رقّع يا مرقّع!

طلال السعيد

جرت عادة الحكومة في كل مرة انها "ترقّع" لوزير الصحة تصريحاته التي غالبا ما تأخذه الحماسة، ولا يفكر في ما سيقوله حتى تنطلق الرصاصة، ثم تأتي الحكومة لتصلح ما أفسده، لكن هذه المرة ماذا ستقول، وكيف ستصلح الحكومة له تصريحه حين قال "كورونا" مستمرة معكم الى يوم القيامة؟
فهل هو يعلم عن موعد يوم القيامة، مثلا، أو أنه يبالغ، أو أصابه الملل؟
كل الشعب الكويتي أصابه الذهول من تصريح وزير الصحة، الذي يبدو أن التعبير قد خانه، أو بمعنى آخر لم يوفق في تصريحه.
نحن نعلم أن المسؤولية جسيمة، والحمل ثقيل جدا على كاهل الوزير، وقد يفوق قوة تحمل الانسان العادي، إلا أن تصريحه الاخير أحبط الناس وأثار الرعب بينهم، ولم يترك بصيص أمل يتشبث به المصابون، أو المشتبه بإصابتهم، فهو يريد أن يقول، والله أعلم، إن هذا المرض سوف يصبح من الامراض المنتشرة بين الناس على مدار السنة، اذا أحسنا التعامل معه مثله مثل الانفلونزا، هذا التفسير الإيجابي للتصريح.
أما الجانب السلبي فحدث عنه ولا حرج، ولعل أقل ما يقال عنه انه التصريح المرعب، والآن دور رئيس الحكومة كي "يرقّع"، وكل ما نرجوه ألا يكون الرئيس كالعطار الذي لا يصلح ما أفسد الدهر!
حكومة تصريف، وتحضر جلسة المجلس من دون صفة، وتشارك في رسم ستراتيجية التعامل مع جائحة "كورونا"، وهي بحكم الدستور لا تملك قرارا، مع العلم ان الحكومة نفسها تمتنع عن حضور الجلسات لأنها مستقيلة!
كيف نفسر ذلك؟ وفي النهاية يقول (أجدعهم) "كورونا" مستمر معكم الى يوم القيامة، وهنا يأتي دور المثل الشعبي الذي يقول "رقع يا مرقع. قال شي يترقع وشي ما يترقع"؟... زين.

[email protected]