الاثنين 23 سبتمبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى   /   الفنية

رحيل عبدالكريم عبدالقادر آن الأوان ... "وداعية" يا وطن النهار

Time
السبت 13 مايو 2023
View
9
السياسة
كتب - فالح العنزي:

خلقنا ونحن نعلم بأن أقدارنا مكتوبة في لوح محفوظ، لا نستطيع جعل عقارب الساعة تدور عكس الزمن، ألم الفقد موجع لكنها مشيئة الله وكلمته عندما يصطفي من بين عباده الأخيار.
وداعا "بو خالد" وطن النهار، الصوت الجريح، اعترفلك، محال، غريب، وداعية، الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر، نم قرير العين فأنت في أمان الله.
فجعت الكويت في ساعة متأخرة من ليل الجمعة برحيل الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر، ليسدل الستار على مسيرة واحد من أعظم المطربين العرب، حمل لواء الأغنية الكويتية والخليجية لأكثر من ستين عاما، رحل "وطن النهار" ولسان حاله يسأل "منو فينا اللي يتأثر"، بلاشك يا "ابو خالد" نحن من سيتأثر، سيظل مكانك خاليا، شاغرا، لا يمكن لأي مطرب أن يملأه، انتقلت إلى الرفيق الأعلى، خطفك الموت ولم يمهلك حتى "وداعية" تودع بها جمهورك، هي اللحظة التي يقول فيها القدر كلمته ولا رجعة عنها.
ربط الفنان عبدالكريم عبدالقادر، في قلوبنا الحزن والحب، فلا نحصل على أحدهما دون الآخر، في بعض لحظات الحياة لا توجد كلمات للتعبير عما نشعر به، فالأمر صدمة ويؤلم بشدة، مسيرة عطاء لا تنتهي، من أين نبدأ الحديث عنها، عشرات الأعمال الخالدة التي تصنف من الأرشيف والفلكلور مثل "غريب"، "أعترفلك"، "تأخرتي"، "باختصار"، ثم ألبوم "وين مرساك"، "وداعية"، "آن الأوان"، "الحبيبة"، "راجع"، "شخبارك"، "ودعتها"، "وينك"، "من بين الناس"، "ورسالة من امرأة"، ألبوم "بسيطة"، ويظل الكتاب مفتوحا لان مسيرة الفنان عبدالكريم عبدالقادر لا يمكن حصرها في دفتر وصفحات.

مسيرة حافلة
ولد الفنان عبدالكريم عبدالقادر، العام 1941، عمل موظفا بوزارة الداخلية، ثم نقل خدماته إلى وزارة الإعلام - قسم الموسيقى إلى أن تقاعد. تزوج العام 1967، ولديه خمسة أولاد، هم خلود، إيمان، خالد، محمد، فيصل.
كان لطفولته بمعاناتها وظروفها، تأثيرها في كل مراحل حياته الفنية، ولأن صوته جميل ولديه حس فني، تبناه أكثر من ملحن ومؤلف كانوا وراء معرفة الجمهور به، من هؤلاء الفنان يوسف المهنا، الذي لحن له أغنية دينية بعنوان "شوقي سعى إلى المدينة".
من الأغنيات التي قدّمها الفنان الراحل في بداية حياته ولاقت استحسانا أغنية "تكون ظالم"، كلمات محمد محروس وعبدالرحمن البعيجان و"سرى الليل يا قمرنا"، كلمات الدكتور عبدالله العتيبي وألحان أحمد باقر، كانت بداية الملحن مصطفى العوضي مرتبطة بالفنان عبدالقادر، حيث لحّن له أغنية "خليك معاي في الراي"، وهي المحاولة الأولى له في دنيا التلحين، غناها عبدالكريم ولاقت استحسانا كبيرا من الجمهور، وهي من كلمات الشاعر مبارك الحديبي، بعد النجاح الذي حققته تلك الأغنية جدّد الثنائي تعاونهما في أغنية قدماها بداية السبعينات، من كلمات الشاعر يوسف ناصر بعنوان "آه يا الأسمر يا زين"، صوِّرت في استديوهات التلفزيون. كذلك قُدمت في مجموعة من الجلسات الشعبية التلفزيونية، ولم تغب عن الحفلات التي كان يشارك فيها عبدالقادر، خلال الأعياد الوطنية والمناسبات الرياضية وغيرها، واستمرت مرافقة لمسيرته الفنية حتى نهاية السبعينات.

"جمر الوداع"
كانت بدايته مع الموشحات الدينية، حيث تعاون مع الملحن عبدالرحمن البعيجان والملحن الدكتور عبدالرب إدريس في الكثير من مراحل حياته الفنية كذلك تعاون مع الفنان طلال مداح في العديد من أعماله المميزة مثل ألبوم "شفتك".
حصل الفنان الكبير على العديد من الجوائز من ضمنها جائزة الاسطوانة البرونزية عن ثالث أفضل أغنية وهي "جمر الوداع" في مهرجان القاهرة الغنائي في التسعينات، وجائزة أفضل أغنية عن "شخبارك" في مهرجان القاهرة الغنائي العام 1998.
أصدر عبدالقادر، العام 1994 ألبوم "شفتك" والذي تميز بتجربة التواصل مع وجوه جديدة من المبدعين الشعراء والملحنين، حظي ذلك الألبوم برعاية خاصة، حيث تعاون من خلاله مع عدد من الشعراء البارزين من بينهم الأمير خالد الفيصل "دايم السيف"، الأمير فهد بن خالد الأمير سعود بن بندر، مبارك الحديبي، الأمير محمد بن عبدالله الفيصل.
كما طرح ألبوم "الحنين"، ومن الأغنيات التي تضمنها "ليل الدجى" كلمات الأمير فيصل بن سلطان وألحان خالد عبدالكريم، و"من بعد الغربة"، كتبها الفيصل ولحنها خالد عبدالكريم.
صدر العام 1995 ألبوم آخر لعبدالقادر بعنوان "آن الأوان" بعد عام ونصف من التحضير والجهد الفني المتواصل متضمناً: "من قال أنا ما أبيك"، كلمات عبداللطيف البناي وألحان أنور عبدالله، سامرية "حسين الوصايف" كلمات خالد البذال وألحان سليمان الملا، "يا ماخذ الأيام"، كلمات ساهر، "البارحة" كلمات مبارك الحديبي وألحان طلال مداح، "العمر الجديد" كلمات بدر بورسلي وألحان د.عبدالرب إدريس.
طرح عبدالقادر، العام 1998 ألبوماً جمع نخبة من الكتاب والملحنين، من بينهم الشاعر الغنائي بدر بورسلي وعبداللطيف البناي وساهر، كذلك استقطب عددا من الملحنين الشباب مثل مشعل العروج، طارق العوضي، بالإضافة إلى صالح يسلم، الذي لحّن "وقت التسامح" و"تغيرتوا".
وقد توالت الألبومات الناجحة خلال مشواره الفني حتى أنه كان في بعض السنوات يصدر ألبومين أو أكثر نظرا لتهافت شركات الإنتاج والشعراء والملحنين على صوته الذي يتسم بميزات متفردة. شهدت فترة السبعينات تعاونا مثمرا بين عبدالكريم والشاعر بدر بورسلي والملحن د.عبد الرب إدريس، وكان نتائجه أغنيات جميلة منها: "تأخرتي"، كذلك قدّم الثلاثي أغنيتين هما "باختصار" و"زوار".
كما قدموا أغنيتي "أعترفلك"، و"غريب" التي فكر عبد القادر، في إعادة تقديمها بتوزيع وتصوير تلفزيوني جديدين لأنها ما زالت مطلوبة من الجمهور.
وبينما نحزن على فقدان الأب والأخ الكبير والمعلم "بوخالد" يفرح آخرين بلقائه من وراء الحجاب، فالحزن جزءان، الأول هو الخسارة والثاني هو إعادة الذكريات مع ما قدمه للأغنية الكويتية.. بوخالد لا يوجد كلمة وداع بيننا، أينما كنت، ستكون دائما في قلوبنا.
آخر الأخبار