رابعة الزيات: أتمنى مقابلة الديكتاتوريين وصناع القرار

احترفت الإعلام وهي تعلم بأنه طريق وعر محفوف بالمخاطر

د.نادين فهد أكوان

تعتبر الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات، واحدة من أهم مقدمي البرامج التلفزيونية على مستوى الوطن العربي، مثقفة، ناضجة وصريحة، تتميز بقدرتها على ملء كل فراغ يتاح لها، لذا تجد غالبية برامجها تلامس مختلف فئات المجتمع، الزيات زوجة الاعلامي زاهي وهبي، اختارت لنفسها هوية اعلامية خاصة تشبهها فقط، احلامها كثيرة وأمنياتها كبيرة، اقتربنا قليلا من شخصيتها الاعلامية في الحوار التالي..
كيف تحافظين على مكانتك كواحدة من الاعلاميات العربيات في الصفوف الأولى… ما هو سر رابعة؟
بداية كل الشكر على مفردات الإشادة والإطراء وأتمنى فعليا أن أكون عند حسن الظن، لا يوجد سر بقدر ما هو اخلاص ذاتي ينبع من الداخل، كان لدي شغف حقيقي وحب للمهنة وإيمان شديد برسالتي الاعلامية، وعاهدت نفسي بألا تمر تجربتي الاعلامية مرور الكرام بل يجب أن أترك أثرا في كل خطوة.

"علم نفس"
نعلم أنك خريجة "علم نفس" لماذا توجهت إلى الإعلام؟ وهل استفدت من دراستك في تجربتك الاحترافية؟
بالتأكيد دراستي الجامعية وتخصصي ساعداني كثيرا في مختلف جوانب حياتي الشخصية والمهنية، وبما أن الحديث عن الاعلام فبلا شك منحني علم النفس الكثير من الأدوات التي مكنتني من كيفية التعامل مع ضيوفي في البرنامج وكيفية استنطاقهم والخروج بتصريحات مؤثرة، خصوصا في البرامج الحوارية التي تعتمد على المباشرة وجها لوجه.
قدمت الكثير من البرامج السياسية، الاجتماعية والفنية، أيهم الأقرب لقلبك ولماذا؟
بلا شك كافة البرامج الانسانية الاجتماعية، التي ساهمت من خلالها في طرح قضايا وايجاد حلول لها أو على الاقل ساعدت في تحريك المياه الراكدة هنا أو هناك، كما يوجد جانب في شخصيتي يميل إلى الفن والترفيه والمنوعات فتجدني أقدم برنامجا يكون بمثابة استراحة محارب.
من دعمك في بداية مشوارك؟
كل فرد التقيته من اعلاميين واعلاميات استفدت منه لو حرفا يتيما له فضل على شخصيتي الاعلامية من بعد الله تعالى، عندما احترفت الاعلام كنت على يقين بأنه طريق ليس مفروشا بالورود بل محفوفا بالمخاطر وعليّ الاستعداد لمواجهة كل العقبات التي قد تعترض طريقي، وفعلا تمكنت من مواجهة ذلك، علما بأنني عندما قررت احتراف هذا المجال لم أكن صغيرة بل كنت مطلقة وأم لولدين، نعم اعرف بأن الشكل والجمال من الامور المهمة بالنسبة للاعلامية، لكن مؤمنة تماما بأنهما لن يدومان والى زوال.
ما هي أدوات الإعلامي الناجح؟
توجد أدوات عديدة تزداد يوميا مع التطور التكنولوجي الحديث، لكن توجد أسس وركائز مثل الشغف والايمان والصبر، على المذيع أن يعي تماما بأنه لم يأت في فسحة، بل هذه مهنة المتاعب، الثقافة العامة والمتابعة والقراءة والمواكبة من الأدوات المهمة، لم يعد هناك اعلامي ناجح فقط في الاعلام التقليدي بل يجب أن يكون جزءا من محيطه والاعلام الجديد.

جمال وموهبة
برأيك هل الجمال مهم لمقدمي البرامج؟ وهل ساعدك جمالك الخاص في كسب المزيد من المشاهدين والمتابعين؟
لن أقول الحقيقة لو أنكرت بأن الجمال من العناصر الرئيسية، التي ساعدت في دخولي الاعلام الذي يبحث عن الشكل والصورة، مع ايماني المطلق بأن الجمال لن يدوم بدليل عدم نجاح كثيرات يتمتعن بجمال باهر، في حين حالفت الشهرة كثيرات متوسطات الجمال، لسنا بملكات جمال انما عرفت كيف اتعامل مع هذا المجال المرعب والخطير، حاولت صقل موهبتي وتثقيف نفسي والحفاظ على اطلالتي أمام المشاهد وحسن اختياري والاستفادة من كل تجربة والخروج منها بما يفيد نضوج شخصيتي الاعلامية.
من الإعلامي الذي أثر في مسيرتك؟
كثر أثروا في مسيرتي من اعلاميين رجال واعلاميات نساء، ولن اذكر أسماء حتى لا يسقط من ذاكرتي اسم معين بمن فيهم زوجي الاعلامي زاهي وهبي، علما بأن لكل منا مدرسته الاعلامية الخاصة.
ما الموضوعات أو القضايا التي تتمنين تناولها في برامجك؟
كافة القضايا المسكوت عنها بذريعة العادات والتقاليد والاعراف والخوف، أتمنى طرق أبواب لم تشرع من قبل اكسر من خلالها اطواقا لم تكسر من ذي قبل.
من الشخصية التي تتمنين إجراء حوار معها؟
في الحقيقة القائمة تطول، شخصيات رفيعة بمكانة الملكة رانيا العبدالله، لو يعود بي الزمن اعيد مقابلتي الشهيرة مع الموسيقار زياد الرحباني، اتمنى مقابلة صناع القرار ومناقشة تجاربهم بسلبياتها وايجابياتها والحظوة التي مكنتهم من بلوغ هذه المكانة، ولن اخفيك أتمنى مقابلة الديكتاتوريين.

"فوق 18"
ما برنامجك الأقرب إلى قلبك ولماذا؟
كل برامجي تمثل تجربة ناجحة في مشواري الاعلامي، لكن ربما برنامج "فوق 18" بشكله المتطور والجديد، خصوصا وأنه يعتبر من البرامج المهمة لأننا سلطنا الضوء من خلاله على الكثير من القضايا، كذلك من برامجي التي اعتز بها برنامج "شو القصة" أشعر أنه يشبهني في كافة تفاصيلي كإنسانة وإعلامية.
كيف أثر دخولك الاعلام على شخصيتك؟
طورني، ساهم في بناء شخصيتي، منحني قواعد صلبة في التعاطي مع مجالات الحياة، وشرع لي أبوابا من العلاقات والصداقات والاطلاع على تجارب الآخرين.
ما نقطة التحول الإعلامية في مسيرتك؟
نقطة التحول الايجابية في مشواري الاعلامي كانت من خلال برنامج "فوق 18"، علما بأنني راضية عن كل برامجي ولم أندم على أي منها.
هل الزواج من إعلامي مشهور أضاف لك أو سهل لك الدخول في المجال الإعلامي؟
بالتأكيد، الاعلامي زاهي وهبي قامة اعلامية كبيرة.
نعرف ان لديك موهبة في التمثيل، لماذا فضلت الاعلام عليها؟
لا استطيع أن أخفي شغفي نحو التمثيل، لكني فضلت التركيز على مجال الاعلام وتطوير ذاتي بالشكل السليم، أما التمثيل فيعتمد على عرض مستحق بدور مستحق، لم أرغب في التجاوز والتعدي على مهنة أخرى.
ما نصيحتك لمن يرغب في دخول مجال الاعلام؟
اتبع شغفك، كل مجالات الحياة تحتاج الى تعب وجهد ومثابرة، لا يوجد اعلامي متميز وهو لا يزال يقدم الاعلام الكلاسيكي التقليدي، ابحث عن المحتوى الجيد وواكب التطور والذكاء الاصطناعي والاعلام الحديث، ابتعد عن مهازل بعض الباحثين عن الشهرة و"الترند" الرخيص عن طريق "الاستهبال والمسخرة".