رئيسة نقابة الفنانين: خدعونا ويريدون استبدالنا بالذكاء الاصطناعي

أصيبت هوليوود بشلل تام وتوقفت الأعمال في ظل إضراب كُتاب الدراما الممتد منذ مايو الماضي، وأخذ الاضراب منحىً تصعيدياً، بانضمام ممثلي هوليوود إلى الإضراب.
وتوقف عن العمل اعتبارا من الجمعة نحو 160 ألف ممثل، لينضموا إلى كُتّاب السينما والتلفزيون المضربين عن العمل منذ شهرين، بعد فشل المفاوضات مع الستديوهات فيما يتعلق بالأجور، ما أدى إلى تعطيل تصوير العديد من المسلسلات والأفلام.
من جهتها أكدت رئيسة نقابة الممثلين الأميركيين فران دريشر، أنّ الستديوهات تفاوضت مع النقابة بطريقة غير نزيهة لكسب الوقت والترويج لأفلامها المرتقبة في الصيف استباقاً لقرار الإضراب الذي كان متوقّعاً.
وقالت دريشر نجمة مسلسل "ذي ناني"، الذي يعود إلى تسعينات القرن الماضي، "لقد خُدعنا"، مشيرةً عقب الإعلان عن بدء الإضراب التاريخي في هوليوود إلى أنها تشعر بـ"خيبة أمل".
وأوضحت أنّ ممثلي الستديوهات ومنصات البث التدفقي "ظلّوا وراء الكواليس ولم يتوانوا عن إلغاء الاجتماعات معنا"، مضيفةً: "ربما فعلوا ذلك لكسب مزيد من الوقت حتى يروّجوا لأفلامهم المرتقبة في الصيف".
ومن شأن الإضراب العام أن يشلّ إنتاج المسلسلات والأفلام في الولايات المتحدة الأميركية بعدما تضرر هذا القطاع بسبب الإضراب الذي ينفذه كتاب السيناريو منذ مايو الماضي. ولم تشهد هوليوود حركة احتجاجية مزدوجة مماثلة منذ العام 1960.
وبموجب الإضراب، يمتنع أعضاء النقابة الـ160 ألفاً، وهم ممثلون وعاملون في المجال السينمائي والتلفزيوني، عن المشاركة في أي عمل ما، أكان في العروض الأولى أو في المهرجانات أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، ومن شأن ذلك أن يتسبّب في وقف الترويج للأفلام المرتقبة صيفاً ومنها "أوبنهايمر" لكريستوفر نولان.
وقبل أن تتخذ النقابة قرار الإضراب، كانت وافقت على تمديد المفاوضات مع استديوهات هوليوود عشرة أيام، ضمن مهلة انتهت قبل الإعلان عن الإضراب العام.
وجرت الاستفادة من هذه المهلة في الترويج لأفلام بينها "باربي" و"مهمة مستحيلة" اللذان استفاداً من حضور نجوم بينهم توم كروز ومارغوت روبي وريان غوسلينغ.
وقالت دريشر: "ربما تصرّفت بسذاجة، لكنّها المرة الأولى التي انخرط فيها بمفاوضات"، موضحة أنّ "الجشع هو أساس كل مصائب العالم، وهذا أبرز مثال على ذلك".
وأضافت "اعتقدتُ أنه بمقدورنا التوصل إلى تقارب في وجهات النظر، وأنهم سيرون إلى أي مدى فُرض نموذج العمل الجديد هذا على المجال برمّته"، في إشارة إلى منصات البث التدفقي.
وعلى غرار كتاب السيناريو، يطالب الممثلون بالحصول على رواتب أفضل في ظل التضخم المُسجَّل وضمانات في حال تضرر عملهم نتيجة اللجوء إلى برامج الذكاء الاصطناعي.
وينددون تحديداً بانخفاض الأجور التي يتلقونها عن كل إعادة عرض فيلم أو مسلسل لهم. وهذه المبالغ كبيرة لإعادة بث عمل تلفزيوني، لأنّها تستند إلى الإعلانات بينما تكون منخفضة جداً عندما يتعلق الأمر بإعادة عرض العمل عبر منصات البث التدفقي، التي لا تقدّم أرقاماً فعلية عن عدد المشاهدات.
وقالت دريشر: إن عدم رغبتهم في التفاوض معنا والقول لنا "يتعيّن علينا الوقوف بجانبكم بطريقة مُحترمة حتى تتمكنوا من الاستمرار في ظل التغييرات التي تحصل، انه أمر ينطوي على جنون".
وتتمثل النقطة الرئيسة الثانية في المفاوضات بمسألة الذكاء الاصطناعي الذي يزداد استخدامه في هوليوود، إذ استعانت به "ديزني" مثلاً في تأليف الشارة الافتتاحية لمسلسل "سيكرت إنفيجن".
ويسعى الممثلون للحصول على ضمانات تحول دون استخدام برامج الذكاء الاصطناعي في كتابة سيناريوهات الأعمال، أو استنساخ أصواتهم وصورهم في الأداء. وفي هذا قالت دريشر: "سنُستَبدَل تلقائياً بالذكاء الاصطناعي، وسيستمر تهميشنا وأدعو الجميع للاستيقاظ".
وكان تحالف منتجي الأعمال السينمائية والتلفزيونية الذي يمثل استديوهات الإنتاج ومنصات البث، أعلن أنه اقترح زيادات تاريخية على الرواتب… وقدّم اقتراحاً ثورياً بشأن الذكاء الاصطناعي الذي يحمي الصورة الرقمية للممثلين.
وأبدت النقابة في بيان أسفها لأنها اختارت اللجوء إلى "خطوة ستكبّد عشرات الآلاف صعوبات مالية".
بينما انتقد رئيس "ديزني" بوب آيغر، عبر "سي إن بي سي" ما وصفه بمطالب "غير واقعية".
ورغم الإحباط الذي تشعر به دريشر، أكدت أنّ "أبواب النقابة مفتوحة لمواصلة المفاوضات، لأن الإضراب لا يمثل النهاية، فهو مجرد خطوة تصعيدية"، موضحة، "نرغب في مواصلة التفاوض معهم. لكنّ الكرة باتت في ملعبهم".