السبت 05 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

زحمة "التنفيذ"

Time
الثلاثاء 04 أبريل 2023
View
5
السياسة
طلال السعيد

سرت شائعة بين الناس ان هناك تبرعا بمبلغ اربعين مليون دينار، اودع في تنفيذ العاصمة للسداد منه عن الغارمين العاجزين عن السداد، ولا اعرف مدى دقة هذه المعلومة، الا ان الناس هرولت الى ادارة التنفيذ للاستفادة من التبرع، وتسديد المديونية.
فقد شهدت ادارة تنفيذ العاصمة ازدحاما شديدا غير مسبوق حتى ضاقت ممراتها من المديونين او الغارمين، الذين هم بامسّ الحاجة الى التبرع لتسديد ديونهم وتنظيف ملفاتهم في وزارة العدل.
قد لا تكون قصة التبرع صحيحة، وقد لا يكون هناك في الاساس تبرع، الا ان الناس تبحث عن بصيص امل يخلصها من المديونية!
فلماذا لا يتحول الحلم الى حقيقة، فتقوم مؤسسات المجتمع المدني بتحقيق هذا الامل للغارمين العاجزين عن سداد مديونياتهم، لتكون فرحة العيد حقيقية للاسر التي جار عليها الدهر، بحيث تقوم المراجع العليا بإعادة توجيه العمل الخيري في الكويت ليوجه الى المحتاجين داخل الكويت والغارمين؟
مثال ذلك ان يدفع بيت الزكاة مبلغا كبيرا يودع في ادارة التنفيذ في وزارة العدل، ومثله الهيئة الخيرية العالمية، ثم جمعيات النفع العام التي وصلت ارصدتها الى ارقام فلكية، لكنها تصرف اموالها خارج الكويت، ولا تلتفت الى الداخل الكويتي الذي هو احق بالمعروف "أليس الاقربون اولى"؟
كذلك الحال بالنسبة للميسورين والتجار من اهل الكويت، الذين يزكون اموالهم، فبدلا من توزيع مبالغ صغيرة لا يستفيد منها المحتاج يدفع مبلغ الزكاة كاملا الى "العدل" فيسدد عن المحتاجين.
من يرى تجمع الناس في "ادارة تنفيذ" العاصمة يعرف عن كثب حاجة الناس، ويتعرف على الحجم الحقيقي للمشكلة التي يعاني منها عدد كبير من الكويتيين.
دولة الكويت بلد خير يخرج منها خير كثير، وصل الى كل اصقاع العالم، واسعد جميع شعوب الارض المحتاجة، فلماذا لا تسعد مواطنيها الغارمين؟
لعل من اهم مصارف الزكاة هم الغارمون، والغارم هو الذي برقبته دين واجب السداد وعاجز عن دفعه، خصوصا حين يكون من اهل البلد، وما اكثرهم عندنا لمن يبحث عن الأجر والثواب داخل وطنه، وما احوجنا الى فزعة وطنية في هذا الشهر الفضيل، تجعل من الحلم حقيقة، وتجعل من العيد عيدين... زين.
آخر الأخبار