* أبو هيثم: بعت ممتلكات خاصة لأتمكن من البقاء بانتظار إعادة النظر * أحمد علي: زيادة 200 % يُضاف إليها ما ندفعه لـ"الكفيل" مُنهكة* بوصالح: معظم تجار اللحوم هجروا السوق بعد الزيادة الكبيرة * بوعلي: 400 دينار خسائري الشهرية بعد الزيادة "المُبالغ فيها"
تحقيق- ناجح بلال:لم يتوقع جزاروا سوق المباركية القديمة ان يكونوا يوما "ذبيحة" تتلاعب فيها سكاكين الشركة المستثمرة للسوق واصحاب المحلات او اصحاب العقود الباطنية "العقود بالباطن" كما هو الحال عليه بعد جائحة "كورونا" فرفع الشركة لايجارات المحلات كبدهم خسائر كبيرة ودفع العديد منهم لإغلاق هذه المحلات وايقاف اعمالهم لتكون الضحية الاخيرة هي المستهلك مواطنا ووافدا على حد سواء.وجالت "السياسة" على عدد من مستأجري محلات الجزارة في سوق المباركية، ليجدوها فرصة للتعبير عن امتعاضهم من رفع قيمة بدل الايجار الشهري من 200 إلى مايقرب من 900 دينار، كاشفين عن إغلاق اكثر من 95 في المئة من محلات الجزارة لأبوابها نتيجة هذه الزيادة الكبيرة، مناشدين الجهات المسؤولة للوقوف مع الشريحة العظمى من المستأجرين داخل السوق.بدل الإيجار الشهريوفي التفاصيل، قال الجزار ابوهيثم احد المستأجرين القدامى في سوق المباركية إن البدل الشهري للايجار بلغ سابقا 200 دينار وزادته الشركة المشغلة مؤخرا الى 600 دينار كويتي، يضاف اليها 200 دينار تدفع للكفيل صاحب عقد المحل لتبلغ قيمة بدل الايجار الشهري لمحلة الى 800 دينار. واضاف ابوهيثم ان هذه التكلفة العالية اضطرته لبيع املاك له في وطنه ليتمكن من دفع قيمة إيجار المحل حيث إن القيمة الحالية للإيجار لاتوفر له أي ربح،موضحا بأن استمراره بالعمل في المحل رغم خسارته هو امله باستجابة الشركة لمطالبهم وتخفيض قيمة الايجارات في المستقبل.أسعار اللحوموعن زيادة اسعار اللحوم، اوضح ابوهيثم ان الزيادة الاسعار ليست بسبب رفع القيمة الايجاريةبل ان معظم اللحوم تستورد من الخارج وعن طريق الشحن الجوي فضلا عن رسوم الشحن على مستوردي اللحوم وهذا المنحى طال معظم دول العالم.من جانبه قال الجزار أحمد علي إن الجزارين ليسوا ضد رفع قيمة الايجارات بل هم ضد المبالغة في زيادة الايجارات التي يجب ان تكون في حدود المعقول خصوصا أن "الكفيل" الذي تحرر العقود والأوراق الرسمية باسمه يحصل على 300 دينار شهريا فضلا عن أن بدلات الايجارات للشركة التي ارتفعت بنسبة 200%.واضاف علي انه في الوقت الحالي يدفع ايجارا رسميا يبلغ 600 دينار يضاف اليها 300 دينار للكفيل صاحب المحل، فضلا عن الرسوم الأخرى التي يتم فرضها على تجار اللحوم.هجرة جماعية بدوره، قال بوصالح: إن معظم تجار لحوم سوق المباركية هجروا السوق بعد رفع القيمة الإيجارية لافتا إلى أنه يستعد لترك محله نهائيا بسبب الخسائر التي يتعرض لها شهريا متمنيا من الجهات الرسمية ضرورة التحرك للوقوف مع المستأجرين خصوصا وأن استمرار الوضع الراهن سيؤدي حتما لإغلاق كافة منافذ بيع اللحوم في سوق المباركية. من جهته، قال الجزار بوعلي إنه يعمل حاليا بمفرده في محله في سوق المباركية بعد رفع القيمة الإيجارية بشكل مبالغ فيه خصوصا و أن الشركة التي تدير السوق لم تراع ظروف "كورونا" التي أدت لإغلاق السوق لفترة طويلة جدا حيث كبدت تجار سوق المباركية خسائر طائلة.خسائر شهرية واضاف ان الشركة تعاملت بعنف مع تجار اللحوم وفرضت قيمة إيجارية عالية جدا تفوق الخيال لافتا إلى أنه كان يحقق شهريا مردودا صافيا يتراوح مابين 250 إلى 300 دينار، مشيرا إلى أنه يخسر حاليا نحو 400 دينار شهريا الامر الذي سيدفعه في النهاية للرحيل نهائيا عن سوق المباركية رغم عمله فيه لاكثر من 25 عاما متواصلة.من جانبه، طالب المواطن عدنان خليل الذي كان يتسوق في "المباركية" الحكومة بايقاف الظلم الذي طال الجزارين خصوصا أنه سوق شعبي تاريخي، لافتا الى انه يفضل شراء اللحوم من سوق المباركية فقط نظرا لانخفاض أسعارها مقارنة بمحلات الجزارة ومراكز اللحوم في باقي المناطق.واعتبر المواطن فيصل سعدون انه كان ينبغي على الشركة التي تدير سوق المباركية أن تدرك بأن هذا السوق من المعالم التاريخية في البلاد ومملوك للدولة وادارة الشركة المستثمرة له مؤقته،لافتا إلى أن من حق الشركة أن تربح ولكن في حدود المعقول.
الشركة المشغلة للسوق: المشكلة في عقود الباطن وليست الإيجاراتشاءت الصدف ان تلتقي "السياسة" اثناء جولتها في سوق المباركية مع احد موظفي الشركة التي تدير السوق ورفض الكشف عن اسمه، قال ان الشركة نبهت مرارا وتكرارا عن نيتها في رفع القيمة الايجارية للمحلات لتتواكب مع القيمة السعرية لها في كافة المناطق الاخرى.واضاف أن رفع قيمة بدل الايجار من 200 إلى 600 ليس مبالغا فيه والمشكلة التي يعاني منها المستأجرون أنهم استأجروا المحلات بعقود من الباطن من مواطنين وهذه العقود ليست مباشرة حيث إن الدولة لاتسمح قانونا بتحرر العقود باسم الوافدين مضيفا انه يوجد نحو 56 محلا للحوم في سوق المباركية رافضا الإفصاح عن عدد المحلات التي أغلقت.
سوق المباركية... مَعْلَمٌ تاريخيٌّ وتراثيٌّسوق المباركية، هو سوق كويتي يقع في منطقة القبلة وهو سوق تراثي وسمي نسبة إلى الشيخ مبارك الصباح، ويتميز السوق بمماهاته للاسواق التراثية، ويعد من المعالم التاريخية للكويت، إذ يزخر بأنواع وفيرة من اللحوم والاسماك والمواد الغذائية والاستهلاكية والحلويات الشعبية والتمور والعسل ومحلات العطارة والملبوسات الرجالية والنسائية، إضافة إلى مجموعة من محال الأكسسوارات والسلع التراثية والتحف والخزفيات والتذكارات وكلها بأسعار مناسبة كما يوجد به سوق للمصوغات الذهبية والمجوهرات.ويضم السوق عددا من المقاهي الشعبية والاستراحات والمطاعم التي صممت على الطراز القديم وتقدم مأكولات ومشروبات شعبية وقد نشأ على يد التجار الكويتيين، الذين كانوا يجلبون بضاعتهم من العراق والهند وإفريقيا عبر السفن ويلتقون في هذه السوق لتبادل البضائع. وأخذ السوق شهرة واسعة على مستوى الخليج،