الأخيرة
رسالة المسجد
الثلاثاء 29 نوفمبر 2022
5
السياسة
طلال السعيدبعد هذه النفضة المستحقة لوزارة الاوقاف، وخروج اسماء كان من شبه المستحيل اخراجها من هذه الوزارة، لانها وببساطة شديدة، كانت تحكم القبضة على الوزارة بدعم من احزاب نافذة، تعرف ان من مصلحتها استمرار الوضع على ماهو عليه، ألم يئن الاوان لمن تسلم مسؤولية هذه الوزارة ان يكشف المستور، ويضع جميع الملفات التي كانت مخفية فوق الطاولة ليطلع عليها كبار المسؤولين، خصوصا في مجلس الوزراء، ويتخذوا القرارات المناسبة بشأنها؟ فهذه الوزارة بالذات بحاجة ماسة الى انتفاضة حقيقية تعيدها الى جادة الصواب، وتحقق رسالة المسجد التي لم يعد لها وجود، فقد اختفت تماما بعد ان سيطرت الاحزاب على الوزارة، حتى اصبحت في خدمة الحزب، والحزب في خدمة التنظيم العالمي، واختفت الروح الوطنية، مع شديد الاسف!في الاساطير يقال ان احدهم يملك دجاجة تبيض ذهبا، ولم نكن نعتقد ان هذا الامر صحيح حتى رأينا مواضيع التنفيع الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار في وزارة "الاوقاف"، حتى في المحاضرات والدروس الدينية، والخواطر التي تلقى في المساجد، والمشاركة في الاعلام. والمؤسف ان بيض الذهب يذهب الى متنفذين فيها، وحزبيين، ويحرم منه المستحق، وكل هذا على حساب رسالة المسجد التي اختفت ليحل محلها التنفيع بشتى انواعه. هناك عقود كثيرة تحتاج الى اعادة النظر فيها من اجل المصلحة العامة، حتى طباعة المصاحف، او ما يسمى "مصحف الكويت" تتم بورق خفيف جدا، ما ان تقلب صفحة المصحف الا وخرجت بيدك، وامور اخرى كثيرة وكبيرة يتم فيها التلاعب، بعيدا عن المصلحة العامة، ولسنوات طويلة، واذا تكلم احد عنها، قالوا هذا معاد للدين، واطلقوا عليه صفات كثيرة، اهونها الليبرالية. فلا احد يجرؤ على الكلام عن المسجد، لكي لا يدخل بمعاداة الدين، حتى الامام الوافد الذي لا يحضرني جميع الصلوات ممنوع الكلام عنه، لانهم اقنعونا ان العمل في المساجد خالص لوجه الله تعالى، ولا يجوز التدقيق عليه، بينما واقع الحال يقول عكس ذلك تماما، فالعبث على اشده ورائحة الفساد تزكم الانوف!ويتبع "الاوقاف" الوقف وما ادراك ما الوقف، فادارته وحدها تحتاج الى اكثر من وقفة معها، تعيدها الى مهمتها الاساسية، وتبعد عنها ايادي العبث، وللعلم نحن لا نعمم، فهناك بالتأكيد من يخاف الله بنفسه، وعمله ووطنه، لكن الخطأ اكثر من الصواب.نحن نعلم حساسية هذا الموضوع، ونعلم ايضا انهم يحفظون من الاحاديث الشريفة والقرآن الكريم اكثر بكثير مما نحفظه نحن، لكن هذا لا يمنعنا من الكلام، ومهما تكلمنا لن نكون اكثر اطلاعا من العاملين في الوزارة نفسها والمطلعين على خفايا الامور، والذين يجب ان يتحمل كل منهم مسؤوليته الوطنية ويكشف المستور من اجل الصالح العام... زين.