"رسائل صينية"... المدنية الشرقية نظام متكامل من المجتمع والأسرة والفرد

أصدرت الهيئة المصرية العامة كتاب "رسائل صينية للكاتب الانكليزي المعاصر" لويس ديكنسن، ترجمة سهير القلماوي. وجاء في الكتاب "ظل اتصال الغرب بالشرق في العصور الوسطى اتصال تجارة قلما يتعدى ذلك إلى ما يمكن أن يكون بينهما من صلات، حتى كان عصر الحروب الصليبية فبدأ الغرب يتطلع إلى ما قد ظل طويلا في أيدي الشرق من نفوذ وسلطان ومال".
ولقد كتب الكتّاب كثيرا عن الشرق مبهورين وواصفين وناقدين إلى أن تنبهوا إلى أن وراء تلك العجائب علوم وفنون وحضارة تستحق الوقوف عندها رغم ما قد أسدل عليه من أستار.
وهذه الرسائل من هذا النوع من الأدب قد سار الزمن بصاحبها حتى عصرنا هذا، ومؤلف هذه الرسائل رغم أنه انكليزي إلا أنه أخرجها على لسان رجل صيني. وكتابه هذا يختلف عن كتابيه الآخرين فالكتاب لا يتعرض إلى نظم السياسة وفكرة الحكم بقدر ما يتعرض إلى المدنية الشرقية أو الصينية بالذات كوحدة كاملة تشمل نظام المجتمع والأسرة والفرد. وهو هنا يقارن في صراحة بين ما عرف الصين من معنى الحياة فأسعدهم وماعرف الغرب من معناها فاتعسهم، ولقد سماها رسائل جون الرجل الصيني ونشرها من دون إمضاء ليخيل إلى القارئ أن كاتبها رجل صيني بالفعل، وصدقه القراء في هذا الزعم، ولما أعاد طباعتها باسمه لم تفقد بهجتها.