الأربعاء 30 أبريل 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

زراعة القمح في الكويت أمن غذائي... وتقليل من الغبار

Time
السبت 28 مايو 2022
View
10
السياسة
* سليمان الصانع: زراعة القمح لتوفير الأمن الغذائي للدولة
* محمد الصانع: بالإمكان وخلال شهور قليلة زراعة كميات كبيرة


كتب - عبدالناصر الاسلمي:


واجه العالم في الآونة الأخيرة أزمات غذائية ومعيشية صاخبة جراء جائحة كورونا وما رافقها مشكلات اجتماعية وصحية مختلفة، ثم الحرب الروسية- الأوكرانية وما استتبعها من حصار ومقاطعة وارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية، وبات هم كثير من الشعوب والحكومات توفير مخزون غذائي طويل الأمد، في ظل أوضاع متوترة يشهدها العالم، فضلا عن السعي للاكتفاء الذاتي.
"السياسة" التقت المزارعين سليمان الصانع وابنه محمد بعد تجربة طويلة في زراعة القمح، وأكدا أنَّه بالرغم ما يجمع عليه غالبية الخبراء وأهل الاختصاص بأن الكويت بلد صحراوي، وأن التربة غير صالحة لإنتاج القمح، فإن المزارع الكويتي تمكن من زراعته وإن بكميات محدودة.
وأضافا أنه رغم كل التحديات فإن المزارع الكويتي يثبت مرة تلو الأخرى أنه على قدر المسؤولية، وأنه لا يمكن أن يظل مكتوف اليدين أمام التحديات التي تتعلق بالأمن الغذائي.
في البداية، أكد المزارع سليمان الصانع أن زراعة القمح بغرض توفير الأمن الغذائي للدولة أمر ممكن جدا في الكويت، لكنه يحتاج إلى مساحات شاسعة وآلات مناسبة، قائلا "بعد الأزمة الصحية التي أحدثتها جائحة كورونا، ثم الحرب بين روسيا وأوكرانيا، برزت أهمية وضرورة الاعتناء بالزراعة بشكل عام، وزراعة القمح، بشكل خاص، لأنه من المتطلبات الأساسية والناس بحاجة إليه بشكل كبير".
وأوضح أنه منذ نحو 47 عاما وهو يواصل زراعة القمح، مضيفا: "وكنا نزرعه ونحصده ونجعل منه نصيبا للأكل المنزلي".
وردا على ما يشاع بأن زراعة القمح في المناطق الصحراوية "أمر صعب"، قال: "بالعكس تماما، فأهل الكويت يزرعون القمح منذ زمن، وأذكر مثلا المزارع خالد المسعود رحمه الله وهو أول من بادر إلى زرع القمح في العبدلي، وكان يرويه بالمطر فقط، وكانوا يحصدون القمح بطرق بدائية ودون آلات حديثة".
أضاف الصانع: "أما نحن وفي نحو عام 1987 فقد شجعنا الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، وأعطانا القمح وقال ازرعوه، فكان رحمه الله هو صاحب هذه المبادره وزرعناه، لكننا انشغلنا عن القمح بزراعة الطماطم والخيار لان سعره كان غاليا، فيما واظب البعض على زراعة القمح واستمروا بذلك، وأنا واحد منهم، فأنا منذ نحو 47 سنة أقوم بزراعته وحصاده، واجعله ربطات للغنم، ونأخذ بعضه للبيت، وهو قمح كويتي مئة بالمئة".

جائحة "كورونا"
لكن لماذا لم تظهر زراعة القمح في الكويت رغم هذا الاهتمام البعيد الزمن، ولولا تناقل الخبر في وسائل التواصل الاجتماعي لم يعلم كثير من الناس ذلك؟
يجيب الابن محمد عن هذا السؤال بالقول: أزمة كورونا أثارت الكثير من المشكلات حول العالم، وكذلك ما حدث بين روسيا وأوكرانيا، وأدى ذلك الى نقص الكثير من المخزون الغذائي العالمي، فالتفت الناس إلى هذه الأمور، بعد أن شعروا بالخطر، وأدركوا أهمية زراعة القمح كونه من المنتجات الأساسية.
ورأى المزارع محمد أن الجهات المعنية في العالم باتت تبحث عن المزروعات التي يمكن زراعتها حرصا منها على توفير الغذاء للناس.
وأكد أن المزارعين في الكويت لديهم رغبة بالاقبال على زراعة القمح، لكن هناك بعض العقبات، مبينا أن لنجاح هذه الزراعة نحتاج الى وسائل زراعية حديثة، وتوفير مساحات شاسعة خالية من أعمدة الكهرباء وبرك الماء.
أضاف، بالإمكان وفي شهور قليلة زراعة كميات كبيرة من القمح المحلي في حال توافر المعدات الحديثة المناسبة عوضا عن الآلات القديمة المتوافرة حاليا.
وقال ممازحا: "انتاجنا رغم كل التحديات وفير ولله الحمد، فالطيور تأكل، والربع ياكلون، ومن يزورنا يأخذ نصيبه دون مقابل، فنحن لا نبيع القمح، وكثيرون يأتون للحصول عليه، لأننا لا نستخدم الأدوية أو السماد والكيماويات، وماء البئر وهو ماء مالح، وغير مكلف، وشخص واحد يدير المحور، لأن نظام الري المحوري سهل جدا، ويستخدم في المناطق المكشوفة، ولا يتطلب الكثير من العمالة مع وجود المعدات اللازمة.
ودعا محمد من يرغب من المزارعين إلى زيارة مزرعته للاطلاع على هذه التجربة، وقال: "بابنا مفتوح دائما وأي مزارع كويتي يدخل دون استئذان، ويمكنه أن يرى كيف نعمل، لأنه اذا تطور المزارع تطور كل شي، فنحن سابقا لم نكن نعلم عن نظام الري المحوري، وتعلمنا وجئنا به وصارت لدينا خبرة طويلة".
وأردف محمد الصانع أن زراعة القمح "مؤكدة النجاح"، فالأرض طيبة مثل أهلها، ويمكن زراعته في نوفمبر وحصده في شهر مايو، ولا يحتاج لكميات كبيرة من الماء ولا يضره الملح.
وأضاف: نحن نستطيع زراعة القمح في مناطق مصادر الغبار، فتحد هذه الزراعة من كميات الغبار، فضلا عن انتاج القمح بكميات وفيرة.
وقال: فضلا عن توفير القمح فإن هناك فائدة أخرى، فالمحور الذي يكون طوله 350 مترا يمكن أن ينتج 10 آلاف شدة من التبن، بقيمة دينار ونصف للشدة، أي 15 الف دينار، وهذا فقط للتبن، كما أنه يمكن للمزارع بعد الحصاد تأجير مزرعته لأصحاب الحلال من شهر 5 الى شهر 9، حيث تتوفر فيها كميات كبيرة من الحشائش للرعي الطبيعي.


مساحات فارغة يمكن زراعتها

قال محمد إن هناك مساحات فارغة في الكويت يمكن استغلالها، ومنها مثلا منطقة شمال غرب جسر جابر، وهي منطقه غبار ومكشوفة، وأيضا طريق السالمي، فهناك تراب غير طبيعي، خصوصا الصقيهية وجريشان، فإذا زرعنا مساحات واسعة سوف ننتج كميات كبيرة من القمح ونمنع الغبار.

الأزمات العالمية تعيد زراعة القمح إلى الواجهة

المزارعون اهتموا قديما بهذه الزراعة، لكنهم ابتعدوا عنها واتجهوا لزراعات أخرى عليها طلب أكثر، لكن الأزمات العالمية المتتالية فرضت نفسها، وباتت هذه الزراعة حاجة ضرورية وملحة أكثر من السابق.


شكر خاص

لمشرف رابطة مزارعي العبدلي المزارع فيصل الزعبي الذي سعى واجتهد لايصال الصوت والصورة لوسائل الإعلام حول تجربة زراعة القمح في الكويت، والذي ساهم بتسهيل مهمة جريدة "السياسة" للإعداد هذا التحقيق.


القمح الكويتي من أجود الأنواع


إنتاج غزير رغم المساحة المحدودة
آخر الأخبار