المحلية
رحيل المعلم الكبير
الأربعاء 18 مايو 2022
5
السياسة
برحيل المعلم الكبير، شوكت الحكيم، تودّع أسرة التحرير في "السياسة" قائداً ورائداً من ألمع الصحافيين بعد مسيرة مشرفة ومميزة.ثقافة عالية واطلاع واسع في مختلف المجالات، جعلا العمل معه ممتعاً، فالحديث في الشؤون اليومية عن العمل والنقاش الهادف وتطوير الأفكار بانفتاح وهدوء وعقلانية، ميزات أثرت بالجميع وجعلته قائداً وليس مديراً فقط.كثيراً ما يقابل المرء في مسيرته مديراً له في العمل، لكن "الحكيم" كان قائداً، ذا شخصية محببة وأسلوب راقٍ، ومكانة كبيرة لدى الجميع، كان اسماً على مسمى كان حكيما.في آخر لقاء لي معه بالأمس، لم يستطع الكلام، لكن إحساسي أن الوداع اقترب سيطر علي وأنا أرى زميلي مدير تحرير"عرب تايمز" يُقبل رأسه، وينظر إليه ثم ينظر إليَّ والدمعة تحجرت في مآقينا.طيلة فترة مرضه التي استمرت عاما وبضعة أشهر كنت على اتصال يومي معه، أنقل له أجواء العمل وخطتنا اليومية وأتزود بملاحظاته التي لم يبخل بها، مسترشدا بقيادته عن بعد ولم يرخ زمامها إلا حين دخل المستشفى آخر أيام رمضان.منذ اليوم الأول لمرضه ردد على مسامعي جملة "شبعان من عمري" وراضٍ عما حققته، لكننا لم نشبع بعد من خبرته، خسارة كبيرة رحيل الكبير، لكنه سيظل على الدوام حاضرا بكل تفاصيل حياتنا وعملنا، بما تركه لنا من إرث أخلاقي كبير، ومن بصمة ونهج في "السياسة" يصعب تجاوزهما.رحم الله الفقيد العزيز شوكت الحكيم، وأحر التعازي إلى عائلته الكريمة، وكل زملائه وأصدقائه ومحبيه.فيصل ياسر المتني