الاثنين 15 ديسمبر 2025
16°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

رفض سني واسع لتهديدات "حزب الله" بفرض حكومة دياب في لبنان

Time
الاثنين 30 ديسمبر 2019
السياسة
مغامرة كبيرة الاستهتار بموقف طائفة بالنظر إلى تداعياته الخطيرة والسير بتشكيلة اللون الواحد لن يفتح باب الدعم المالي للبنان

ديبلوماسي أوروبي: على "لعهد" أن يتعامل بكثير من الحكمة في مسألة تشكيل الحكومة لكي تكون مُعبِّرة عن تطلعات كل اللبنانيين



بيروت ـ "السياسة":

على وقع تصاعد الغضب السني على تهميش "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، لرأي قيادات الطائفة السياسية والروحية، بتسمية حسان دياب رئيساً مكلفاً تشكيل الحكومة، توقفت أوساط سياسية أمام محاولات قادة "حزب الله" سلوك طريق التهديد، من خلال تحميل الرئيس سعد الحريري، ومن خلفه الفريق السني مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة، لإفشال مهمة دياب، عبر الضغط على شخصيات سنية والطلب منها عدم المشاركة بالحكومة، الأمر الذي من شأنه أن يؤخر ولادتها ويزيد حجم العراقيل أمام الرئيس المكلف.
وتحمل أوساط مقربة من رؤساء الحكومات السابقين "حزب الله" مسؤولية وصول الأمور إلى ما وصلت إليه، على صعيد اختيار رئيس حكومة لا يمثل طائفته، وهذا فيه اختلال كبير للتوازن الداخلي الطائفي والسياسي في البلد، مشددة ل"السياسة"، على أن تشكيل حكومة دون غطاء سني، والاستهتاربموقف طائفة، فيهما مغامرة كبيرة ستترك تداعياتها على الوضع الداخلي، لأن هذه الحكومة في حال تشكيلها لن يكتب لها الحياة، لأنها تفتقد الميثاقية المطلوبة، ولن تجد من يقف إلى جانبها ويمنحها الثقة والدعم المطلوبين، للقيام بالدور الملقى على عاتقها في المرحلة المقبلة.
وكشفت المعلومات المتوافرة لـ"السياسة"، أن سفير دولة أوروبية فاعلة، أسرّ لسياسيين لبنانيين، أن السير بحكومة من لون واحد، لن يفتح باب الدعم المالي للبنان، والذي هو بأمس الحاجة له، فيما المطلوب تأليف حكومة كفاءات مستقلة توحي بالثقة، لطمأنة الدول المانحة من أجل الإيفاء بتعهداتها لمساعدة لبنان، وهذا ما يفرض برأيه على العهد أن يتعامل بكثير من الحكمة في مسألة تشكيل الحكومة، لكي تكون معبرة عن تطلعات كل اللبنانيين.
وفيما نفى رئيس الحكومة المكلف، اطلاقه تصريحات أو مواقف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأنه، "لم يصدر عني أي موقف أو كلام، وأن كل ما يُنشر على بعض وسائل التواصل هو غير صحيح"، أشار منسق "التجمع من أجل السيادة" نوفل ضو، عبر "تويتر"، الى أنّ "حزب الله سيطر على رئاسة الجمهورية بعدما عطَّلَ مجلس النواب لسنتَيْن تحت شعار عون أو الفوضى!".
وقال: "اليوم يرفع حزب الله شعار حسان دياب أو الفوضى!، وغدًا حاكم حزب الله لمصرف لبنان او الفوضى!، وبعده قائد الجيش الذي يريده حزب الله أو الفوضى!".
وأضاف ضو: "ولا يزال هناك من يدعو لتحييد حزب الله!".
الى ذلك، استمر "حزب الله" في إطلاق المواقف المحذرة من عدم تسهيل مهمة دياب، حيث شدد نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، على أنّ "لبنان لا يحتمل المزيد من التهديم والتعطيل".
وقال في تصريح أمس: "على رغم من الطروحات الكثيرة التي ملأت الساحة بعد استقالة الرئيس سعد الحريري، فقد أدرك الجميع أن الخطوة الإنقاذية تبدأ بتأليف حكومة جديدة كفئة وقادرة على السير بالإصلاحات التي تعالج الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية، وتكافح الفساد، وتعمل على إعادة الأموال المنهوبة والمهربة".
وأضاف: "انتهت مرحلة اختيار رئيس الحكومة، فقد تم تكليف الرئيس الدكتور حسان دياب، ويجب تسهيل مهمته في تأليف الحكومة، وأي محاولة لمحاصرة التكليف أو التأليف تهدف الى إعادة لبنان إلى الفراغ، وهو عمل ضد مصلحة لبنان".
وتابع: "يمتلك الرئيس المكلف الحكمة والنشاط المكثف ووضوح الرؤية، وهو يحاول إنجاز التأليف في أقرب وقت، ولكن من الطبيعي أن يحتاج إلى بعض الوقت بسبب المروحة الواسعة من الاتصالات التي يجريها لتمثيل أوسع على المستويين السياسي والشعبي، عجيب كيف يعد له بعضهم الأيام وقد كانوا يتجاوزون الشهور بسبب مصالحهم الضيقة؟!".
وأشار قاسم، إلى أنّه "من حق الرئيس المكلف ومسؤوليته أن يتشاورَ مع فئات المجتمع وسياسييه، ولكنه ليس مسؤولًا أن يقف عند "فيتو" الرافضين الذين قرَّرَوا عدم المشاركة، هم يتحمّلون مسؤولية رفضهم، وهو مسؤولٌ أن يقدم الحكومة التي توصل إليها بالتشاور مع رئيس الجمهورية إلى المجلس النيابي لنيل الثقة".
إلى ذلك، أمل رئيس الجمهورية ميشال عون، خلال لقائه وفدًا طالبيًا جامعيًا يعمل على اعداد "الورقة الاصلاحية للشباب الطالبي الجامعي اللبناني"، أن "تتغيَّرَ هذه السياسة فالاحداث التي حصلت لم تضر بل كسرت محميات كثيرة وخطوطًا حمراء وستبدأ نتائجها بالظهور بدءًا من اليوم".
وقال: "إنّ الفساد موجود بكثرة في لبنان ومافياته متضامنة في ما بينها اينما وجدت بحيث أنّها تصطنع الخلافات في حين انها ليست كذلك على الاطلاق فالخلافات تحمس الناس على الانقسام، والعصبية تؤمن للفاسدين الاستمرار، كذلك هناك خطأ احيانًا في التعبير أو في تحديد الفاسد، وهذا ما رأيناه اخيرًا، لذلك فمن الضرورة أن يكون الشباب اكثر وعيًا فيحددون الهدف بشكل دقيق".
وتوجَّهَ الى الطلاب بالقول، إنّ "ما تقومون به اليوم يشجع من هم في الحكم ويعطيهم قوة التغيير وإن شاء الله سترون شيئًا جديدًا".



آخر الأخبار