روحة بلا رجعة!

علي أحمد البغلي

يعز علينا أن نودع بعض قياديي الحكومة بالمصطلح العراقي "روحه بلا رجعة"، أي ذهاب دون عودة! والا من يستطيع اجبار قياديين على ترك مناصبهم فجأة دون انذار؟
الجواب يكمن في عدم المساس بالراتب الشهري العالي غير المسبوق وأوراق نقوده
(أنواطه) الازرق والبني والبنفسجي والازرق والأخضر!
فهؤلاء سيثبتون "هم وقلتهم واحد"، أي أن وجودهم على كراسيهم العالية وعدم وجودهم واحد.
عملت موظفا لدى حكوماتنا الرشيدة "اللي ساردتها على ناس وناس" (أي التي لا تتعامل مع الجميع على قدم المساواة)، واخترت بفضل درجة تخرجي العالية، العمل في النيابة كوكيل للنائب العام بمرتب يزيد 100 شهريا عن مرتبات خريجي الجامعات، الذي كان لا يجاوز 250 دينارا شهريا.
ثم اتيحت لي فرصة لأصبح مساعدا للمستشار القانوني لشركة البترول الوطنية بمرتب لا يزيد 50 دينارا عن المرتب الحكومي، وبعدها عملت في مهنة حرة (محاماة)، وكان دخلي ومرتبي يزيد الضعف عن مرتب الحكومة الهزيل، و ترشحت الى الانتخابات وفزت بمقعد "الدعية – الشعب – فيلكا"، لكي يتم اختياري مع خمسة من زملائي كوزراء في حكومة المغفور له الشيخ سعد العبدالله.
مربط الفرس أن مرتبي كوزير كان أقل من موظفي الحكومة الرشيدة "المنحاشين"، واقل مما أكسبه شهريا من الاف في مهنة المحاماة، وخرجت بعد لأصبح نائبا في المجلس بمرتب أقل، وكنت سعيدا بمرتباتي الحكومية التي استحققتها فعلا للجهد المضني المبذول بها.
* * *
لذلك دهشت وصعقت من تصرف 16 قياديا كبيرا باستقالة، 16 قياديا يأمرون وينهون ويقررون لمئات الموظفين، وتؤثر قراراتهم على مئات الالاف من المواطنين والمقيمين، والاستغراب والدهشة تكمن في قبض 85 في المئة من الالاف التي يقبضونها حاليا، وهم "حاطين ريل على ريل جالسين بمنازلهم!
لذا فإننا عاقدون الامل على الشرفاء من أعضاء مجلس أمتنا، أمثال عالية الخالد وجنان بوشهري وغيرهما، ممن نتوسم بهم الامانة والصدق أن يقترحوا قانونا، ويضغطوا على المسؤول المختص بإصدار هذا القرار لإيقافه، والا لن يدخل المبنى الأبيض في شارع الخليج العربي الا بمناسبة افتتاح أول جلسة للمجلس، وسنضطر الى ان نخبره نحن كشعب كويتي "روحة بلا رجعة"!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم