"رابطة الأدباء" تفتتح معرض الكتاب الصيفي... عودة الحياة للثقافة

كتب ـ جمال بخيت:

جسَّدت فعاليات معرض الكتاب الصيفي المقام في رابطة الأدباء الكويتيين حاليا، بمشاركة 25 دار نشر محلية، إنطلاقة للنشاط والحياة الثقافية بعد توقف لفترة طويلة بسبب جائحة "كورونا" حال كل المؤسسات الثقافية.
وحظي المعرض الذي تستمر فعالياته حتى 28 اغسطس الجاري بإقبال جماهيري كبير من عشاق الكتاب، واحتفت الرابطة بشخصية المعرض أحد مؤسسي الرابطة الكاتب فاضل خلف، الذي حرص على المشاركة وعبر عن جزيل شكره وسعادته لهذه البادرة الطيبة.
ومع انطلاق معرض الكويت الصيفي المحتضن في مقر الرابطة بمنطقة العديلية تستعيد الحياة الثقافية في الكويت حيويتها، ليكون أول معرض كتاب مفتوح للجمهور يُنظم في الكويت منذ إيقاف جميع التجمعات في مارس العام 2020 ضمن سلسلة إجراءات اتخذتها السلطات للحد من انتشار الفيروس.
ويشارك في المعرض عدد كبير من الكتاب الشباب الكويتيين بينهم المصور الفوتوغرافي صالح تقي الذي أصدر أخيرا كتابا مصورا تحت عنوان "بيت الصواري"، رصد فيه الحياة البحرية في البحر الأبيض المتوسط تحديدا في منطقة الاسكندرية.
وقال تقي لـ"السياسة": "إن المعرض ضروري جدا لشحن طاقة الكتاب والمؤلفين، بعد الإغلاق الطويل الذي شهدناه خلال انتشار (كورونا)، كما أنه فرصة للالتقاء بالمثقفين والاطلاع على جديدهم".
ولم يخف عبد الوهاب المهنا سعادته هو الآخر بروايته الأولى "لحظات مؤلمة"، التي تزامن صدورها مع عودة تنظيم معارض الكتب في البلاد، وعبّر لـ"السياسة" عن أمله بعودة الحياة إلى طبيعتها بشكل كامل.
ويشارك في المعرض كُتّاب من ذوي الاحتياجات الخاصة بعضهم له اصدارات للمرة الاولى.
وقالت جميلة سيد علي لـ"السياسة": "إن مشاركة كُتّاب من هذه الفئة في هذه الفعالية يدلّ بشكل قاطع على أن الإعاقة تحفّز الإبداع في نفس الانسان ولا تؤدي إلى الإحباط والسلبية بل تزيد الهمة وترتقي بها". وأشار نائب رئيس فريق (انضموا للتحدي) فالح المياح إلى أهمية إتاحة رابطة الأدباء الفرصة للكتاب من ذوي الاحتياجات الخاصة لبيع كتبهم في هذا المعرض.
وقال المياح لـ"السياسة": "إن هناك عددا من المشاركين بكتب متنوعة سيعود ريع بعضها للأعمال الخيرية ورسالتنا الأساسية هي التأكيد على أن الإعاقة لا يمكن أن تمنع الإبداع".
وحضرت كتب الاطفال، وتعددت حفلات توقيع الكتب متجاوزة العشرين في اشارة الى زخم النتاج الادبي للمؤلفين الكويتيين وتنوعت بين الرواية والقصة والشعر.
ووقَّعت عضو مجلس إدارة الرابطة الكاتبة جميلة سيد علي، على مؤلفها الجديد، "حرب الزهور"، الصادر حديثا، والذي تجري احداثه في "مدينة الزهور"، تلك المدينة العادية غير الفاضلة وغير الخبيثة، فيها الطيبين وفيها الاشرار، والغالبية لاولئك المغيبين عما يدور حولهم والجاهلون ببواطن الأمور.
تقول لـ"السياسة" في تعليقها على الرواية: "الفانتازيا العلمية هي لغة السرد في الرواية، تجسد الصراع العصري باستخدام الاختراعات المذهلة والطفرة التكنولوجية للسيطرة على العقول".
وأضافت فكرة الرواية: "قضية عالمية، يشارك فيها الجميع من ناس عاديين وعلماء وذكاء اصطناعي وأدوات تكنولوجية ورقمية متطورة ووسائل تقنية حديثة ويتصدى لها أيضا عدد مماثل في الكم والنوع. صراع حول بقاء أو فناء (جوهر الإنسان)...".
وتابعت "أنه عالم افتراضي اصطنعته لنفسي خلال الحظر والعزلة القسرية المفروضة خلال الجائحة لأعيش أحداث الرواية وأجوائها وأجسد مشاعر ومواقف أبطالها التي تدور في محيط التكنولوجيا والأمراض والأوبئة".
وتضيف أحداث الرواية "تمسنا حيثما كان موقعنا فتؤثر فينا ونتفاعل معها. يحيط بكل ذلك إطار رومانسي لا تخلو الحياة منه وندركه بجميع حواسنا".


فاضل خلف... جيل الطيبين مؤسسي الثقافة الحديثة

يمكن وصف الكاتب فاضل خلف لمن لا يعرف هذا الاديب الكبير، بانه كاتب يقبع في مصاف "الكبار"، من جيل طيب الخلق والمعشر، ينتمي للرعيل الاول المؤسس للثقافة الحديثة، اولئك الذين حملوا مشاعل التنوير.
خلف كان اول الكويتيين ممن نشر مجموعة قصصية وذلك في عام (1955)، جرى تكريمه حينها من قبل السفارة المصرية، ومن الرئيس التونسي، ولاحقاً من رابطة الأدباء جعله "وجهاً في الأحداث".
ولد من رحم مجلة "البعثة" التي صدرت عام 1946 لتتزامن إبداعاته المعرفية مع تصدير أول شحنة نفط، وكأنهما بذلك يؤسسان لميلاد دولة جديدة تتمازج فيها الثقافة بالاقتصاد والثروة.
يصفه من يعرفونه عن قرب بأنه "نهر مفتوح من العطاء على تواصل دائم مع جيل الشباب، حاضر دائماً بالسؤال، ولديه ذاكرة لا تخون"، فهذا الرجل الذي اقترب من التسعين لا يزال يروي علاقته بفهد العسكر، وكأنها حدثت بالأمس. وتعامل في حياته مع الثقافة "بنزاهة".