رحيل دميثير... "ضمير المظلومين" و"السياسة" تُعزي أسرته و ذويه

بعد مسيرة طويلة وحافلة، غَيَّبَ الموتُ، أمس، عضو مجلس الأمة السابق خلف دميثير العنزي عن عمر ناهز 76 عاماً، إثر صراع مع المرض.
دميثير من مواليد 1946، وهو أكثر النواب حصولاً على عضوية مجلس الأمة، فخلال الفترة من 1981 وحتى 2020، كان عضواً في اثني عشر مجلساً، وخسر مرتين فقط في انتخابات 2012 و2020.
كان "أبو مشعل" -رحمه الله- يكره الشعارات ولا يحب التصنيفات السياسية، ويفضل أن يوضع في خانة "المستقلين"، همُّهُ أن يكون صوتاً معبراً عن هموم ناخبيه ودائرته، و"خادما" لهم، فعنده أن أبناء المنطقة هم غالباً على حق، يؤيد ما يرضيهم ويرفض ما يسيء إليهم، يقف في النقطة التي تجمع مصالحهم ويفترق عن الآخرين في النقطة التي تبعدهم منه أي لمصلحة ناخبيه.
وصف بأنه "ضمير المظلومين" فهو دائماً مع محدودي الدخل والبسطاء، و"صوت من لا صوت لهم"، لذلك ليس غريباً أن يكون رئيساً لجمعية الصم والبكم.
عرف "أبو مشعل" بطيبة القلب ونقاء السريرة، وخفة الظل، وحفلت الجلسات، واجتماعات اللجان بالكثير من مواقفه الطريفة وأحاديثه المازحة، لم يخض يوماً صراعاً ضد أحد ولم يكن طرفاً في خلاف مع احد.
تنوعت الدوائر الانتخابية التي ترشح فيها دميثير مع التغييرات التي كانت تطرأ من حين إلى آخر على النظام الانتخابي، فترشح عن الدائرة الثامنة عشرة حين كانت الكويت موزعة الى 25 دائرة انتخابية، ثم ترشح عن الدائرة الثانية مع اعتماد الدوائر الخمس، وفاز فيها جميعاً باستثناء اقتراعي 2012 و2020 كما سبقت الاشارة.
أعلن تضامنه مع المواطن اللبناني الذي قام بحرق نفسه، حيث قرر تقديم مساعدة مالية لعائلة جورج زريق بسبب أوضاعه الاقتصادية الصعبة، ثم أعلن التبرع بـ10 آلاف دولار إلى جانب تخصيصه معاشاً شهرياً لعائلة الضحية.
يعدُّ دميثير من أوائل الذين طالبوا بإسقاط قروض المواطنين، وكان أحد المدافعين عن حقوق المتعثرين، وسعى حثيثاً لإنهاء معاناة غالبية الشعب الكويتي الذين يئنون من تبعات القروض، خصوصاً أن رواتبهم لم تعد تكفي لالتزاماتهم.
قال عقب ترشحه لانتخابات مجلس 2020: "كما اجتهدنا من أجل حماية مصالح الشعب طوال 40 سنة من العضوية، سنواصل العمل على الدوام من أجل الذود عن مصالح المواطنين وأموالهم وعدم المساس بحقوقهم المكتسبة في حال شرفوني بثقتهم وتمثيلهم في مجلس الأمة".
"السياسة" -التي آلمها المصاب- تتقدم من ذوي الفقيد بخالص التعازي، سائلين المولى -عز وجل- أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يُلهمهم الصبر والسلوان.