الأحد 15 يونيو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

رحمك الله يا رمزي صوفيا...رحم الله أياماً خلت من عمري

Time
الخميس 25 يونيو 2020
View
5
السياسة
بقلم- جمال خواجة:


رحل الأستاذ رمزي صوفيا بعد عمر زاخر بالأنشطة والرحلات والعلاقات الطيبة مع نجوم ومشاهير ومع أشخاص مغمورين.
وقد كان اسمي وشخصي ضمن العلاقات التي ارتبطت فوق دعامات مودة صادقة واحترام كبير وتعامل مهني مشرف مع رمزي صوفيا على مدى ناهز الثلاثة عقود ونيف. تعرّفت على الأستاذ رمزي صوفيا وأنا في مطلع شبابي وحياتي المهنية والطموحات الجبّارة تتقاذفني تارة نحو الشعور بأمل كبير في مستقبل وردي، وتارة برغبة قوية في تحدي الصعاب لتحويل الأمل إلى واقع معاش طيلة عمري وأعمار عائلتي الصغيرة والكبيرة.
وكان رمزي صوفيا ،رحمه الله، يتميز بسرعة تلمّسه للقرائح القادرة على العمل والعطاء في مجال سهل ممتنع هو التواصل والعلاقات العامة، فوجد في شخصي المتواضع ضالته المنشودة ليسند إلي على الفور مهمة نسج علاقات وتوطيدها لتكون جسرا موثوقا منه نحو التواصل التجاري والأدبي مع كبريات الشركات العاملة في مختلف مجالات الاقتصاد بالمغرب، كما كلّفني بدون أدنى تردد بترتيب لقاءات وربط تواصل تصاعدي الأثر مع كبار الشخصيات التي حظيت يومها بالتقائها والتعرّف عليها عن كثب.
وهكذا انطلق عملي مع الأستاذ رمزي صوفيا في دار "السياسة" الكويتية الغرّاء التي كان الراحل يشغل يومها منصب مدير إقليمي لها في المغرب.
وفي منتصف سنة 1987، تم فتح مكتب الطبعة الدولية للجريدة في المغرب ليتم إسناد نفس المهام لشخصي وبشكل رسمي، حيث خصص لي الراحل رمزي صوفيا مكتبا قريبا من مكتبه الخاص لينطلق منذ يومها في استشارتي وأخذ رأي في كل شاردة وواردة، كان المكتب بصدد إنجاز أولى الخطوات المتعلقة بها.
وبعد سنوات تم إغلاق مكتب الجريدة الذي كانت تعتبر أول مطبوعة حداثية سابقة لعصرها وأول جريدة صدرت بالألوان في المملكة المغربية.
وعلى مدى العقود الموالية ظلت علاقتي مع الراحل رمزي صوفيا متميزة باحترام متبادل وتقدير ومودة كبيرين حيث كنت مواظبا على الاتصال به والاطمئنان على أحواله وكان بدوره لا يتوقف عن التواصل معي والدعاء لي بالخير حيث كانت شهاداته الطيبة في حقي تبلغني على ألسنة كل من كانوا يلتقونه من معارفنا المشتركين.
وعندما أصيب بسرطان الرئة في سنة 2013 كنت من أوائل الذين اتصلوا به فبادرني سائلا عن جريدة "السياسة" وداعيا بالخير للأستاذ أحمد عبد العزيز الجار الله.
وشاء الله أن يعيش السنوات السبع الأخيرة من عمره على إيقاع المرض الفتاك الذي ظل ينهش جسده وهو يكابد آلامه ويعلن التحدي في وجه المرض العضال بالاستمرار في عمله الذي عشقه حتى الثمالة ،ألا وهو الصحافة، حيث ظل عموده الأسبوعي على صفحات جريدة "الأسبوع الصحفي" موعدا جميلا لعشاق الأخبار والأسرار الخفية لنجوم ومشاهير الأمس مع تفاصيل يجهلها الكثيرون.
وظل الأستاذ رمزي وفي مطلع كل يوم جمعة يتصل بي ليسألني عن رأيي في مقاله الجديد.
وعلى مدى العقود التي عاشها رمزي صوفيا، رحمه الله، في المغرب فقد ظل عنوانا كبيرا لعشق كبير حمله قلبه للمملكة المغربية وللشعب المغربي، حيث كان لا يتوقف عن تذكيري بكل أصدقائه القدامى والجدد وبذكرياته عن المسيرة الخضراء التي شارك فيها والتي كانت بوصلته نحو عشق المغرب والإعجاب الهائل بحكمة ملكه الراحل الحسن الثاني ،طيب الله ثراه، وبعد نظر وعدل ملكه الحالي محمد السادس نصره الله.
وهكذا أصدر مؤلفين عن الملك محمد السادس كان الأول تحت عنوان "محمد السادس الملك الأمل" في سنة 2001 والثاني تحت عنوان "محمد السادس ملك الإصلاح والتغيير" في سنة 2005.
كما سبق للراحل رمزي صوفيا أن أصدر مؤلفا فنيا مهما تحت عنوان "أيام مع النجوم" وجدد طبعته في المغرب من فرط اعتزازه بالرصيد الكبير لعلاقاته الفنية مع مشاهيرالأمس والتي عززتها الصور المنشورة في هذا المؤلف.
رحم الله الأستاذ رمزي. رحم الله ذكريات لا تنسى من رحلة عمري.


مكتب "السياسة" في المغرب



آخر الأخبار