الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

رحل شيخ الشيمة والمروءة متعب محروت بن هذال

Time
الأحد 30 يوليو 2023
View
53
السياسة
أحمد بن برجس

رحل ابو اورنس، الشيخ متعب بن محروت بن فهد البيك بن عبدالمحسن بن هذال، شيخ مشايخ عنزة، الرجل الذي اتصف بالهدوء والحكمة تبوأ مكانة عالية بين قبيلته وقبائل العرب الاخرى، وبين رؤساء وملوك وامراء الدول العربية لما لشخصيته المتميزة من حضور وابهة، ذات بعد تاريخي وقبلي مميزعندما تراه ترى به انفة البدوي، وشموخ المشيخة النابعة من ارثه التاريخي العريق، فهو يحمل في نفسه الصفات الطيبة التي يتحلى بها الرجل البدوي الذي عركته الصحراء بشموخها واكسبته انفة وقوة بأس، وحكمة اضفت عليه الهيبة والوقار.
رحل متعب بن هذال هذا الانسان الذي عرف عنه الوفاء والشيمة والحمية، جاءت اليه، نسوة عدة من احدى قبائل العرب في العراق، ونصبن خيمة امام ديوانه في النخيب فبادر بالمجيء اليهن قبل ان يرسلن اليه، وقال بلهجة البدوي: "ابشرن بما جئتن اليه، ان كان بيدي فهو حاصل من الان، وان كان بيد غيري اطلبكن المهلة لاتدبر الامر". فقالت احداهن: "يا شيخ جئناك بعد ان استنفدنا كل الوسائل لانقاذ ابنائنا من الاعدام، ولم يتبق لنا من امل الا بالله وبفزعتك".
فالتفت الى احد مرافقيه فقال سجل اسماء عيالهن المساجين، واكرموهن، وانصرف من امامهن، وهو يفكر بالامر فاتصل بمكتب رئيس الجمهورية العراقية، وحدد له موعدا لمقابلته.
رحل متعب بن هذال الذي قابل الرئيس العراقي، انذاك، وجلس معه ربع ساعة، فسأله صدام حسين، اذا لك حاجه يا متعب ابشر بقضائها حالا، فقال اي والله لي حاجة، فقال صدام حاجتك وحاجة العنزي مقضية يا متعب، فاستدرك متعب قائلا والله يا طويل العمر ليتها لي او لعنزة، لكن الحاجة لمجموعة من ال فلان، واعرف حساسية الموضوع، لكن انا ابتليت بامهات المتهمين، نصبن خيمتهن قدام ديواني هذا لهم اسبوع وهم في وجهي، فقال صدام اللي في وجهك يا شيخ متعب في وجهي انا ابشر فقد عفيت عنهم حماية لوجهك، وانت تعلم بشاعة الجرم الذي ارتكبوه، يا شيخ متعب بشرهن بالعفو عن اولادهن وجميع المساجين من هذه القبيلة، وانت تعلم انهم محكومون بالاعدام، ولما وصل ذهب الى خيمة النساء وقال ابشركن بالعفو عن جميع اولادكن فارتفعت الزغاريد والدعاء للشيخ متعب الهذال.
رحل الشيخ متعب بن هذال الذي كان في زيارة للامير سلطان بن عبدالعزيز السعود، ولما دخل ديوان الامير لم يجد مكانا يجلس فيه فنهض رجل من الصف الاول المقابل لمجلس الامير، وقال له تفضل هنا، فجلس الشيخ متعب مكان هذا الرجل الشهم، وبعد اذان المغرب امسك الامير سلطان بيد الشيخ متعب بن هذال داعيا الكل الى العشاء، فقال الشيخ متعب طال عمرك في هذا المجلس رجل عمل لي معروفا، ولا اعرف اسمه، فقال الامير سنقف عند الباب وطالع الموجودين، واذا شفته ابلغني فقال الشيخ متعب هذا هو، فنظر الامير وقال هذا ماجد بن عبدالرحمن الدويش، فقال الامير يا ماجد حياك معي يبيك الشيخ متعب، فساروا جميعا الى المائدة، وبعد انتهائهم من العشاء انزوى الشيخ متعب بالشيخ ماجد الدويش واخرج كرتا واعطاه لماجد، وقال ادعوك لزيارتي في العراق وسلم عليه، وعلى الامير سلطان وغادر الى بلده.
رحل الشيخ متعب بن هذال وحدثني صعفق بن حاكم بن مشل الدويش انه بعد مضي عام كامل جاء رجل مطيري الى ماجد الدويش نحو الساعة الثالثة فجرا، وهو يصيح ويبكي فقال له ماجد ما بك فقال ولدي مسافر الى العراق، ومهرب عملة وتهريب العملة يعاقب بالاعدام، فهدأ روعه، وفي الصباح اعطاه الشيخ ماجد الدويش رسالة، ومعها كرت الشيخ متعب بن هذال، فقال اذهب والشيخ بعون الله سيتدبر الامر، فذهب المطيري واعطى الرسالة الى الشيخ متعب الذي رحب به وبصاحب الرسالة، وبعد ثلاثة ايام افرج عن ولد المطيري المتهم بالتهريب، فقال الشيخ متعب سلم على الشيخ ماجد الدويش، وابلغه ان العفو عن ولدك ما تسد بجمالته في مجلس الامير سلطان بن عبدالعزيز.
رحل شيخ الشيمة والمروءة متعب بن محروت بن فهد البيك بن عبدالمحسن بن هذال شيخ مشايخ عنزة، عليه رحمة الله الواسعة.
عظم الله اجر ال هذال كلهم، واجر ابنائه واخوانه، واهله ومعارفه واصدقائه، وعظم الله اجر قبيلة عنزة في الوطن العربي.
غفر الله لمتعب بن هذال.

عضو معهد المؤرخين البريطاني

[email protected]
آخر الأخبار