الأولى
رحمة النائب العام... وجهٌ آخر للعدالة
الأحد 07 أغسطس 2022
5
السياسة
الصفران يفتح بابه لرفع الظلم عن كل مظلوم والتحقيق في القضايا والبلاغات المحفوظة"السياسة" ـ خاص:رفرفت أجنحة الرحمة الوارفة بأبهى صورها ومعانيها لتنشر السعادة في بيت من بيوت الكويت ويعود الضوء إليه بعد ظلام دامس، فأسبلت الأم الملتاعة دموع الفرح، إذ أمسى فؤادها خاليا إلا من حب أبنائها وزوجها، وطفقت تئن من هواجس الفرقة وعذاباتها، ووحشة الإبعاد عن وطن تزوجت فيه وأنجبت على أرضه، لكنها لم تستسلم لليأس رغم فشل كل المساعي لإنقاذها من براثن العذاب، صمدت، ودعت الله بكل حرارة، حتى لاحت بشائر النور وعمَّ الفرح جميع أفراد الأسرة، وعادت البسمة إلى وجوههم بعد سنين بائسة.الفقرة السابقة ليست قطعة أدبية منسوجة بإحساس رقيق، وليست رواية أو قصة قصيرة من نسج خيال، بل إنها واقع بيننا، اختطته يد النائب العام المستشار سعد الصفران، الذي اجتمعت فيه صفات العدل مع الحكمة والرحمة، فالعدالة لا تكتمل صورتها دون أن تكون عدالة رحيمة.المرأة وافدة، تزوجت كويتيا، وأنجبت منه أبناء وأحفادا، قادتها الظروف لتسجن فترة من الزمن، حتى شملتها المكرمة الأميرية بالعفو الذي شهدته الكويت في الفترة الأخيرة، وبحسب القانون حولت إلى سجن الإبعاد، حالها مثل أي حال وافد يستوجب الحكم عليه بالإبعاد، فهب الزوج والأبناء في كل اتجاه بحثا عن مخرج يمنع عنهم وعنها شرب الكأس المرَّة، فتغادر أمهم البلاد نهائيا وتبقى اللوعة تسلخ قلوبهم جميعا.بقيت الأم فترة طويلة في سجن الإبعاد، لعلَّ أمرا إنسانيا يحدث فينشلها مما هي فيه، إلى أنَّ قدر الله تعالى، وصلت القضية إلى أسماع المستشار الصفران، وكان القدر حليفها، فلم يقوَ الصفران على تحمل عاقبة المأساة، فأمر فورا بإخلاء سبيلها، إدراكا منه بأن الرحمة والعدالة خطان متوازيان لا يفترقان، يكمل أحدهما الآخر، وأن القانون في جوهره وباطنه الرحمة، لا العذاب.والأمر الذي يثلج الصدر، ويملأ النفس بهجة وحبورا، ما تناهى إلى آذان المحيطين بالمستشار الصفران؛ أنه قرر ألا يتوقف عند هذا الحد، بل سوف يشرع الأبواب كما هو دائما، ويعمل كل جهده للنظر في جميع القضايا ذات الشق الإنساني، ويسعى إلى فتح كل القضايا والبلاغات المحفوظة لدراستها من جديد، وهذا ما جعل النيابة العامة تتحول إلى ما يشبه خلية النحل، بهدف رفع الظلم عن كل مظلوم، فتكون الرحمة هي الوجه الآخر للعدالة، باعتبارها جزءا أصيلا لا ينفصل عن عمل ميزان العدالة، وعليه تقوم الأمم، وهذه الخطوة ليست غريبة عن المستشار والنائب العام سعد الصفوان، فتاريخه مليء بالعدل والرحمة، منذ أن تقلد مهامه، بل أبعد من ذلك بكثير، بل منذ أن كان محاميا أول، حيث انتهج من وقتها ولا يزال سياسة الباب المفتوح.وقد لهج قلب الأم ولسانها بالدعاء له ما أن وصلها الخبر، متمنية له الخير والفرح، وأن يكون دائما بالمكان الذي يليق به، قائلة: إن الكويت تبقى بخير ما دام العدل والرحمة صنوان.. وبهذا تنشر النيابة هيبتها، وتقدم نفسها خصما شريفا وإنسانا عادلا.