الاثنين 21 يوليو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

رواية "طبيب أرياف" تكشف تسلط القوانين البدائية

Time
الاثنين 08 فبراير 2021
السياسة
صدر حديثا عن دار الشروق المصرية رواية "طبيب أرياف" للكاتب والروائي محمد المنسي قنديل وهي تقع في 281 صفحة من القطع المتوسط.
وتعتبر الرواية تجربة جديدة في الكتابة حول العالم الخفي للريف المصري، ومحاولة اختراق القشرة البدائية التي تحيط به التي تراكمت على مدى آلاف السنين، من خلال قصة طبيب أرياف شاب يتعرض لتجربة قاسية في بداية حياته فيبدأ رحلة جديدة إلى قرية منعزلة بالصعيد.
يعاني الطبيب هناك من الوحدة قبل أن يجد نفسه متغلغلاً في تفاصيل الحياة اليومية للقرية الصغيرة الراقدة على حافة الصحراء، يقع في غرام ممرضة لكن تكون هناك مفاجأة في انتظاره.
"طبيب أرياف" تجربة طبيب يكتشف أن القوانين البدائية ما زالت هي السائدة، وأن هناك سلطة مطلقة تعتمد عليها وتستمد قوتها من جذور بعيدة، هي رواية عن الحب والرغبة واليأس، عن قرية تختزل العالم، يتصارع فيها البشر والقوى الحاكمة، وتمتلئ ذاكرتها الخفية بطبقات الزمن المصري المتراكم.
حكايات بسيطة ومواقف تبدو يومية وعابرة، تنقلنا بسلاسة إلى أجواء القرية وعالمها وتعكست بجلاء حال أهلها وحياتهم، اختار الكاتب بعناية واضحة عددًا من الحكايات التي عبّر عنها بتكثيف شديد وعبارات موجزة دالة نسجت عالم القرية، وكيف سيطرت فيها العادات والتقاليد الاجتماعية الراسخة، التي تعامل المسيحي بقسوة، والتي تقهرالمرأة وتسلبها كل حقوقها لدرجة إجبارها على الزواج والحياة بالطريقة التي يرونها لا كما تريد وترضى!
الطبيب يرى كل ذلك ويرصده ويعجز عن مواجهته أو التصدي له، هو شاهد العيان الذي لايتمكن رغم مكانته بينهم كطبيب الوحدة الصحية الوحيد من أن ينقذ امرأة من أنياب عائلة زوجها المتوفي، ولا حتى أن يقتنص حبيبته من بين عالمها الذي عاشت فيه ورضخت له!
لم تقتصر الرواية على تصوير هذين الجانبين من حال القرية المصرية في أوائل الثمانينات وما تلاها، ولكن تم تضفير ذلك بحكاية عالم الغجر شديد الجاذبية والدلالة والتأثير، هؤلاء الرحالة الخارجين عن القانون، وكيف يتم استغلالهم حينًا وتوظيفهم حينًا آخر، وكيف يتمكنون من السيطرة على مقاليد الأمور إذا ما أتيحت لهم الفرصة، وجاء تصوير عالمهم شديد التعقيد والغرابة بصورة شاعرية ودقيقة، خاصة مع حضور"الجازية" تلك المرأة ذات السطوة غير العادية.
استطاع المنسي قنديل أن ينسج خيوط عالم القرية ويعيده لأذهاننا ببراعة، وأن ينقلنا مع مشكلات القرية، وما يتعرض له الطبيب الشاب فيها بكل سلاسة وتشويق ويسر، ذلك لما يتسم به أسلوبه السردي من حيوية، وبدا بجلاء أن الكاتب وأبطاله تخلوا عن تلك الرؤية الرومانسية الشاعرية للحياة والأحلام وبدوا أكثر اتساقًا مع الواقع لا سيما في نهاية الرواية شديدة التأثير والدلالة.
آخر الأخبار