رقابة صارمة على تمويل الحملات

كتب ـ سالم الواوان:


وسط "مخاوف جدية وحقيقية" من ظهور "المال السياسي"، ولعب دور مشبوه في العملية الديمقراطية، وتزييف ارادة الناخين في اقتراع "أمة 23" المرتقب؛ أكد مصدر رفيع لـ"السياسة" أن الأجهزة الأمنية تراقب المشهد الانتخابي عن كثب وبيقظة تامة، لافتا الى ان هناك "توجيهات واضحة وقاطعة بتشديد الرقابة الصارمة على عمليات تمويل الحملات الانتخابية، وملاحقة شبهات المال السياسي، وعدم منح اي تسهيلات في معاملات الوزارات والجهات الحكومية لأي طرف على سبيل تمييزه عن غيره".
وفيما كشف المصدر عن تقرير "سري" أعدته الحكومة عن العملية الانتخابية قبل حل مجلس الامة، قال: إن "هناك قلقا من مسألتين أساسيتين، أولاهما احتمال ضعف الاقبال على التصويت من قبل المواطنين لأسباب تتعلق بالتوجه الى صناديق الاقتراع أكثر من مرة خلال وقت وجيز، ما اصاب البعض بحالة من الاحباط والتشاؤم وأفقدهم الثقة بالعملية السياسية والديمقراطية، لافتا الى ان استقراء آراء قطاعات عدة يشير الى احتمال حدوث "مقاطعة" من بعضها وعزوف عن التصويت للشعور بعدم الجدوى.
وحول المسألة الثانية التي تتخوف منها الحكومة -بحسب التقرير ذاته- قال المصدر: إنها تتعلق بإمكانية حدوث مفاجآت ذات صلة بنتائج الانتخابات، وبمعنى آخر اختيار عناصر غير مدركة لخطورة المرحلة والتحديات التي تواجهها البلاد، وتسهم تاليا في تكريس المشهد الراهن بما يعتريه من صراعات وتجاذبات وشخصانية ادت الى تعطل حركة التنمية.
وأوضح المصدر أن التقرير يتوقع تغيير نحو 40 في المئة من الوجوه التي كانت في مجلسي 2020 و2022، وأكد أن الحكومة لا تزال عند موقفها وتعهداتها التي قطعتها على نفسها وأوفت بها في انتخابات سبتمبر 2022، بما في ذلك عدم التدخل لا من قريب ولا من بعيد في سير العملية الانتخابية، والتزام الحياد التام، في انتخابات اختيار رئيس المجلس واعضاء مكتبه، مشيرا الى انها لن تصوت وستترك الامر للنواب بشكل كامل.
وأكد ان هناك تعليمات صارمة بمكافحة كل جرائم "شراء الأصوات" والفرعيات، لافتا الى ان هناك فرقا امنية تقوم بالتحريات ورصد المخالفات والاحالة للنيابة العامة ولن تسمح لأي طرف بالعبث بالعملية الانتخابية.
واشار المصدر إلى ان التيارات الاسلامية كان لها نصيب الاسد في التقرير، لا سيما تلك التي لها امتدادات خارجية وترتبط بعلاقات مع بعض التنظيمات العربية والدولية، لافتا إلى أن التقرير تضمن تصورات وسيناريوهات للتعامل مع مرحلة ما بعد اجراء الانتخابات واعلان النتائج، تحسبا لكل الاحتمالات.