طهران، عواصم - وكالات: أكد الرئيس الايراني حسن روحاني أمس، أن بلاده ستواصل تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، في ظل غياب مؤشرات ايجابية من الاطراف الموقعة الاخرى.وفي كلمته أمام مؤتمر "التفاعل واجراءات بناء الثقة في آسيا" بمشاركة روسيا والصين ودول اسيوية أخرى في طاجيكستان، قال روحاني: إن "لا يمكنها أن تكون الطرف الوحيد الملتزم بالاتفاق النووي"، معتبرا أنه "من الضروري أن تواصل جميع أطراف الاتفاق إعادته الى ما كان عليه"، ومضيفا أن "إيران تريد أن ترى مؤشرات إيجابية من روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا".وقال: إن "تنفيذ إيران الكامل لتعهداتها حظي بتأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرارا، ورغم خروج أميركا من الاتفاق واستئنافها إجراءات الحظر أحادية الجانب، وكذلك الدعم الضئيل للاتفاق من قبل سائر الأعضاء، فإننا ما زلنا نؤمن بأن تنفيذ التعهدات المقبولة من قبل جميع الأطراف المعنية يؤدي دورا مهما في تعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي"، مضيفا أنه "الآن وقد ثبت للجميع حسن نوايانا فيما تنتهك أميركا القانون، فإننا إذ نعلن استعدادنا لأي نوع من التعاون، فقد قررنا خفض تنفيذ تعهداتنا، لعودة التوازن للاتفاق، وفي حال عدم تلقينا الرد المناسب سنضطر لاتخاذ مزيد من الإجراءات".على صعيد آخر، قال روحاني خلال لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير على هامش قمة شنغهاي، إن الوضع في الشرق الأوسط يستلزم تعاونا أكبر بين بلاده وروسيا، حيث تباحث الرئيسان حول القضايا الثنائية والاقليمية والدولية، على رأسها الاتفاق النووي الايراني والتصعيد الأميركي ضد إيران، حيث اعتبر روحاني أن "التفاعل بين بلدان المنطقة، ولا سيما بين بلدينا، يصبح أكثر إلحاحا"، بينما قال بوتين: إن العلاقات الروسية الإيرانية متعددة الأوجه، واصفاً النتائج التي تحققت في الحرب ضد الإرهاب في سورية، بأنها نجاح مشترك لروسيا وإيران.من جانبهم، أعلن قادة منظمة شنغهاي للتعاون عن تأييدهم لتنفيذ البرنامج النووي، داعين المشاركين فيه إلى الوفاء بالتزاماتهم.
في غضون ذلك، أكد ديبلوماسيون أن إيران ضاعفت سرعة تخصيب اليورانيوم، لكنها لا تزال بعيدة عن المعدل الأقصى المتاح في إطار الاتفاق النووي، ما يعني أنها لا تزال بعيدة بفارق شهور عن بلوغ سقف الانتاج.وذكر الديبلوماسيون الذين حضروا الافادة الفنية ربع السنوية لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المشرفة على القيود النووية للاتفاق، ان المفتشين أبلغوا الدول الاعضاء الاسبوع الماضي أن ايران سرعت تخصيب اليورانيوم إلى نحو 12 كيلوغراما في الشهر، وهو تقريبا ثلاثة أمثال المعدل السابق، مضيفين أن الوكالة أبلغت الدول الاعضاء أنها لاحظت في 22 مايو الماضي نظاما جديدا يتيح تسريع التخصيب، وقد يفجر هذا التسريع أزمة ديبلوماسية، حيث يرجح أن يدفع دولا أخرى موقعة على الاتفاق الى مواجهة ايران. على صعيد آخر، قضت المحكمة الإدارية الإقليمية في مدينة لونبورغ الألمانية، بحظر الطيران في الأجواء على شركة "ماهان إر" الإيرانية، معتبرة أن المصالح السياسية لألمانيا الاتحادية قد تمثل مبررا للتراجع عن رخصة تشغيل للنقل الجوي أو تعليقها.من جهة أخرى، أظهرت بيانات من هيئة الجمارك الكورية أن كوريا الجنوبية أوقفت كل واردات النفط الخام من إيران في مايو الماضي، مع انتهاء الاستثناءات من العقوبات الاميركية.