية الاقتصاد. وأوضح أن الأمر يقتضي أن "نتعامل كحكومة مع ما ظهر على السطح من إفرازات مثل التركيبة السكانية ومظاهر وشبهات الفساد وأن نكون حكومة رقمية".وتابع: "تم تحريك العجلة الصناعية لتوفير جزء من احتياجاتنا التي نستوردها من الخارج"، مبيناً أنه "لدينا الآن ثمانية مصانع تنتج الكمامات ولدينا 15 مصنعا تنتج المعقمات". وشدد على أن "الاعتماد على مورد واحد ناضب لا تتحكم في تفاصيله أمر صعب جداً، ولهذا لا بد من اعادة هيكلة الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل". وأضاف: "ملتزم أمام ربي وأمام صاحب السمو وأمام الشعب بما كلفني به سمو الأمير من اليوم الأول وهو حماية المال العام ومحاربة الفساد".وقال: "ملاءتنا المالية ممتازة ونعترف بوجود بطء في الهيكلة الاقتصادية"، مضيفاً "لدينا رؤية 2035 فيها خطوات عملية وخطط قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، ولكن يجب البدء في العمل فوراً حتى لو كان المتبقي من عمر حكومتنا خمسة أشهر فقط".وأكد الخالد أن "الرواتب لم تتأخر يوماً عن العاملين او عن الموجودين في بيوتهم ولن تتأخر، ولكن نحتاج لتنويع مصادر دخلنا". وأوضح أن "الأزمة ما لها قياس، مادام ليس هناك علاج لوباء "كورونا" فنحن لا نعرف مدى هذه الازمة. نعم، نعمل لتقليل الضرر الاقتصادي ولكن الصحة العامة أيضا مهمة، ولا نريد ان نفتح البلد بشكل يعرض مؤسساتنا الصحية للعجز عن استيعاب المصابين".وقال: واكب الأزمة الصحية انهيار في أسعار النفط والأسواق العالمية التي تستثمر دولة الكويت أموالها ومحافظها بها ولكن كانت لدينا مصدات امتصت ذلك نتيجة التخطيط لمواجهة أي أزمة.واضاف: اقتصاد البلد مهم لكن صحة المواطن والمقيم أهم ونحن أمام معادلة صعبة لذا نعمل وفق امكانياتنا المتاحة لتضييق الهوة وتقليل الأضرار بقدر الإمكان عن طريق تمرير الحزمة الاقتصادية. وقال: استأذنت سمو أمير البلاد في بداية الأزمة بأن الوضع يقتضي اتخاذ إجراءات قاسية وكعادة سموه استمع باهتمام وأشار إلى جملة واحدة "أرواح الناس برقبتكم" ووضعت الحكومة تلك الجملة قيد التنفيذ ومنهجا لها في عملها.وتابع: الكويت خلاقة في الأفكار، مُبادرة ومُبدعة، وهناك دول أخرى استفادت من دراساتنا التي وضعت في الأدراج.العام الدراسيوبالنسبة لقضية التعليم والعام والدراسي، أشار الخالد إلى أن "في التعليم، أولويتنا الاولى صحة الأبناء ثم التحصيل العلمي ثم الفرص المتاحة وعدم ضياعها"، وقال: "عندما اتخذ مجلس الوزراء قرارا في مارس الماضي بتمديد العام الدراسي على أن يتم استئنافه في اغسطس المقبل كان الهدف ايجاد خيار متاح لكي نقيم الوضع الصحي حتى تتضح الصورة لكن أؤكد أن صحة طلبتنا تأتي في المقام الأول".وشدد سموه على أنه "أمامنا تحديات تتمثل بالاحتياجات الصحية لمواجهة أزمة فيروس كورونا كالإصابات والأسرَّة والعناية المركزة والوفيات واستدامة الطواقم الطبية والمنظومة الصحية وتماسكها وتوفير احتياجاتها مثل المسحات والمختبرات والملابس الوقائية.وقال: اجتماع اليوم "أمس" بغاية الأهمية حيث انتقلنا إلى الشهر الرابع في مواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19" وكما تعلمون دخلنا اليوم الرابع من خطة عودة الحياة تدريجيا التي ستستكمل بمراحلها الخمس. وتابع: اتخذنا إجراءات منذ مراحل مبكرة لهذه الأزمة وسنستمر فيها حتى نتأكد من تجاوزها بشكل كامل، الأمور الصحية في الكويت مستقرة ومطمئنة لكن علينا الالتزام بالارشادات الصحية لأنه لحد الآن لا يوجد دواء لفيروس "كورونا". وأضاف: "نعم حصلت أخطاء وكل من يدير أزمة من المتوقع أن يمر بقرار يحتاج إلى تعديل أو تأخير أو سحب أو تغيير لكن يجب أن نتعامل مع الأزمة الصحية ومستجداتها ومتغيراتها المتسارعة بقرارات سريعة لمواجهتها"وختم سمو رئيس مجلس الوزراء لقاءه برؤساء تحرير الصحف المحلية قائلا: "الكويت تستحق السمعة الطيبة كونها بلد الإنسانية وسمو الأمير قائدا للعمل الإنساني، لذا يجب علينا أن نكرس جهدنا ونضع ضمن أولوياتنا مكافحة كل ما يمس سمعة الكويت".
جهودُ رأب الصدع الخليجيّ مستمرةٌ... والآمالُ أكبرأكد سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد اهتمام سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بالاستمرار في السعي لرأب الصدع وإيجاد الارضية للبناء عليها لعودة اللحمة الخليجية وأن تكون الكويت دائما هي من تجمع الأطراف المختلفة على أسس تحقق كل الطمأنينة لأي اتفاق مقبل.وقال سموه -في اللقاء الصحافي مع رؤساء التحرير للصحف المحلية-: "عملت كوزير خارجية قبل أن أكون رئيسا لمجلس الوزراء وكنت قريبا ومرافقا لسمو أمير البلاد في اهتمامه ووضعه أولوية شعار لا بديل له وهو الاستمرار في مسعى رأب الصدع وإيجاد الأرضية للبناء عليها لعودة اللحمة الخليجية".وأضاف: "متأكد أن جميع دول الخليج ترى أن مسيرة دول مجلس التعاون مهمة لها وللمنطقة والعالم وذلك ما يجب أن نبني عليه وأن نأخذ الأرضية المشتركة للانطلاق لسد الفجوة".وتابع سموه: "للأسف نحن الآن في السنة الرابعة من الخلاف الخليجي لكن المحاولات ما زالت مستمرة والآمال أكبر مما كانت عليه فقد كنا نتقدم خطوة ونعود خطوتين والآن إن شاء الله إذا تقدمنا خطوة يليها خطوة أخرى بما يحقق المصلحة لكل دول مجلس التعاون الخليجي".
شكرٌ للكويتيين.قال سمو رئيس الوزراء: الواجب يقتضي تجديد الشكر والتقدير إلى كل من ساهم وتطوع للعمل متحديا المخاطر خلال الأشهر الماضية، فالكويتيون، أفراداً ومؤسسات، وضعوا إمكانياتهم تحت تصرف الحكومة لإدارة الأزمة، الأمر الذي ساعد على أن يكون أمامنا خيارات متعددة.
تجهيز المستشفياتأوضح الشيخ صباح الخالد أنه "في بداية خطة الطوارئ تم تخصيص 120 سرير عناية مركزة وقمنا خلال الفترة الماضية بزيادة قدرة العناية المركزة لتصل إلى 600 سرير أي خمسة أضعاف إضافة إلى تجهيز المستشفيات وتوسيع الأجنحة فيها لاستقبال الإصابات".
نفخر بتعاون الشعبأعرب سمو رئيس الوزراء عن فخره بتعاون الشعب وتفهمه وتقديره لجهود الحكومة بتعاملها مع أزمة كورونا بالقول: "أفخر بأن أكون مواطنا وأن يكون مواطنونا على هذا المستوى من الوطنية بتقديم مخاطر على حياتهم لخدمة بلدهم وهذا ما نبني عليه لتكون الامور أفضل وأفضل بكثير مما هي عليه الآن".وأضاف سموه أنه ما رأيته على أرض الواقع والميدان بهذا التحدي الكبير يدل على وجود إصرار وعزم كبيرين لدى المواطنين لمواجهة هذا الخطر.
شبابنا وشاباتنا يقدرون قال الشيخ صباح الخالد: "شبابنا وشاباتنا يقدرون اليوم يتولون المهام في كل المهن، أجدادنا شنو كانوا؟ أجدادنا قاموا بكل المهن، كل المهنّ، فإلى متى يستمر هذا الخلل في التركيبة السكانية؟ نحن اليوم بحاجة الى تغيير في نمط الحياة، وشوفوا عيال الكويت اليوم، شنو يسوون وكيف يساعدون في كل الاعمال، وهذا ما نعول عليه في المستقبل".

نائب رئيس التحرير سليمان الجارالله وإلى جانبه نائب رئيس تحرير جريدة الوسط تركي الأنبعي