رَجَاحَة العَقْل اِختيار شَخصيّ

حوارات

لا يبدو وجود علاقة طردية بين مستوى تعليم الانسان، أو ما يحمله من مؤهلات فنيّة، أو ما لديه من شهادات أكاديمية، أو ما يتمتع به من غزارة المعرفة، وبين رجاحة عقله، وذلك لأن اتزان واكتمال عقل المرء يستند إلى اِختياره الشخصي الحر في أن يكون متّزِن العقل أو سفيهًا أحمقًا.
وبالنسبة لي على الأقل، أعتقد أنّه توجد سمات وصفات نفسية وفكرية، وسلوكية محددة تجعل هذا، أو ذلك الشخص، راجح العقل، وتجعل هذا، أو ذلك الشخص، إنسانًا أرعنًا وجاهلاً، وطائشًا، وربما شديد السفه.
ونذكر منها ما يلي، ان مؤهِّلات رجاحة العقل، تمثل مجموعة القدرات والمهارات التالية المؤهلات المناسبة لامتلاك سمة رجاحة العقل: الحلم، والقابلية للتعلّم من التجارب، وتفتح العقل، وسماحة الطبع والقدرة على ضبط النفس، وتحمّل الضغوط النفسية.
وكذلك المهارة في إعادة توجيه الطاقات النفسية نحو ما هو عملي وبنّاء، وبعد النظر في الالتزام بتحقيق أهداف شخصية بنّاءة، واتساع البصيرة وعدم الاستعجال في اتخاذ القرارات الحياتية المصيرية، وتجاهل نوبات الغضب الطفولية التي تصدر من بعض البالغين عمريًّا غير الناضجين نفسيًّا.
ووجود استعداد نفسي إيجابي وقابلية وجدانية لامتلاك سمة الرَّزَانَة، والقدرة على حماية العقل من التأثيرات السلبية للموتورين نفسيًّا، والحمقى سلوكيًّا، الطائشين فكريًّا، وبخاصة اكتساب مهارة تنقية العقل من تأثيراتهم وأفكارهم، وميولهم، واختياراتهم الشخصية الفاشلة والانهزامية.
رجاحة العقل والاختيار الشخصي: لا يمكن لكائن من كان أن يرغم أحدهم على أن يكون راجح العقل، أو حليمًا، أو بعيد النظر ما لم يوجد استعداد نفسي لدى ذلك الشخص لأن يتكلّم، ويكتب، ويغرّد، ويتصرّف في حياته برجاحة عقل، واتزان وجداني مناسب.
ويبدأ يتحوّل الانسان شخصا راجح العقل وقتما يدرك غلبة الرجاحة ونتائجها الايجابية على السفاهة، والطيش على المدى الطويل، ويتمكن الفرد من أن يكتسب سمات رجاحة العقل عندما يسعى للاختلاط براجحي العقول ويتعلّم من تجاربهم، وربما يستشيرهم في بعض الأمور التي يصعب عليه التعامل معها بشكل عقلاني.
وأن يحرص على القراءة لكل كاتب يُخاطب عقله، ويدعوه الى تطوير شخصيته.

كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawi