رحيل أنطوانيت نجيب... "الأشجار تموت واقفة"

غيّب الموت صباح أمس الممثلة السورية الكبيرة أنطوانيت نجيب، عن عمر ناهز 92 عاماً بعد مسيرة حافلة بالنجاحات.
ونعت نقابة الفنانين فرع دمشق الراحلة، قائلة: "نوافيكم لاحقاً بموعد التشييع والدفن وموعد التعزية، إنّا لله وإنّا إليه راجعون، فليكن ذكرها مؤبداً". ثم أعلنت العائلة أن الدفن والتشييع في الثانية بعد الظهر على أن تقبل التعازي بعد الدفن في قاعة الكنيسة ثم تتقبل عائلتها التعازي يومي الجمعة والسبت القادمين في قاعة كنيسة الصليب في العاصمة دمشق.
وراجت شائعة وفاة أنطوانيت أكثر من مرّة، خصوصاً بعدما صرّحت بأنها تخضع لغسيل الكلى مرّتين أسبوعياً.
الراحلة من مواليد مدينة درعا، انضمت إلى نقابة الفنانين السوريين العام 1968 وعملت في المسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما، فراكمت رصيداً غنياً بالأدوار التي تميّزت بها، لا سيّما الأم الحنون والمرأة الطيبة البسيطة.
وسبق أن كشفت الفنانة الراحلة في لقاء أنها "بدأت مسيرتها الفنية سراً، كونها من عائلة محافظة، وعندما علم والدها بالأمر قام بضربها، وانها لا تزال تتذكر (الكف) الذي تلقته من والدها بعد علمه أنها أصبحت ممثلة".
اختارت الفنانة السورية الانطلاق من السينما، حيث شاركت العام 1973 في فيلمي "شقة الحب" و"امرأة حائرة"، لتشارك في نفس العام بالمسلسل الشهير "صح النوم".
وشاركت في 1976 بفيلم "الحب الحرام"، وابتعدت بعدها عن التمثيل ست سنوات، لتعود في 1982 من خلال مسلسل "السعد وعد".
لكن اكتفت أنطوانيت، في ثمانينات القرن الماضي بأعمال قليلة جدا، ليبدأ نشاطها الفني المكثف بداية من العام 1992 من خلال مسلسل "الشريد"، والسهرة التلفزيونية "تراب الزريعة".
وشهدت التسعينات حضورا لافتا لأنطوانيت نجيب بشخصيات عدة في أعمال سورية بارزة منها مسلسل "الخطوات الصعبة" و"الجوارح" و"إخوة التراب" و"أيام الغضب" و"المحكوم".
فيما لمع نجم الفنانة السورية، من خلال دور "نعيمة" في المسلسل، الذي حظي بجماهيرية عربية، "الفصول الأربعة". كما تميزت في مسلسل "حمام القيشاني" والمسلسل الشهير "مرايا".
واستمرت الفنانة الراحلة في إثبات حضورها الفني من خلال المسلسلات والأفلام والسهرات التلفزيونية. ورغم تجاوزها التسعين عاما ومعاناتها مع الكلى، إلا أن الفنانة أنطوانيت استمرت في حضورها هذا العام بمسلسل "ألم مستمر"، وفيلم "أب Fake"، الذي لا يزال قيد الإنتاج.
ولم تتوقف مسيرتها عند السينما والتلفزيون، بل حرصت على الحضور المسرحي، الذي لمع صيتها من خلاله في خمسينات القرن الماضي، بعد أدوار مسرحية بارزة منها "حط بالخرج" و"الأشجار تموت واقفة" و"سهرة مع أبوخليل القباني".
تزوجت الفنانة أنطوانيت، الفنان السوري يوسف شويري العام 1962، بعد قصة حب، لكنهما اضطرا للزواج دون موافقة عائلة شويري، لانتمائهما لدينين مختلفين.
واستمرت الفنانة السورية مع شويري، حتى وفاته العام 2005، لتبقى أرملة حتى آخر أيامها.