تنظم وزارة الثقافة السعودية، في المتحف الوطني بالعاصمة الرياض، معرض "رحلة الكتابة والخط" الذي يستمر حتى منتصف أغسطس المقبل لتسليط الضوء على جذور اللغة العربية وتطور فن الخط العربي، تزامناً مع الاحتفاء بعام الخط العربي.وحول المعرض، قال الخطاط العراقي عبدالغني العاني "المعرض يجسّد حالة فنية مغايرة وفريدة ورائعة، تسهم في إبراز الثقافة والحضارة الإسلامية بطريقة إبداعية وشاملة".وأضاف إن أعماله التي تعرض ضمن صالة خاصة، مزجت عدة أنواع من خطوط، مثل الديواني والكوفي المعاصر، وكوفي المصحف، والثلث.وأكد أن المعرض جمع مراحل تطور تاريخ الخط التي عرفتها الحضارة العربية منذ القدم، مشيراً إلى أن "الخط العربي هو فن العرب الأول بلا منازع، وذلك منذ أكثر من 16 قرناً لم يقف خلالها عن التطور".وأشاد بشمولية المعرض في جمعه للفنون القديمة مع نظيرتها الحديثة بما لا يتعارض مع أصالته وعراقته.كذلك، قدّم الخطاط العاني في لوحاته المختلفة، عمقاً ومضموناً عربياً متفرداً، كالآيات القرآنية، والأمثال العربية، وباقة من الأبيات الشعرية، كمعلّقة عنترة بن شداد، وأبيات للمتنبي، وابن الرومي، وإيليا أبوماضي، وجبران خليل جبران، وغيرهم.ويقام المعرض على مساحة 1500 متر مربع ويقدم رحلة متكاملة لمسيرة الخط العربي وأساتذته الكبار على مدى تاريخ الحضارة العربية، منذ نشأة الكتابة قبل قرابة 1700 سنة في شبه الجزيرة العربية.ويغطي المعرض التطبيقات الحديثة لفن الخط العربي في الأزياء والتصميم والذكاء الاصطناعي ، ويتضمن خمس مراحل تشمل جذور الكتابة العربية، وفن الخط، وأساتذة الخط، إضافة إلى الخط والتصميم المعاصر، ولقاء بين الخط والذكاء الاصطناعي.ويقدم المعرض للزوار من خلال هذه المراحل تاريخ الكتابات المختلفة التي تم استخدامها قبل اعتماد اللغة العربية في شبه الجزيرة العربية، والاطلاع على اللوحات والعتبات المنقوشة بالخطوط الدادانية والنبطية، وصور النقوش التي التقطها المصور الشهير روبرت بوليدوري في محافظة العُلا.ويحتوي المعرض على واحدة من أقدم صفحات القرآن الكريم التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني الهجري "الثامن الميلادي" إلى جانب مجموعة مختارة من المنشورات والصفائح القرآنية بما في ذلك المصحف الأزرق ومصحف المدينة.كما يعرض مخطوطة مصممة بالذكاء الاصطناعي تقدمها مجموعة "أوبفيوس" المؤلفة من باحثين وفنانين فرنسيين.
ويضم المعرض بين جنباته قسماً فريداً لأساتذة الخط العربي السعوديين والعالميين، مثل أحمد فارس رزق، وأيمن حسن، وبوبكر صادق، وتاج السر الحسن، وجاسم معراج الفيلكاوي، وغيرهم.إلى ذلك، خصصت وزارة الثقافة في قسم أساتذة الخط العربي صالةً تضم 31 عرضاً من آلاف الخطوط التي أنتجها وريث مدرسة بغداد التي تأسست في القرن الثالث الهجري "العاشر الميلادي"، الشاعر والخطاط العراقي عبدالغني العاني، المولود عام 1937، والذي يعد أحد أساتذة الخط المعاصر وحاصل على جائزة اليونسكو - الشارقة للثقافة العربية لعام 2009.

مخطوطات

الخط العربي

الخط العربي

جانب من المعرض (واس)