رحيل عبدالحميد القطان... رجل الخير والعطاء

فجعت الكويت مساء الخميس الماضي بخبر رحيل الحاج عبدالحميد علي القطان (بو أشرف) رجل الخير والعطاء عن عمر ناهز 87 عاما بعد رحلة عطاء طويلة في عالم التجارة امتدت 73 عاما.
رحل العم ابو اشرف الرجل المكافح الذي بدأ حياته من الصفر حتى أصبح من كبار رجال الأعمال والاقتصاد.. سيرته العطرة تفوح بكل أرجاء الوطن، الفقير والغني يترحمون عليه، له أياد بيضاء لا تعد ولا تحصى، كريم، حليم، ذو شخصية اعتبارية وكاريزما قوية، ومحاور قوي لدرجة يذهل من يحاوره، أحلامه لا تعد ولا تحصى، قوة شخصيته في تواضعه.
وقد ولد رجل الاعمال عبدالحميد علي القطان عام 1935 في منطقة شرق ونشأ في أجواء عائلية ملتزمة دينياً حيث حرص والده على تربيته على الاخلاق والقيم الاسلامية الكريمة وقد: درس في المدرستين المباركية والأحمدية، بدأ مشواره ولما يزل غضا يافعا في سن 14 عاما بعد رحيل اخيه الاكبر معيل العائلة حيث اضطر الى العمل نهاراً واستكمال دراسته مساءً ليبدأ الفتى العصامي مشوار حياته ليشق طريقه في عالم التجارة من الصفر.
وانخرط الفتى القطان بالتجارة وعرف عنه الجدية والمثابرة وكان لا يشغله عن عمله التجاري شاغل من متع الحياة الدنيا ليعاني في بدايات حياته مواجهاً ظروف ومعترك الحياة الصعبة مواصلاً العمل بالنهار والدراسة بالمساء، واستطاع بفضل امانته وكفاءته ان يحصل على ثقة كبار التجار فوقفوا بجانبه وساعدوه الى ان اصبح تاجراً مرموقا، فكان يتعامل بحذر في جميع معاملاته التجارية، التي حرص فيها على ألا يخالطها الربا، فيكتب الله له البركة والنماء في تجارته ليثني عليه كبار تجار الكويت.
واسس عبدالحميد القطان منظومة تجارية رائعة العطاء بالكويت سرعان ما اتسعت اركانها وفروعها لتشمل اسواقاً تجارية في مناطق الكويت امتداداً الى السعودية وقطر والبحرين ودبي، في وقت كانت موانئ الكويت تشهد انتعاشاً وفورة اقتصاديةً متسارعة، فكان يبيع بالدين على تجار الخليج والمنطقة يسبقه شعاره في تعاملاته القائمة على الامانة والشرف والمصداقية، ليسجل اسمه في قائمة مسيرة التجارة الكويتية كأول من استورد البطانيات والمفروشات في الكويت والشرق الاوسط.
وذاع صيته كوكيل لماركات عالمية عرفت باسمه شخصياً ضمن سلسلة ما تقدمه محلات دنيا عبدالحميد القطان.. لتكون احد المزودين والممولين الرئيسين من خلال توفير البطانيات واكسسوارات جميع المفروشات لمرافق الكويت والمنطقة ومناقصات الوزارات.
و"السياسة" تتوجه بأحَر التعازي القلبية والمواساة الى اسرته وعائلة القطان واهل الكويت الكرام،داعين المولى عز وجل ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جنانه وان يلهم اهله وآله وذويه جميل الصبر والسلوان، و"إنا لله وإنا إليه راجعون".