رعاية الإرهاب!

طلال السعيد

أميركا العظمى لم تستطع حماية نفسها من الإرهاب الذي نما وترعرع على اراضيها، وهاهو الارهاب في كل يوم يضرب جزءا منها، وآخرها ولاية اوهايو تسعة قتلى و19مصابا جراء إطلاق النار عليهم، ثم يتنقل الإرهاب عندهم من مكان الى مكان، وهم عاجزون عن السيطرة عليه، او حتى تجفيف منابعه، داخل اميركا نفسها، وليس خارجها، واذا ثبت عجزهم عن مكافحة الاٍرهاب اتهموا دول الخليج برعايته، اوحتى تصديره اليهم، بعد ان ثبت للعالم كله انهم عاجزون عن مكافحته، او القضاء عليه، او حتى حماية بلادهم وانفسهم منه!
حين امر الملك سلمان بالضربة الاولى على اليمن، كان الإرهاب على حدود المملكة العربية السعودية، ولو ترك في ذلك الوقت لاصبحت كلفة إخراجه من السعودية تفوق كلفة الحرب الحالية عشر مرات، الا ان الحزم وقوة اتخاذ القرار الصعب، نقلا المعركة الى داخل الحدود اليمنية، وليس على الأراضي السعودية، وهذا يحسب للقيادة السعودية، فحسن تقدير الموقف امر مهم عند اتخاذ قرار حرب، وقد يكون صعبا جدا حسم معارك اليمن، الاّ ان السعودية نجحت بإبعاد الاٍرهاب المدعوم من ايران عن أراضيها الى الداخل اليمني، الذي سيبقى يعاني من الاٍرهاب والإرهابيين، ما لم يحسم الشعب اليمني أمره، ويفوق من نوبة "القات"، وينتبه لبلده ليعيد اليمن سعيدا كما كان!
أميركا العظمى تعاني معاناة شديدة من الإرهاب داخل أراضيها، وتعجز عن مكافحته، وكلما ضرب الإرهاب ولاية من ولاياتها، لا تستطيع ان تتوقع ماهي الولاية المقبلة التي سوف يضربها، وفي دول الخليج منابع الإرهاب تحيط بنا من كل جانب، دول ترعى، ودول تصدر، ونحن بالمنتصف بين مطرقة الإرهاب وسندان حقوق الانسان والمنظمات الانسانية الاخرى، التي لا تعرف ما الذي يجري على ارض الواقع والله المستعان...زين.