الاقتصادية
رغم الانفراجة التجارية بين أميركا والصين... "هواوي" ما زالت خارج الاتفاقات
الثلاثاء 04 فبراير 2020
5
السياسة
وقعت الولايات المتحدة والصين على المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري منتصف يناير، وهو ما اعتبره مراقبون بمثابة هدنة بعد تصعيد وتوترات استمرت على مدار أشهر طويلة، لكن لماذا لا يزال الأمر مختلفاً بالنسبة لشركة التكنولوجيا الصينية "هواوي"؟أحرزت "هواوي" تقدماً كبيراً في تطوير شبكة اتصالات الجيل الخامس "5G" واستعانت بها العديد من الدول حول العالم لدمج هذه التكنولوجيا الواعدة في قطاعاتها، لكن ذلك لم يرض واشنطن التي تضغط على حلفائها كي يغلقوا هذا الملف، فماذا وراء هذه الضغوط؟تحدث مسؤولون أميركيون علانية عن التهديدات التي تشكلها "هواوي"، فبعيدا عن السباق التكنولوجي المحموم بين عمالقة قطاع الاتصالات حول العالم، ترى واشنطن أن الشركة الصينية على علاقة بأجهزة ووكالات استخباراتية حكومية في بكين. إن "هواوي" متهمة باستغلال معداتها التكنولوجية وأنشطتها في مختلف الدول خصوصا الغربية منها في التجسس على الحكومات والأفراد والمؤسسات ونقل ما تحصل عليه من معلومات إلى الأجهزة الحكومية الصينية. يرى محللون أنه من الصعب استثناء "هواوي" من معادلة التجسس في ظل التاريخ الطويل للشركات الصينية من عمليات القرصنة والاختراق .هناك انقسام داخل الإدارة الأميركية بشأن "هواوي"، ففريق يرى ضرورة السماح لها بالتنافس في المعترك التكنولوجي مع الشركات المحلية والعالمية، وفريق آخر يرى ضرورة حظر أنشطتها ووقف تعامل الشركات الأميركية معها. ربما تكون اميركا وغيرها من الدول مبالغة بشأن تهديدات "هواوي" ومخاطرها الأمنية والسيبرانية، لكن توجد دول أخرى بدأت تبدي مرونة في التعامل مع الشركة الصينية. أن العديد من الدول في الغرب تريد تكنولوجيا "هواوي" بالفعل وتخشى من عدم اللحاق بركب السباق في هذا المجال، لكنها الضغوط الأميركية والمخاوف بشأن تهديداتها الأمنية المحتملة تحول دون التوسع في ذلك.