رفقاء الدرب: ننتظر تقدير مؤسس الأغنية الحديثة عبدالكريم عبدالقادر

كتب - مفرح حجاب:


عبر مجموعة من الفنانين والشعراء والملحنين ورفقاء درب الفنان الراحل عبدالكريم عبدالقادر، عن ألم فقده ورحيله، باعتباره صاحب تأثير كبير ومدرسة غنائية مختلفة وساهم في تطوير الأغنية وانتشارها، فضلا عن تفرده بصفات فنية وأخلاقية وإرث سيظل في وجدان الأجيال.
رأى الشاعر الكبير عبداللطيف البناي، ان الساحة فقدت ركنا كبيرا من تاريخها وارثها الذي تفخر به وهو القامة الكبيرة عبدالكريم عبدالقادر، وأضاف: عشق صوته الجميع واحساسه ورسالته وأعطى الكثير للأغنية وساهم في تواجدها وانتشار وجهها الجميل وقد اطلق عليه في بدايته "الصوت الحبيب" وبعدها "الصوت الجريح" ثم "صوت وطن النهار"، إذ استطاع بهذه الأغنية ان يربط الكويت بكل دول العالم عبر احساسه وصدق أدائه.
وقال: علاقتي به امتدت لأكثر من 50 عاماً، كان صديق محب وخلوق وطيب القلب لا يحمل ضغينة لأحد وإذا غضب يصمت فقط، منوها الى مساهمته الجبارة في تاريخ الأغنية الكويتية الحديثة.
وأعرب الملحن الكبير أنور عبدالله، عن حزنه الشديد لوفاة بوخالد، لما يجمعهما من تاريخ طويل وتعاون كبير وأخوة وعشرة سنوات، وقال: فقدنا احد أهم أعمدة الفن الكويتي الفنان عبدالكريم عبدالقادر، المخلص وصاحب الإحساس المختلف عن كل المطربين، حيث تعلمت منه الكثير، فضلا عن وفائه للجميع وتواضعه وأكثر ما كان يميزه أنه كان صاحب اختيارات مختلفة وساعد الكثير ولم يدخل في حروب مع أحد.
بينما اعتبر الفنان محمد المسباح، ان الكويت خسرت فنانا كبيرا وقامة نادرة وشخصية يصعب تكرارها، وقال: كان أخا كبيرا للجميع ويحرص على التواصل الإنساني وفنان له مدرسة مهمة في تاريخ الغناء، لكن الموت هو ارادة الله، مشيرا الى ان عطاءه سيظل باقيا وصوته وأعماله ستكون خالدة لكل الأجيال الحريصة على الفن الراقي.
اما الشاعر خالد البذال، فأكد شعوره بصدمة كبيرة جراء فقدان الفنان الكبير، وقال: بوخالد لم يكن صديقا أو زميلا ولكن كان أخا وحبيبا وشخصية فنية مذهلة وصاحب موهبة نادرة وقدم للكويت إرث فني كبير، اليوم نشعر بالألم على فراقه لكنها سنة الحياة، منوها إلى أنه حاول تهدئة أبنائه وأسرته الذين يشعرون بمرارة فراقه.
وأكد الفنان صلاح حمد خليفة، ان عبدالقادر أبكى العالم بأغنية "وطن النهار" بإحساسه وصدقه وموهبته النادرة، وقال: فقدنا فنان عظيم وأحد رواد الأغنية الكويتية التي قدم لها الكثير، فضلا عن انه كان يدعم كل الأصوات ويقف بجوار الجميع ولا يقصر مع أحد حتى بالنصيحة، منوها الى أنه ساعده كثيرا عندما كان يسجل أغنية "على هونه".
واعتبر الشاعر أحمد الشرقاوي، ان الكويت فقدت رمزا مهما لأنه فنان من طراز رفيع، استطاع ان يربط المواطن بالوطن في غنائه بإحساسه وصوته، وقال: كنت معه يوميا إبان فترة الغزو وبعد التحرير، فالجميع كان منشغلا احتفالا بالتحرير، لكنه كان يسجل أغنية عن أسرى الكويت، حيث طلبنا من الراحل راشد الخضر تلحينها، وتم تسجيلها على حسابه الخاص، متمنيا وضع اسمه على صرح كويتي يليق به وبما قدمه للأغنية الكويتية.
وقال الشاعر سامي العلي: برحيل الفنان عبدالكريم عبدالقادر، انطفأ سطر مضيء في تاريخ الأغنية لأنه قدم الكثير للفن الكويتي، والآن تحتضه أرض الكويت بعد غنائه "وطن النهار"، مشيرا الى انه كان بصوته وطن النهار، لما يمتلكه من تأثير بإحساسه وجماهيريته وما حققه من إرث كبير ومشوار طويل.
بينما اكد الفنان فواز الرجيب، أن الكويت فقدت جزء كبير من الفن الراقي، وأوضح: لم أجد تواضعا وحسن خلق من فنان كما رأيت من بوخالد، الذي دخلت عليه في مكتب الملحن أنور عبدالله، وعمري لا يتعدى 20 عاما ووجدته يقف لي ويسلم علي وأبهرني بأخلاقه، مشددا على أن الراحل لم يعادي يوما أحد ولم نسمع عن اي خصومة له على الإطلاق، وسيظل في تاريخ الكويت حبيب الوطن الذي أحبه كل الناس.
وقال الشاعر أحمد الصانع: الكويت كلها حزينة على رحيل بوخالد، عندما توفى عبدالحسين عبدالرضا، فقدنا أحد الأعمدة واليوم كذلك، كان حلمي ان اتعاون معه ولله الحمد تعاونت معه وهو قيمة فنية لن تتكرر وصاحب صوت مؤثر للغاية.
وأكد الفنان حمد المانع، ان الفنان عبدالكريم هو مؤسس مدرسة نهضة الأغنية الكويتية الحديثة بعد الانتقال من الأصوات والأغاني الشعبية الى الفن الحديث، فضلا عن تذوقه للموسيقى ودعمه الكبير لأجيال متعددة، مشيرا الى انه فنان لم يعمل يوما من أجل المادة بل كان هرما فنيا.
وقال المايسترو الدكتور بسام البلوشي، ان وفاة بوخالد خبر صادم للجميع لأنه بالنسبة للكويت تاريخ وإرث فني كبير وحالة غنائية مختلفة تماما عن كل المطربين، لكنها سنة الحياة ونسأل الله أن يغفر له ويرحمه.