"رباعي التشيللو" أمتع الحضور في "صيفي ثقافي"

كتب - مفرح حجاب:

أجواء موسيقية مختلفة في كل شيء ونغمات جديدة متوافقة لم يعتد عليها محبو الموسيقى في العالم العربي، هي من عاشها جمهور مسرح عبدالحسين عبدالرضا مساء أول من أمس في حفل فرقة "رباعي التشيللو"، ضمن فعاليات النسخة الرابعة عشر من مهرجان صيفي ثقافي، حيث حضر الحفل جمهور كبير ونخبة من أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد في الكويت، فضلا عن محبي الموسيقى، تقدمهم الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د.عيسى الأنصاري.
حفل فرقة رباعي التشيللو ليس حفلا عاديا، فهذا التجمع للرباعي الموسيقي الذي يضم محمد أبو عوف، نور الدين محمد، باسم نبيل، باسم الجريسي من مصر وفلسطين له حكاية، فنحن أمام مجموعة تحمل عشقا خاصا للموسيقى وهذه الآلة الموسيقية، حيث قاموا بتوظيف أنغامها لتحلق الى العالمية، وابتكروا لها توزيع جديد، ومؤلفات ليشار لهم بالبنان بأنهم قدموا شيء جديدا ومختلفا، خلقوا جماليات تشع دفء ورومانسية وكلاسيكة من خلال تجمعهم وحبهم للموسيقى، انها ليلة تكاد تكون حلم جميل تغلفه أنغام تعزف بكل اللغات، حركت شجون كل المتواجدين في المسرح ونشرت الدفء في جنباته بحب الموسيقى وشغفها، فقد عاش الجميع مع تنوع جديد ومختلف استمتع معه من خلال الموسيقى الكلاسيكية والشرقية والرومانسية من خلال مقطوعات عالمية وكذلك مؤلفات عربية للفنانة فيروز وموسيقى رأفت الهجان للموسيقار عمار الشريعي وغيرها.
جماليات هذا الفريق الرباعي شملت أشياء كثيرة في هذه الليلة من بينها اطلالتهم على المسرح بطريقة مختلفة، فضلا عن اندماجهم ببعضهم البعض في الإتقان والانضباط والموهبة والعزف الجماعي والانسجام والتمازج، كل ذلك ساهم في خلق حالة ثرية في الموسيقى على خشبة المسرح، فكل مقطوعة من المعزوفات، التي قدمها هذا الفريق تحكي ذكرى جميلة ومشاعر انصهرت وذابت فيها بعشق لا ينتهي مع نغمات المقطوعات الموسيقية.
الحفل لن يكون الأخير لهذا الفريق، الذي يمد جسور كبيرة ومتواصلة مع محبي الموسيقى في العالم العربي بما يقدمه لهذا الجيل الجديد من خلال تجربة جديرة بالإحترام لا تعرف المستحيل، وشكل فني للفرق الموسيقية لم يعتد عليها الجمهور في العالم العربي، ولذلك ستنجح هذه الفرقة وستكسب احترام الجميع لا سيما ان كل اعضائها من دارسي الموسيقى ومحبينها، فهم سيكونوا دائما على موعد من النجاح في كل مكان يذهبون اليه بموهبتهم وتطويرهم لأدواتهم وحبهم الذي لا ينتهي للموسيقى.
الجدير بالذكر ان هذا الفريق من العازفين الأربعة المحترفين يعزفون مختلف أنواع الموسيقى التركية والشرقية والكلاسيكية وموسيقى الجاز والمؤلفات الكويتية، كما ان هؤلاء العازفين من حملة الشهادات الموسيقية، تخصص آلة تشيللو، عملوا في المجال الأكاديمي واشتغلوا بتدريس الموسيقى في عدة مدارس ومعاهد في الكويت ومصر، كما شاركوا بالعزف مع أكبر فرق أوركسترا حول العالم، مثل مصر، الصين، ألمانيا، فنلندا، الكويت، عمان، فرنسا، وانكلترا.
على صعيد حفلات المهرجان ما زالت تنتظر عرض فرقة أردنية وآخر لفرقة تونسية وفيلم إيراني للمخرج أصغر فرهادي، بينما تحيي حفل الختام الأردنية نداء شرارة.