منوعات
رواية "الشياطين" لدوستويفسكي في ترجمة جديدة لمحمد الأسعد
الثلاثاء 14 سبتمبر 2021
5
السياسة
عن "منشورات ذات السلاسل" صدرت حديثاً ترجمة جديدة لرواية "الشياطين"،للمترجم الفلسطيني محمد الأسعد مع مقدّمة للمترجم حلّل فيها خصوصية أدب فيودور دوستويفسكي بشكل عام، وهذه الرواية على وجه الخصوص.وتُعدّ الرواية واحدة من أبرز أعمال الروائي الروسي (1821-1881) إلى جانب روايات "الإخوة كارامازوف" و"الأبله" و"الجريمة والعقاب".وتميّزت الرواية بواقعية مبتكرة لا تماثل واقعية الروايات الأوروبية في عصرها، إذ تقوم على مبادئ جديدة لعلّ أبرزها مبدأ التأليف السيمفوني الذي أطلق عليه الفيلسوف واللغوي الروسي ميخائيل باختين (1895-1975) اسم "تعدُّد الأصوات"، وذلك من خلال اعتماد مواقف حوارية تتبنّى وجهات نظر مختلفة، وتعكس الظلال الخاصة بالآراء المتعارضة.وتُركّز الرواية على الوقائع التي تشهدها بلدة ريفية حوّلتها جمعية سرية إلى نقطة مركزية أو مختبر تجريبي لإحداث ثورة شاملة في روسيا كلّها، تبدأ بخلخلة أوضاع مجتمع هذه البلدة، على رأس واحدة من حلقات هذه الجمعية السرية يقف الشاب بيوتر ستيفانوفتش الذي يزعم أنّ حلقته جزء من شبكة أوسع، وتبرز إلى جانبه شخصية غامضة لأرستقراطي روسي يُدعى نيقولاي ستافروجن، ويمارس الاثنان تأثيراً على عقول وسلوك الشخصيات الأُخرى.تهيمن شخصية أُخرى على مجريات أحداث الرواية، المأساوية في غالبيتها، هي شخصية ستيفان تروفيموفتش فرخوفنسكي، والد بيوتر زعيم حلقة الجمعية السرية، الذي يمثّل الجيل الأقدم المتأثّر بالأفكار الأوروبية، والذي عمل مربياً لنيقولاي ستافروجن، وعاش في بيت أمّه الأرملة فارفارا بتروفنا طوال عشرين سنة، ثم هرب من بيتها ورعايتها للخلاص ممّا اعتبره حياة طفيلية في قبضة امرأة مستبدّة، على الرغم من حبّه لها طوال عشرين سنة، كما يقول وهو على فراش المرض قبل موته بأيام قليلة وهي إلى جانبه.وفي سياق نشاط حلقة الجمعية السرية وشخصياتها، تقع أحداث غامضة، أبرزها حوادث قتل لا تُعرف دوافعها، وتبرز في المقدّمة شخصيات ذات نزعات غريبة وشاذّة مثل شخصية المهندس كيريلوف، أحد أفراد الحلقة، الذي تستحوذ عليه فكرة جنونية، وهي أنه لا يستطيع البرهنة على حرية إرادته الكاملة وأنه سيد نفسه ولا يخشى الموت إلّا بقتل نفسه.