الدولية
رفض واسع في لبنان لخطاب "ذراع الخامنئي"
الثلاثاء 10 سبتمبر 2019
5
السياسة
بيروت ـ "السياسة": على وقع حالة التوتر التي تلف المناطق الحدودية الجنوبية، وغداة إسقاط "حزب الله" طائرة مسيرة إسرائيلية في خراج بلدة رامية، جدد الأمين العام للحزب حسن نصرالله، التأكيد على أن "لا خطوط حمراء على الإطلاق مع إسرائيل". ولاقت كلمة نصرالله، العديد من ردود الأفعال والانتقادات، التي عارضت نبرته "التصعيدية" والولاء الذي يقدمه الى ايران، حيث أعرب نائب رئيس مجلس النواب السابق فريد مكاري عن استيائه من كلام نصرالله الذي قال فيه إن "حزب الله" يخوض بقيادة إيران معركة كبرى، وقائد مخيّمنا هو خامنئي!".وتوجه مكاري في تغريدةٍ على حسابه عبر "تويتر" الى نصر الله قائلاً: "يا سيّد حسن، اللبنانيون لا يريدون اصلاً خوض معارك لا تعنيهم، بل يتطلعون إلى الاستقرار، ولا يريدون أن يكونوا في أي مخيّم. وإذا كان لا بدّ من معركة، دفاعاً عن بلدهم فقط، فلا يقبلون قائداً لها إلاّ دولتهم".وتعليقاً على ذلك، انتقد الإعلامي نديم قطيش كلام نصرالله الذي أعرب فيه عن استعداده بأن يقاتل تحت قيادة خامنئي، فرأى قطيش أن "العهد القوي والحكومة يجب أن يكفوا عن ترداد نظريات المقاومة وحق الرد والدفاع عن لبنان".وأضاف قطيش، عبر "تويتر": "لو أن نصرالله يحترمكم لكان اعطاكم بعضاً مما يحفظ ماء وجوهكم، لكنه قالها علناً: أنا ذراع سيدي إمامي ومولاي علي خامنئي في لبنان".وكان نصرالله، في كلمته المتلفزة في العاشر من محرم، أمس، أمام عشرات الآلاف من مناصريه الذين أحيوا ذكرى عاشوراء، في ضاحية بيروت الجنوبية ومناطق أخرى، رفض "أي مشروع حرب على الجمهورية الاسلامية في ايران"، مهدّدا بأن "هذه الحرب ستشعل المنطقة وستدمر دولاً وشعوباً". وقال إنه "ذراع مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي في لبنان". وأشار إلى أن "أحد مظاهر قوة المقاومة أنه دائما في لبنان كان العدو الاسرائيلي يبحث عن أحزمة أمنية"، كاشفاً أنه "لأول مرة في الصراع بين لبنان والعدو الاسرائيلي ينشيء العدو حزاماً أمنياً داخل الأراضي المحتلة من الحدود بعمق 7 كلم".وتوجّه نصرالله إلى الاسرائيليين بالقول: "مش لح نلحّق أفلام هوليوودية".وأكد أن "لبنان يحترم القرار 1701 وحزب الله جزء من الحكومة، لكن اذا اعتدى الاسرائيلي في لبنان فمن حق اللبنانيين الدفاع عن سيادته"، لافتاً إلى أنه "سيرد الرد المناسب المتناسق، من أجل الدفاع عن لبنان، وشعبه وسيادته وكرامته، ولا خطوط حمراء على الإطلاق". وأوضح نصرالله أنّ، "كسر الخطوط الحمر لا يعني التخلي عن القرار 1701 علماً أن اسرائيل لا تحترمه".وبالتزامن مع إلقاء نصرالله كلمته، كثف الطيران الحربي الاسرائيلي تحليقه على مستوى منخفض فوق الجنوب، وصولاً إلى بيروت، في حين سُمع دوي عشرات القذائف المدفعية الثقيلة في قرى العرقوب، والتي تبين انها ناتجة من مناورة للجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا والجولان. كما حلقت طائرتان مسيرتان تابعتان للجيش الاسرائيلي فوق اجواء نقطة البانوراما في العديسة على علو منخفض، ما استدعى استنفاراً للجيش اللبناني عند النقطة، ما اضطرهما للعودة الى داخل إسرائيل.وبعدها، عادت الطائرتان الى التحليق على مستوى منخفض في اجواء عديسة، وتحديدا فوق نقطة البانوراما، كما اطلق الجنود الاسرائيليون بين الجدار الاسمنتي والسياج التقني كلبا مجهزا بكاميرات مراقبة ثم ادخلوه من البوابة الحديدية في الجدار الاسمنتي.