منوعات
ريحانة رفيق: لا أحرض النساء على الثورة... بل أدعوهن للتغيير
الثلاثاء 05 مارس 2019
5
السياسة
القاهرة – أحمد أمين:رغم أنها تجربتها الأولى مع الرواية لكنها لفتت الانتباه لها بما تملكه من موهبة، وما تحمله من قاموس لغوي قوي وعبارات رشيقة وقدرة كبيرة على رسم شخصياتها والغوص بداخلهم، بجانب تبنيها قضية الحرية لبنات جنسها وتمكنها من توظيف الرمز لخدمة قضيتها.حول روايتها "أسيرات الحياة" وكيف نسجت عالمها، والقضايا التي تناولتها من خلال أحداثها، التقت "السياسة" الروائية الفلسطينية الأميركية ريحانة رفيق، في هذا الحوار.فكرة روايتك قد تكون أقرب لعالم القصة القصيرة، فكيف تحولت على يديك إلى رواية؟عندما شرعت في كتابتها، اتخذت بالفعل قالب القصة القصيرة لها، لكني توقفت، ثم وجدت تشجيعا من قراء صفحتي على "الفيس بوك "بتحويلها إلى رواية، وهو ما حدث بالفعل،وربما أوقعني ذلك في فخ الوصف الكثير في الفصول الأولى. ثم تسارعت الأحداث بعد ذلك مع تصاعد ثورات الرجال على النساء عندما اكتشفوا أمر الأرجوحة التي كن يذهبن إليها من دون علمهم من أجل اللهو والعب عليها. كيف جاءتك فكرة الارجوحة هذه؟هي ليست من وحي الخيال، بل واقع عايشته في السعودية حيث كنت أعيش قبل انتقالي للحياة مع أسرتي في القاهرة، فقد ظللت لفترة طويلة لا أركب الارجوحة، حتى ذهبت إلى حديقة للنساء وبها مراجيح للأطفال، فكانت سعادتي كبيرة بها، وحرصت بعدها على الذهاب إليها مبكرا لكي أركبها بعيدا عن أعين الرجال، فكنت أجد فيها متعت من دون أن ينالني نقد، ومن هنا جاءت فكرة هذه الرواية حول فتيات ونساء في إحدى قرى فلسطين يكتشفن أرجوحة، فتصبح هي متعتهن حتى يكتشف أمرها الرجال، فيتحول الأمر إلى نكبة عليهن، ويظل الأمر كذلك حتى تعود أحداهن بعد 20 عاما من طلاقها وتحقيق ذاتها خارج القرية، فتشتري الأرض التي بها الأرجوحة وتعيدها للنساء والفتيات وكأنها تعيد لهن حريتهن التي اغتصبها الرجال منهن.كيف بدأت رحلتك مع الكتابة؟من خلال "الفيس بوك " حيث كان لدي صفحة أنشر فيها خواطري، فأخبرتني إحدى صديقاتي بأن الكاتب أحمد أبو زيد نظم مسابقة للقصص والشعر، وأنه في حاجة إلى من يحكم معه هذه الأعمال، فتخوفت في البداية،لكنها شجعتني، وبالفعل شاركت بالتحكيم فيها، كما شاركت أيضا في ورشة للكتابة حملت عنوان " السعادة " وأثناء ذلك أبدى أبو زيد دهشته من تأخري في إصدار عمل روائي، وعندما أخبرته بأمرقصة الأرجوحة شجعني على استكمالها للمشاركة بها كمطبوعة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وقد ساعدتني الظروف في ذلك بانتقال زوجي للعمل في القاهرة، فوجدتها فرصة لاستكمالها وقد كان،وبالفعل شاركت بها منذ أسابيع في معرض الكتاب.إلى أي مدى لعب الخيال دوره في روايتك؟كلها من وحي الخيال سواء أحداثها أو شخصياتها، حتى قرية " أبو زيد " الفلسطينية التي دارت بها الأحداث ليس لها وجود على الخريطة. ورغم كوني في الأصل فلسطينية، لكني لم أعش ببلدي، فوالدي الأستاذ الجامعي فلسطيني لكن أمي أميركية فلجأت إلى الكتب وموقع "غوغل" للتعرف على واقع الحياة الفلسطينية من أجل نسج عالم هذه الرواية، فعرفت كل العادات والتقاليد وماذا يأكلون ويلبسون، بشكل جعل كل من يقرأ الرواية لا يصدق أني لم أعش في فلسطين. هل لدراستك علاقة بالأدب؟قد يستغرب الكثيرون أني تزوجت صغيرة وقبل أن أكمل دراسة الثانوية، ورغم الزواج والإنجاب ومتاعب تربية الأطفال، كان لدي إصرارعلى استكمال تعليمي، لكني وجدت أن هناك صعوبة في تحقيق ذلك بالسعودية، فليس من السهل على الأجنبي أن يلتحق بجامعة سعودية، لكني التحقت بجامعة الملك فيصل، القسم الخاص، ودرست الأدب الانكليزى وتخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف الثانية، وأثناء ذلك وجدت أن لدي ميولا للكتابة باللغة العربية فبدأت بالخواطر،ثم اقتحمت عالم القصة والرواية، فقد كان لدي مشاعر فياضة تبحث عن قالب أصبها فيها، فكانت الكتابة من خلال "الفيس بوك".لو لم يكن هناك "فيس بوك"هل كانت موهبتك سترى للنور؟أعتقد ذلك، لأنني من خلاله وجدت الإعجاب والتشجيع، فشعرت بصدق ذلك، فأنا أكتب لكني لا أستطيع أن أجبر أحدا على أن يعجب بما أكتبه، فزادني هذا الإعجاب ثقة في نفسي وموهبتي. بمن تأثرت؟بالكثيرين مثل أحلام مستغانمي ويوسف السباعي ويوسف إدريس، بجانب تأثري بالأدب الانكليزي.إلى إي مدى كنت تشعرين بالخوف خصوصا أنها تجربتك الأولى مع الرواية؟لم أكن أشعر سوى بالتحدي والرغبة في النجاح، فوضعت روحي داخل الرواية ومعايشة كل أحداثها وشخصياتها، لكني شعرت بهذا الخوف بعد أن طرحتها للناس وهل ستعجبهم وتصلهم رسالتي أم لا ؟ لست من هواة الشهرة لشخصي لكن أحلم بالشهرة لأفكاري. أية شخصية في روايتك تمثلك؟"أم محمد" التي أحدثت التغيير في الرواية، وقادت النساء للسير وراء حلمهن، فكثيرات من النساء شجعتهن على الكتابة عندما وجدت لديهن الموهبة،وبالفعل أصبح لديهن الثقة وبعضهن طرح أعماله للقراء، فالرواية اختتمت أحداثها بأن كل جيل يسلم الراية للجيل الذي يليه ليكمل المسيرة.اليس غريبا أن تظل القرية لمدة 20 سنة بلا تغيير حتى تعود" ضحى" فتغيره؟التغيير يظل حلما بعيد المنال طالما لا يوجد من يدفع إليه، رغم كل هذه السنوات التي قضتها بعيدا عن القرية، عندما عادت وجدتها بنفس المشكلات القديمة ونفس خوف النساء من المواجهة، ولولا عودتها ودفعهن للتغيير لظلت سنوات طويلة بلا تغيير. ما القيود التي تحلمين بأن تتخلص منها المرأة؟ القيود التي تحرمها من ممارسة مواهبها،فالكثيرات لديهن موهبة الكتابة لكن الأهل والأزواج لا يتقبلون ذلك خوفا من أن تخوض في الرومانسية، فكما حاربت بطلة روايتي عن الارجوحة أتمنى من كل امرأة أن تحارب من أجل حريتها، طالما لا يوقعها ذلك في الخطأ.قد يرى البعض أنك تحرضين النساء على الثورة؟ لا، لم يكن هدفي ذلك ولم أقصد أبدأ أن تثور النساء في بيوتهن على أزواجهن أو أحداث أي قلق، فقط أطالب كل امرأة بتغيير حياتها بشكل إيجابي.يبدو واضحا أنك تتجنبين كسر تابو الجنس رغم وجود مواقف كان يمكن أن يلعب دوره فيها ؟بالفعل، لذلك كنت خائفة من مشهد زفاف رائد ومريم وتجاوزته سريعا، لأني لا أريد الخوض فيه حتى لا يخجل أي قارئ مما أكتبه، فقط أردت أن أقول من خلاله بأنه لا يجب أن تجبر الفتاة على الزواج رغما عنها، فكيف يمكنها أن تعيش على سرير واحد مع شخص لا تريده؟.هل أنت ضد wwwكسر هذا التابو؟لا، لكن ليس لدى الجرأة لكسره، رغم إيماني بضرورة كسره لو كان يخدم العمل.ما رسالتك للمرأة من خلال روايتك؟أن تظل وراء ما تحبه حتى تصل إليه.ما القضية التي يمكن أن تكون موضوعا لروايتك المقبلة؟زواج الغربيات من عرب، فقد عانيت شخصيا من هذا النوع من الزواج، بسبب اختلاف العادات والتقاليد والثقافات.كانت بدايتك مع الخواطر، فهل سنرى ديوانا لك مستقبلا؟الخواطر التي أكتبها تدور في فلك الأمل والتفاؤل ومحاربة اليأس، ورغم أنها لا تصل إلى درجة الشعر، لكني أفكر في نشرها بكتاب، خصوصا بعد أن أصبح لها جمهور يتابعني منذ ان نشرتها.