الدولية
"زعران" حركة "أمل" يُشعلون فتيل حرب مذهبية لبنانية
الأحد 29 أغسطس 2021
5
السياسة
بيروت ـ "السياسة":من يلعب بنار الحرب الأهلية مُجدداً، ولماذا افتعال الإشكالات الطائفية بين مناطق لبنانية لم تعهد هذا النوع من المناوشات والاعتداءات طوال الحرب الاهلية اللبنانية؟هذا السؤال طرحته مراجع لبنانية عدة، سياسية ودينية، على خلفية الاعتداءات التي اقدم عليها "زعران" من بلدة عنقون ينتمون إلى حركة "أمل" التي يترأسها نبيه بري، رئيس مجلس النواب، أمس وأول من أمس، على بلدة مغدوشة المسيحية القريبة من صيدا، والمتخامة لاكبر مخيم فلسطيني في لبنان (عين الحلوة)، واقدامهم على قطع الطرقات، قطع الأشجار وإحراقها، اضافة الى تكسير عدد من المزارات الدينية في البلدة.فقد أقدمت مجموعات من المنتمين إلى "أمل" أمس على شن هجمات على أهالي بلدة مغدوشة انتقاماً ممن تقدموا ببلاغات الى الاجهزة الامنية على خلفية ما حصل اول من امس ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحىفي المقابل، دعا أهالي بلدة عنقون الجنوبية، الاجهزة الامنية الى ممارسة دورها بتعقب المتورطين بالاشكال بين بلدتهم ومغدوشة وتوقيفهم، وأصدروا بيانا جاء فيه: "كلنا نعلم أن ما نمر به في لبنان من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة تركت خلفها بعض المشكلات الفردية في العديد من المناطق بإختلاف المكان والزمان، مع التأكيد على السبب بما معناه تأمين أقل الحقوق المعيشية لشعب عانى ما عاناه".وأوضحوا أن "الاشكال الذي حصل بين أهلنا في بلدة عنقون واخواننا في بلدة مغدوشة هو إشكال فردي، وأن أهالي بلدة عنقون يدينون بشدة الحادث الاليم الذي وقع من قبل بعض الشبان أول من أمس عند محطة توتال ببلدة مغدوشة"، معربين عن استنكارهم "لاعمال الشغب التي مورست بقطع بعض الطرقات".وتنشط حركة الاجتماعات البلدية في مغدوشة لاتخاذ القرارات ووضع الإجراءات المناسبة على ضوء تطورات الأوضاع التي استجدت بين البلدتين. وغرّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، عبر حسابه على "تويتر"، وقال: "فخامة رئيس الجمهورية، دولة رئيس حكومة تصريف الأعمال، منذ يومين والتوتر يتفاقم بين مغدوشة وعنقون على خلفية أزمة البنزين التي خلفتها "سياستكم الحكيمة".وأضاف: "ومنذ يومين لم تُتخذ اي إجراءات أمنية او قضائية لتخفيف التوتر بين بلدتين لبنانيتين تحت سلطتكم مباشرة، الى ان انفجر الوضع بتعديات بالجملة على منازل وأفراد في بلدة مغدوشة، والتوتر مازال قائما".وتابع جعجع: "الحل واضح، إنزال الجيش بكثافة وقوة في البلدتين، وإعطاؤه الأوامر اللازمة لوقف اي أعمال تعدٍ وتخريب، وتسطير مذكرات توقيف فورية بالمعتدين، كل المعتدين، لأي من البلدتين انتموا، ماذا والا تعتبرون انكم تفرِّطون بآخر ما تبقى لنا من السلم الأهلي".وغرد رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل عبر تويتر فكتب: "إشكالات مؤسفة وعراضات مسلّحة متنقلة من عكار إلى كوكبا، وآخرها ما نشهده من تعدٍ في مغدوشة سرعان ما تحوّل إلى طائفي".أضاف: "نشكر الجيش اللبناني على التدخل الحاسم ونطلب من الجميع الوعي وعدم الإنجرار خلف العصبيات القاتلة التي لا تفيد سوى مصالح المافيا وهيمنة الميليشيا".وفي السياق، رأى الوزير السابق ميشال فرعون أن "ما شهدته بلدة مغدوشة من اعتداء على أبنائها يشكل سابقة مع خطر تكراره بين بلدات أخرى إن لم تتخذ إجراءات قاسية بحق المعتدين".ودعا تجمع موارنة من أجل لبنان برئاسة المحامي بول يوسف كنعان الجيش والأجهزة الأمنية الى وضع حد للتفلت الحاصل على خط بلدتي عنقون ومغدوشة الجنوبيتين، والقضاء للتحرّك بشكل جدّي لمحاسبة المستفزين والمعتدين والمخلين بالأمن، حتى لا تتطور الأمور أكثر، خصوصا ان التطورات باتت تتكرر في الأيام الأخيرة.واعتبر التجمع أن تكرار الاستفزازات يمكن ان يجر الى ما لا تحمد عقباه، وهو ما يجب ان يتوقف سريعاً.ودعا التجمع الأهالي إلى التحلي بالمسؤولية والوعي، لحفظ الكرامات والأرزاق، والحفاظ على الهدوء والإلفة التي عرفتها المنطقة.